مدير عام الهيئة الدولية للمسرح.. الصورة التي تعكسها وسائل الإعلام عن السودان ظالمة جداً
مساحتنا اليوم نفردها بكل ترحاب لضيف البلاد السيد “تابيوس بيانكوني” المدير العام للهيئة الدولية للمسرح ITI))، وهو بالإضافة إلى ذلك كاتب وشاعر ومسرحي سويسري ساهم بخبرته في عدد من المجالات الإبداعية، مثل التأليف والإخراج وكتابة الشعر والرواية، ومن أول ديوان شعر له حاز جائزة (برن) للآداب. من أعماله المسرحية (الصمت المتحرك) و(رقص الحواس) و(الحفلة التنكرية) . يعد من قيادات مسرحية ساهمت في تأسيس شبكة دولية تربط أهل المسرح من مختلف أنحاء العالم، لخلق أفضل المناخات للتعاون الفني والعلمي والتقني والمعلوماتي، وذلك لترسيخ المفاهيم المشتركة لدور الفنون في التنمية وبناء المجتمعات .. وله إسهامات في توسيع دائرة أعمال الهيئة الدولية للمسرح واهتمامات بالشباب. التقيناه خلال فعاليات حفل افتتاح مهرجان (البقعة) الدولي للمسرح, وأجرينا معه هذا الحوار.
} بداية قلنا له ما المغزى من انتقال الاحتفال بيوم المسرح العالمي في هذا العام من “باريس” إلى “الخرطوم” ؟
-أفريقيا تلعب هذه السنوات أدواراً كبرى و تنشط في افتتاح مراكز جديدة، وسبق للخرطوم أن استضافت ولأول مرة اجتماعاً للمكتب التنفيذي واللجان في أفريقيا. وقلنا لماذا لا نخرج الاحتفال ولأول مرة من “باريس” إلى أفريقيا وكان السودان أكثر استعداداً، خاصة وأن المهرجان أصبح له سمعة طيبة عالمياً. ولقد جاء قرار المكتب التنفيذي بالإجماع بعد أن اقترح نائب الرئيس استضافة الاحتفال في السودان، ووجدنا أيضاً تجاوباً من كاتب رسالة العام 2014، وهو من أفريقيا وعملنا على الأعداد بالتعاون مع المهرجان ومراكز السودان. ونجحنا لأن الاحتفال هادف جداً في الحضور الجماهيري الضخم والمشهد الفني الجميل.
} ما الشيء الذي لفت انتباهك خلال زياراتك المتعددة للسودان؟
-محبة السودانيين للضيوف والاحترام والتقدير وتبادل الأفكار والحوار .. والأمان أتجول أحياناً في المساء وأذهب إلى الأسواق .. الصورة التي تعكسها وسائل الإعلام ظالمة جداً للسودان الذي زرته وعرفت أهله وتربطني بهم علاقات صداقة .. وذهبت لمروي وشاهدت سد مروي.
} ظهورك بالزي القومي السوداني كان لافتاً ليلة افتتاح مهرجان البقعة ؟
-لقد عشقت الزي السوداني خاصة وأن نائب رئيس الهيئة الدولية للمسرح (ITI) يونسكو وفنان اليونسكو للسلام “علي مهدي” حريص على لبس الزي السوداني وأعجبتني (العمة).
وقلت أجرب هذه المرة ولقد سبق لي في انعقاد المؤتمر في الصين أن لبست الزي الشعبي الصيني، والزي السوداني مريح ويساعد على الحركة ومنظره جميل.
} وصفة أو رؤية يستطيع بها المسرح السوداني الخروج للعالمية؟
-لكل مسرح ظروف خاصة لها علاقة بالمجتمع ومكوناته، الوصفة العامة هي مزيد من التجريب والعلم والبحث عن ما يحتاجه المجتمع، وأن يعبر المسرح عنه بصدق وأمانة. وقد شاهدت عروضاً سودانية في عواصم أجنبية وعرفت كيف تركت تأثيرها على الجمهور.
} علاقتك بالمسرحيين السودانيين؟
-تربطني علاقات جيدة عن طريق العمل المشترك نلتقي في المؤتمرات والمهرجانات، كما أنني زرت السودان مرات عديدة وشاهدت عروضهم في “مانيلا ” الفلبين وفي “مدريد” اسبانيا، وفي عواصم أخرى واستمعت لهم في المؤتمرات، كما أني اعمل مع “علي مهدي” منذ العام 2006 عندما انتخب عضواً بالمكتب التنفيذي ورئيساً للجنة الهوية والتنمية الثقافية. وفي العام 2008 انتخب نائباً للرئيس وتم تعيني سكرتيراً عاماً لسنوات من العمل المشترك الإداري والفني. سافرت كثيراً وشاهدت أعماله الفنية مع فريق (البقعة) وتابعت الأنشطة المختلفة الدولية لهم، فهم أصدقائي وأعرف عدداً كبيراً من المسرحيين السودانيين من غير مسرح (البقعة) من النقاد والفنانين.
} بما أنك تولي اهتماماً خاصاً بإبداعات الشباب، هل لنا أن نطمع في دعمك لشباب المسرح السوداني؟
-نعم من اهتماماتي الشاب .. وسبق أن نظمنا لهم في السودان ورشاً، ومستعد للتعاون مستقبلاً لتقديم المزيد من الورش ودعم المشاركات الخارجية لهم. وفي كل مهرجان للبقعة أتعرف على عدد كبير منهم.
} حاجز اللغة برأيك هل يشكل عائقاً في انفتاح المسارح المتعددة على الجمهور؟
-اللغة ضرورية وهامة في العروض المسرحية لكنها الآن مع الطرق الجديدة يمكن تجاوزها بالصورة، وأن كثيراً من عروض المهرجان وصلني المعنى دون اللغة.
} ما هي رسالة العروض الأدائية من خلال الجسد دون صوت ؟
-هي تجارب الآن مطروحة وتؤدي ذات رسالة العروض الأخرى.
} ما هو دور المسرح في حل الصراعات العرقية ؟
-لكم تجارب ناجحة في استخدام المسرح في حل الصراعات القبلية، وتجربة “علي مهدي” ومسرح (البقعة) “المسرح في مناطق الصراع ” أصبحت نموذجاً عالمياً .. نعم يستطيع أن يساهم ونحن نصدر الآن كتاباً على التجربة بالتعاون مع اليونسكو.
} شاهدت عدداً من العروض السودانية ما وجه الشبه بين المسرح السوداني والسويسري ؟
-نعم شاهدت عروضاً سودانية كما قلت العلاقة إنها كلها مسرح يقصد التنمية الاجتماعية، وعندنا تجارب مختلفة وقد لا تحتاج إلى كل هذا الجمهور الذي يميز المسرح السوداني. وهذه تجربة سودانية ناجحة ولدينا تجارب في مسرح الأطفال أيضاً جيدة.
} نأمل في زيارة عروض مسرحية سويسرية للسودان؟
-في الطريق كنا نخطط مع إدارة المهرجان لمشاركة عرض سويسري ولكنه لظروف تأخر ..وفي العام القادم هناك عرض سيكون إضافة للمهرجان.
} ما هو الشيء الذي تحمله لنا في الزيارة القادمة للسودان؟
-عروض غربية مرشحة من السويد وبلجيكا
} هل قرأت لكتاب سودانيين ؟
-نعم قرأت كتباً مترجمة وقصصاً للروائي السوداني العالمي “الطيب صالح”، وشاركت بورقة في أول ليلة تأبين له في “لندن”.
} ما الشيء الذي لفت انتباهك في إبداعات “الطيب صالح” ؟
-كتاباته تعرف بأنها تعبر عن واقع وحياه الناس، وأنها قادرة على أن تقدم صورة حية عن الشعب وعاداته وتقاليده وتعجبني (عرس الزين) أكثر.
} هل شاهدت عروضاً سودانية مسرحية خارج مهرجان البقعة ؟
-نعم شاهدت عروضاً في “مانيلا” الفلبين وفي “مدريد” اسبانيا، وتابعت الجمهور وهو مندهش بالعروض وما فيها من ثقافات وحضارات تجاوب معها.
} من خلال مشاهدتك للعروض في السابق هل المسرح السوداني في تطور؟
-نعم كل يوم يحدث تطور، فهذه هي الحياة والمسرح متجدد بتجدد صانعيه.
} السودان هل يمكن أن يقود المسرح الأفريقي ؟
-المسرح لا يحتاج لقيادة دولة معينة في قارة معينة كل صناع المسرح يتعاونون لإظهار التعدد الثقافي بواسطة المسرح وقطعاً هناك فروقات.
} هل المسرح السوداني يعبر عن الاختلاف من خلال مشاهدتك ؟
-لا شك ما شاهدته في السنوات الماضية وفي كل المهرجانات فيه اختلافات واضحة، قد تعبر عن ثقافات أو عن جغرافيا هذا ضروري جداً لحياة المسرح.
} ما هي الصورة المطبوعة في ذاكرتك وأنت تغادر؟
-اهتمام السودان بالمسرح ويدهشني الجمهور الذي يتابع العروض اليومية، وأتمنى أن تكون العروض من غير مهرجان (البقعة) بهذا الإقبال.