( الطيب علي) يبيع (الداندرمة) على ظهر حماره.. قائلاً: كده رضا
وجدناه يسير مزهواً بحماره أمام(مجلس الصحافة والمطبوعات) بالخرطوم، وعلى صفحتي حماره تقبع حافظتان مملوءتان بأكياس (الداندرمة) يعرضها بشكل شهي مخففاً من غلواء الظهيرة الحارقة محرضاً المارة على الشراء. “الطيب علي آدم” استطاع بذكاء أن يمازج بين ما يساعده في الحركة بأقل التكاليف وبين عرضه لبضاعته بصورة لافتة، وعند تأملي لحماره وجدته منتشياً بثلاجته التي تبلل الرؤوس العطشى …مرتاداً بها شوارع الخرطوم بكل ثبات وشجاعة، فحكى لنا عن سر مشواره اليومي من نمرة (2) (مطعم السلطان) والمنطقة الصناعية متجولاً في هذه المناطق، ليكسب أجر اليوم باليوم سعيداً راضياً . فكانت لنا معه الدردشة التالية:
}اسمك منو ؟ وأنت من وين؟
-“الطيب عدلان آدم” منصوري من منطقة المناصير القديمة – الولاية الشمالية .
}ما الذي قادك لهذه المهنة وهل كنت تعمل من قبلها ؟
-أبداً هذه أول مهنة أقوم بالعمل فيها فأنا تركت الدراسة لأقوم بمساعدة إخواني، لأني (ود المرة التانية).
}إلى أين أنت ذاهب؟ هل لديك مسار معين خصوصاً وأن هذا الحمار ليس بإمكانه المسير في كل الشوارع؟
-أطوف به في وسط الخرطوم لكن لدي محطات معينة التي أبدأها من الخرطوم (2) ثم المنطقة الصناعية الخرطوم، ثم بعد ذلك أذهب إلى وزارة الصحة أجلس به تحت المظلة ومنها إلى شارع النيل.
}من هم أكثر الزبائن ؟
-دكاترة وزارة الصحة الطلاب والموظفون وأكثرهم من الجنس اللطيف.
}كيف بدأت العمل في هذه المهنة؟
-لم تكلفني سوى مليون وثلاثمائه جنيه حمار بـ(500) جنيه يعني حمار زائداً ثلاجة
}العائد اليومي ؟
-بين (35- 40) جنيهاً في اليوم والحمد لله كدة رضا.
}هل تواجهك أي مشاكل ؟
نعم أجد مضايقات من (ناس الكشة).
}لوأتتك فرصة لتغيير هذه المهنة هل تغيرها ؟
-أنا بشتغل أي حاجة، لكن إذا لقيتة مانافعة طوالي برجع لي بيع الداندرمة ومن خلى عادته قلت سعادته .
}وفي الشتاء؟
-أقوم ببيع اللالوب والقنقليز وخلافه.
}كلمة أخيرة ؟
-شكراً وانا مستعجل شديد أعذروني عاوز أحصل مواعيد خروج الموظفين.