حديث لابد منه (28)
لقد فرغت من خطاب النقابة الذي تُلي أمام الأخ رئيس الجمهورية وقتها المشير “جعفر محمد نميري” بمناسبة المهرجان الحاشد، والذي كان احتفاءً بتكوين النقابة الجديدة وبداية انطلاق الإنتاج بالذات في القوة الساحبة، والخطاب عمره ستة وثلاثون عاماً، ووقتها كنت شاباً ابن ثلاثين عاماً، وقد وردت في الخطاب وقتها عدة مطالب من ضمنها الخطط الإسكانية لـ”حي المطار” وإيصال الكهرباء والماء له، ثم لـ”حي الشمالي” و”الطليح” و”المقرن” ثم “كبري عطبرة” الرابط بين “الدامر” و”عطبرة” والطريق القومي بين “عطبرة” و”الخرطوم” وكوبري الضفة الغربية.
بحمد الله تعالى كل هذه المطلوبات التي وردت في الخطاب، أصبحت واقعاً ملموساً على أرض الواقع وقد ارتبط بذلك نحو خمس ولايات هي ( ولاية نهر النيل، الولاية الشمالية، ولاية البحر الأحمر، ولاية كسلا وولاية الخرطوم)، تحقق ذلك كله في فترة ثورة الإنقاذ وهي نعم لا تحصى ولا تعد، ولكن الإنسان بطبعه ينسى وما سُمى الإنسان إنساناً إلا لنسيه وما سُمى القلب قلباً إلا أنه يتقلب، المطلوبات كانت هاجساً لنا ولكل مواطني مدينة “عطبرة” العملاقة، ولكن بحمد الله قد تحققت في واقع حياتنا.. بعد أن كانت آمالاً عراضاً وأمانٍ غالية ولله الحمد من قبل ومن بعد، وكذلك لابد أن نقف على فقرات من خطاب رئيس الجمهورية المشير “جعفر محمد نميري” والذي ألقاه في مناسبة المهرجان الكبير بـ(إستاد عطبرة) العريق عراقة أهله، فإلى مضابط الخطاب..
بسم الله الرحمن الرحيم
“الإخوة المواطنون الثوار الأحرار.. أحييكم تحية ثورة مايو الخالدة الظافرة أبداً بإذن الله.. نلتقي اليوم في مدينة عطبرة ذات الأمجاد، مدينة المجاهدين والشهداء.. وفي رحاب نقابة السكة الحديد مؤسسة الحركة النقابية العمالية ورائدة الحركة النقابية العمالية ورائدة الحركة النقابية.. ونلتقي في رحاب مرفق السكة الحديد وهو عصب التقدم والنماء في وطننا.. نلتقي أيها الإخوة على حمد وعرفان عظيم لله جلت قدرته أن مكَّن لنا في ظل ثورة العاملين (ثورة مايو) أن تقطع الأشواط البعيدة في مضمار بناء الوطن على طريق الحرية والديمقراطية والاشتراكية والوحدة الوطنية.. وأن نعيش هذه الأيام مرحلة حافلة وعظيمة في حياة شعبنا ونضاله.. مرحلة اجتياز المصالحة الوطنية إلى رحاب الوحدة الوطنية الأشمل.
أيها الإخوة العمال إن جهوداً عظيمة تبذل من أجل بناء الوطن وتقدمه.. ومن أجل حل مشاكله وهي جهود مقابلة احتياجات المواطنين اليومية.. وهذه الجهود تتطلب انتقال الآليات والمعدات إلى مواقع التنمية.. وانتقال إنتاجها عبر أرض الوطن ميناءه.. ومع كل هذا انتقال السلع إلى أماكن الاستهلاك حيث الملايين في انتظارها.. وفي كل هذا الجهد يلعب النقل الدور الأساسي تمكيناً لعجلة التنمية من أن تندفع للسلع الاستهلاكية من أن تصل في موقعها وعند الحاجة لها.. وبين جميع وسائل النقل تقف السكة الحديد سيدة الموقف بحكم طاقتها وضمانة أدائها وانخفاض كلفتها، ومن هذا ينبع اهتمام الثورة بالسكة الحديد موقفاً للعمل والإنتاج.. تتقاسم المسؤولية فيه الدولة والإدارة والعاملون.. فبالنسبة للدولة أثمرت الجهود المتواصلة التي قمنا بها مع الدول الشقيقة والصديقة بشأن توفير الأرصدة التي تحتاج إليها مشاريع السكة الحديد، أثمرت عن نتائج باهرة نأمل أن تسهم في حل كثير من المشاكل التي تعتري هذا المرفق.
نقف هنا ثم نواصل لاحقاً إن شاء الله.