روضة.. حضانة.. (تمهيدي)..!!
} نختلف في السودان عن كل شعوب الدول العربية والأفريقية من حولنا.. ولا نعرف غير التعامل بالطريقة (التعصبية) المعروفة والمسنودة بالفهم المتأخر، للسواد الأعظم، لمعاني الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص..!!
} إذا انهزم المريخ، سواء في الدوري المحلي أو بطولة أفريقيا، فإن القناعة بالسقوط تنعدم تماماً ويلجأ جل المريخاب للبحث عن التبريرات حتى ولو كانت غير منطقية ووهمية لتمرير الفشل..!!
} ذات الشيء يحدث من جانب محبي الهلال حال هزيمة فريقهم، وأمامنا ما يحدث هذه الأيام بعد أحداث لقاء الأهلي شندي والأزرق والذي يجسد عملياً تراجع الفهم البسيط لمعاني الرياضة وتنافسها الشريف..!!
} هزيمة المريخ أو الهلال تقود المتابعين إلى واقع أسود عنوانه (الشماتة) والتريقة التي يمارسها جل المنتمين إلى الطرفين حال سقوط الطرف الثاني.. وليس مهماً ما إذا كان السقوط محلياً أو قارياً..!!
} وقد لا يتفق طرفا القمة إلا في حالة واحدة وذلك عندما يخسر أحد منتخباتنا حيث يتوجه الجميع بنقدهم إلى قادة الكرة بالاتحاد العام ذلك بعدما تتجلى القيمة البغيضة للتعصب..!!
} والتعصب الذي نعنيه علاقته مباشرة بتشجيع هواة الأحمر للاعبيهم بالمنتخب وعشاق الأزرق لمنتميهم.. يحدث ذلك رغم أن المنتخب يلعب باسم الوطن الذي يفترض أن تكون النظرة إليه أشمل وأكبر..!!
} هزيمة الهلال، مثلاً، تعني نهاية كل المشاكل المريخية.. والعكس أيضاً صحيح حيث يتولى قادة الإعلام القيام بدور البطولة وبث سمومهم بطريقة مسيئة لا علاقة لها بالرياضة ولا كرة القدم..!!
} إن ما ذكرناه من حقائق تعصبية، يعرفها الجميع، لن تكون غير تأكيد عملي على أننا في السودان لا نزال نحبو في محيط الرياضة بجهل معظمنا لأبسط مقوماتها المتعلقة بالتشجيع والمتابعة والمتعة..!!
} نعم عندما يفرح أحدنا لهزيمة فريق سوداني يلعب باسم الوطن ويدافع عن سمعته في اشرف الميادين فإن ذلك يضعنا في خانة الأطفال المنتمين إلى (الروضة) و(الحضانة) و(التمهيدي) كمان..!!
} إن الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص تنافس شريف لا يتسق مع معطيات الحقد والحسد وتصفية الحسابات التي يمارسها البعض وندعي عبرها معرفتنا التامة ودرايتنا بالتنافس وشرفه..!!
} لن نتقدم أبداً إلى الأمام ما لم نتحسس واقعنا ونتوقف أمام السلبيات التي أقعدتنا لسنوات عديدة متخلفين عن الركب في وقت قفزت فيه كل البلدان من حولنا وتقدمت..!!
} الصحافة المتخصصة تتحمل النسبة الأكبر في نشر الوعي وبالتالي المساهمة في قيادة المجتمع الرياضي إلى نبز التعصب والالتفات لخدمة الرياضة وتحقيق الأهداف المرادة بعيداً عن العبارات الدخيلة..!!
} تخريمة أولى: الصحافة الرياضية يمكن أن تساهم في العبور بمجتمعنا الكروي من مراحل (الروضة والحضانة والتمهيدي) إلى آفاق أرحب وسماوات أوسع وبطريقة مثالية ومتطورة..!!
} تخريمة ثانية: عفواً سادتي.. كلنا (تمهيديون) نسبح عكس التيار ونعتقد بالخطأ أننا نقف في الصفوف الأولى مع العلم أن تلك المعلومة غير صحيحة بالمرة..!!