«سلفاكير»: لن ننسى وقفة السودان.. نشكر الرئيس «البشير» والحكومة والشعب
في أول زيارة له إلى الخرطوم عقب الأحداث الدامية التي شهدتها دولة جنوب السودان نتيجة لتفجر الصراع بين الفرقاء الجنوبيين، أجرى الرئيس “سلفاكير ميارديت” مباحثات مطولة مع الرئيس “عمر البشير” أمس في زيارة امتدت ليوم واحد، في وقت نظر فيه مراقبون لطبيعة الزيارة على أنها لابد وأن تتطرق إلى الأوضاع في الجنوب، ومحاولة التوصل لتفاهمات حول نشاط الحركات المتمردة على حكومتي البلدين وقضايا الحدود، والأوضاع الاقتصادية بعد أن فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على حكومة الرئيس “سلفاكير” الأمر الذي يجعل التعاون الاقتصادي مهما بين البلدين، وكذلك أوضاع النازحين الجنوبيين، وقضايا النفط وغيرها من القضايا المشتركة.
«سلفا» مهموماً..!!
حينما تقدم الرئيس “عمر البشير” ونظيره الجنوبي “سلفاكير ميارديت” نحو منصة المؤتمر الصحفي بقاعة كبار الزوار بمطار الخرطوم الدولي قبل مغادرة الرئيس الجنوبي عائداً إلى بلاده عصر أمس، في خاتمة زيارة ليوم واحد حيث جرت مباحثات ببيت الضيافة بالقيادة العامة، امتدت لأكثر من ساعتين، ثم زار بعدها سفارة جوبا بالخرطوم، الرئيس “سلفاكير” قدم على متن طائرة الخطوط الجوية الكينية، وفي طريق عودته إلى الجنوب، قام الرئيسان “عمر البشير” ونظيره الجنوبي بعقد مؤتمر صحفي للحديث حول نتائج الزيارة.
وبعد خروجهما إلى منصة المؤتمر بدا واضحاً أن وجه الرئيس “سلفاكير” يشي بأنه مهموم، كما أن بدلته السوداء وقبعته حالكة السواد أكملتا المشهد، الذي كان يعكس أن الرئيس يحمل في صدره أمراً ثقيل الحمل، ولكن ما إن بدأ الحديث حتى انفرجت أساريره، وبدا أكثر راحة، بخلاف هيئته التي خرج بها على الصحفيين، بينما اصطف من خلفه أعضاء وفده من الوزراء وقوفاً على الجانب الأيمن من القاعة وفي صف مستقيم.
البشير: “تطبيع العلاقات وفتح الحدود وتبادل المنافع”
وكان الرئيس “عمر البشير” استهل حديثه للصحفيين بقوله (سعدنا اليوم بزيارة كريمة من الأخ “سلفاكير ميارديت” رئيس جمهورية جنوب السودان ووفد رفيع يرافق لسيادته). وأوضح “البشير” في بداية المؤتمر الصحفي الذي لم تتح في خاتمته فرص لطرح أسئلة الصحافيين، حيث قال (لقد جرت مباحثات ثنائية بين الطرفين تطرقنا فيها للعلاقات بين البلدين وتطويرها، بالإضافة لموضوع تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وأيضاً تحدثنا عن الأوضاع الأمنية بين البلدين) ، وأضاف اتفقنا على أن نتعاون على تحقيق السلام والأمن في جنوب السودان وفي السودان، ونحن نقول إن الزيارة تأتي في إطار الزيارات والمشورة والاتصال بين القيادات في البلدين لدفع هذه العلاقات إلى مراحل أرحب، وكلنا أمل في أن يتحقق السلام والأمن في البلدين، وأن يتم تطبيع العلاقات وفتح الحدود وتبادل المنافع بين البلدين). وختم الرئيس “البشير” حديثه بالقول (نحن نقول إن الزيارة أدت الغرض منها، وإن شاء الله ستكون فيها دفعة قوية إلى الأمام لعلاقات البلدين).
سلفاكير : لا أعرف العربية ولكن سأحاول
بدأ الرئيس سلفاكير ميارديت” حديثه للصحفيين بابتسامة أعقبها بقوله (أنا طبعاً كنت أريد التحدث بالإنجليزية، إلا أن الأخ الرئيس طلب مني التحدث بالعربية، لكن أنا لا أعرف العربية، ولكني سأحاول). وأضاف: (أنا سعيد جداً أن أكون في الخرطوم اليوم، حيث تأخرت هذه الزيارة التي يفترض أن تتم منذ وقت طويل، وهي أتت تلبية للزيارات المتبادلة، حيث كان يفترض أن أقوم بها عقب زيارة الأخ “البشير” إلى جوبا حيث كان يفترض أن آتي بعده، لكني لم أفعل فأنتم تعلمون المشاكل التي تحدث الآن في الجنوب).
وقال “سلفاكير” متحدثاً عن نتائج زيارته إلى الخرطوم :(نحن أتينا اليوم، وناقشنا في هذه الزيارة أشياء كثيرة تبدأ بكل الاتفاقيات التي وقعناها بين الدولتين، كما تباحثنا في المشاكل التي تهم الإقليم والدولتين، وكذلك المشاكل التي تخص المنطقة بشكل عام). وأضاف: (لقد توصلنا إلى اتفاقيات في كل هذه النقاط، كما أننا اتفقنا علي آليات لتفعيل كل الاتفاقيات التي وقعناها). وزاد (إن شاء الله سيتم تنفيذ هذه الاتفاقيات في القريب العاجل، ونحن نتوقع أن نزور الخرطوم مرة أخرى في زيارة ليس لساعتين أو ثلاث، بل في زيارة تستغرق أسبوعاً بكامله حتى نقابل عدداً كبيراً من المسؤولين ، ثم العودة بعدها إلى جوبا، ونحن ليس لدينا حديث نقوله هنا سوى شكرنا لرئيس جمهورية السودان والحكومة والشعب السوداني لكل المساعدات التي قدموها لنا في الكوارث التي ألمت بنا بداية من الفيضانات وحتى مشاكل الحرب في المنطقة ونزوح المواطنين منها، ونحن سعداء وممنونين لاستضافتكم للمواطنين الجنوبيين الذين أتوا مرة أخرى إلى السودان بعد أن ذهبوا إلى الجنوب، وهذه كلها أشياء لا نستطيع نسيانها، ولابد أن نشكر الحكومة والشعب السوداني عليها).
سفير السودان “مطرف صديق” يتحدث
وعقب انتهاء المؤتمر الصحفي للرئيسين “البشير” و”سلفاكير” تحدث للصحفيين سفير السودان لدى الجنوب “مطرف صديق” فقال إن زيارة الرئيس “سلفاكير”رغم قصرها إلا أنها كانت مكثفه، وفي الطريق كانت الفرصة متاحه للوزراء والرؤساء للتداول في الموضوعات حيث شمل وفد الرئيس “سلفاكير” وزير رئاسة الجمهورية “تيلار دينق”، ووزير الدفاع، وزير البترول، وزير الدولة بالخارجية، وزيرة الدولة بوزارة المالية ووكلاء وزارة البترول والتجارة وممثلين لمنطقة “أبيي” ورجال الأعمال .
“مطرف” أوضح أن ثمة اجتماعات ثنائية جرت على مستوى وزيري الدفاع ومديري جهاز الأمن والمخابرات كما جلس وزير المالية “بدر الدين محمود” مع وزير المالية والتجارة الجنوبي، كما جلست مجموعة “أبيي” جلسة منفردة ، وأضاف (لقد انخرطت هذه المجموعات في اجتماعات ثنائية مكثفة، حيث تمت تفاهمات كبيرة). وأضاف السفير “مطرف” (هناك وعد بمواصلة العمل خلال اسبوع في مجالي البترول الأمن والدفاع). وكشف عن زيارة لوزير الدفاع مرة أخرى إلى السودان بغرض إكمال مباحثات ما تم بحثه في زيارة وزير دفاع الجنوب السابقة وذلك لعدم وجود وقت كافٍ لمعالجة الموضوعات كافة.
وقال “مطرف” لقد تطرقت الزيارة إلى الوضع في جنوب السودان والتحديات الأمنية والدور الاقليمي المطلوب من السودان لتحقيق السلام في الجنوب باعتباره عضواً مؤسساً للإيقاد وجزءاً من اللجنة الثلاثية للوساطة، حيث جرى الاطمئنان على المفاوضات في الجنوب وضرورة أن تبلغ مبادرة الإيقاد نهاياتها، وأن يجنب جنوب السودان التدويل .
وأوضح أن هناك قدراً كبيراً من التفاهمات وحاجة كبيرة للعمل في مجال البترول ومجال تحديد المنطقة الآمنة منزوعة السلاح.
وقال إن هناك مقترحات عملية لتنفيذ الاتفاقيات التي عطلت باعتبار أن جنوب السودان منشغل بوضع داخلي، وانكفى على ذاته في فترة من الفترات، وهو يحاول الآن إعادة دوره الإقليمي خاصة الاتفاقيات الثنائية بين السودان وجنوب السودان .
ويضيف مطرف هذه الزيارة الثانية للرئيس “سلفا” لدول الجوار وهي تأتي بعد زيارة كينيا وستعقبها زيارات اقليمية أخرى، فالجنوب يحاول استجماع اطرافه حتى لا ينشغل بنفسه كلياً وينسى اتفاقيات مهمة مثل اتفاقية التعاون مع السودان، فالظروف الأمنية الداخلية حتمت عليه الانكفاء نحو ذاته ونحن لا نلوم حكومة الجنوب ولا نتهمها بالتقصير ولكن الواقع العملي خاصة المنطقة الحدودية بين البلدين، والسودان ليس له موقف منفرد يعمل وفق الإيقاد، وهو أكثر الدول التي تتأثر بالصراع في الجنوب لذلك نتوقع أن يكون دورنا موجباً في إنهاء الصراع وإنفاذ وقف العدائيات التي اتفق عليها وطي صفحة الحرب ومعالجة المشاكل عبر الحوار الجنوبي ــ الجنوبي بحيث يشمل الكل.
بالنسبة للملف “أبيي” قال إنه تم التأكيد على ما تم الاتفاق عليه بانشاء المؤسسات المحلية.