سيدي الرئيس.. أحسنت.. أحسنت.. أحسنت
} ما شهدته قاعة الصداقة بالخرطوم ليل أمس يمثل أكبر (انتصار سياسي) للشعب السوداني، وليس للحكومة أو المؤتمر الوطني على مدى الـ(25) عاماً الماضية..!
} كان بلاشك (اختراقاً) كبيراً في العمل السياسي.. ولقاءً تاريخياً عظيماً بعظمة أهل السودان.. تنادى إليه (كبار) البلد، وأبرز رموزه، وحكماؤه من كل الاتجاهات والجهات .. تحدثوا عن كل ما يجيش بدواخلهم، وما يعبر عن قواعدهم.. (83) حزباً كانت هناك ..!! وتحدث عنها (25) زعيماً وقيادياً سياسياً بوزن وثقل، أو باسم ولافتة.. لا ضير.. فقد نجح اللقاء بغير ما توقع له البعض.. نجاحاً كان باهراً.. وألقاً كان ظاهراً.. وتجلى الرئيس “البشير” وهو يدير بسعة صدر هذا اللقاء الجامع الماتع.. العجيب.
} كان “البشير” عند وعده وعهده لشعبه.. أطلق الحريات السياسية.. أيام الممارسة (الحزبية) في الساحات والميادين والفضاءات.. حرر الحريات الصحفية والإعلامية من قيد رقابة السلطات (القبلية) أو (البعدية).. انتهى زمن (مصادرات) الصحف، وإيقافها إلى أجل مسمى أو غير مسمى.. انتهى زمن إيقاف (الكتاب الصحفيين) أسبوعاً، وأسبوعين .. أو شهراً أو شهرين.
} وجه “البشير” بإطلاق سراح المعتقلين والموقوفين (سياسياً)، ودعا الحركات المتمردة بالسلاح إلى الانضمام لطاولة الحوار على (المائدة المستديرة) داخل السودان، وتوفير (كل) الضمانات لقادتها ومندوبيها إلى أن يعودوا من حيث أتوا، إذا رغبوا في العودة إلى المهاجر والمنافي الاختيارية.
} وعاد الشيخ “الترابي” إلى مركز (التنظير) للوطن، لا لـ(الوطني) أو (الشعبي).. و(تنازل) الإمام “الصادق المهدي” بكرمه وتساميه ليجلس (واحداً) بين أحزاب (أمة) عدة، كان قادتها بعض مساعديه، وتلامذته، ولكن (الحال من بعضو) بالنسبة للمؤتمر الوطني، فقد رضي أيضاً أن يكون ممثله (واحداً)، شأنه شأن أحزاب انشقت عليه مثل أحزاب “غازي صلاح الدين”، و”أمين بناني نيو” و”الطيب مصطفى”، والمؤتمر الشعبي نفسه!!
} كان تداولاً وطنياً راقياً وسامياً ومتجاوزاً، عندما توجهت العزيزة الدكتورة “فاطمة عبد المحمود” بالنقد للسيد “الصادق المهدي” تعليقاً على رأيه حول (مايو)، فقد كان نقدها ناعماً ومهذباً، راجية عدم نكء الجراح..!
} انتهى اللقاء – بالإجماع- إلى تكوين آلية تنسيقية عليا للحوار الوطني، مناصفة بين أحزاب الحكومة وأحزاب المعارضة، على أن يرأسها رئيس الجمهورية بصفة (قومية).
} انتهى اللقاء إلى دعوة أحزاب (التحالف) المتغيبة (الشيوعي والبعث و(حق) والمؤتمر السوداني وغيرها) فضلاً عن الحركات المسلحة لتلحق بركب الحوار السوداني الجامع.
} أروع وأعظم ما ميز جلسة (مؤتمر الحوار الوطني).. أمس.. أنها تحت رعاية (رئاسة الجمهورية)، وأن الرئيس لم يكن يجلس خلفه لا سكرتارية من (المؤتمر الوطني)، ولا (حراس) ولا (مراسم).. كان خالياً.. ومتحللاً ومتحرراً من الحاشية القريبة الملتصقة بظهره.. تباعد عنهم.. جلسوا بعيداً.. فكان “البشير” نازعاً نحو قومية سودانية كاملة الدسم!!
} لم يكن هناك “أمبيكي”، ولا “سيمبويا” ولا “بن شمباس”، ولا مبعوث (أمريكي) ولا (بريطاني)، ولا مراقبين من الجامعة العربية ولا الاتحاد الأفريقي..!!
} كان لقاءً سودانياً.. خالصاً.. وأجمل ما قاله “الزهاوي إبراهيم مالك” .. (إننا نريده هنا في السودان.. ولن نشارك فيه إذا كان خارج بلادنا).
} شكراً للمتجردين الوطنيين.. “موسى محمد أحمد” و”دانيال كودي”.. و”كمندان جودة” و”جلال الدقير”.. وجميع الـ(25) الذين تحدثوا باسم أحزابهم.. وباسم الكثير من أبناء شعب السودان.
} سيدي الرئيس البشير.. أحسنت .. أحسنت .. أحسنت.