صوفي أمريكي: عدد المسلمين زاد بعد (11) سبتمبر
يتفق معظم أهل السودان على دور الطرق الصوفية الرائد في نشر الإسلام بكل أنحاء البلاد.
وكما هو معلوم تتخذ الصوفية العديد من الوسائل لأداء رسالتها وتوظف المناسبات كافة لتقوية الروابط العضوية بين أتباعها ومريديها والطرق الأخرى.
ويعتبر الاحتفال بالذكرى السنوية لمؤسسي الطريقة (الحولية) أحد المناسبات المهمة التي يتنادى إليها الأتباع والمريدون كافة من شتى بقاع الأرض، فهي تمثل مؤتمراً جامعاً يلتقي فيه كل المريدين والأتباع، يعمرون أيامها بالذكر والتداول حول أوضاعهم وكيفية الارتقاء بالعمل الدعوي.
وفي هذا الإطار تحتفي الطريقة البرهانية الدسوقية الشاذلية هذه الأيام بالذكرى الثلاثين للإمامين الجليلين الشيخ “محمد عثمان عبده البرهاني” ونجله الشيخ “إبراهيم الشيخ محمد عثمان”، واحتشدت الساحات والميادين بالمركز العام للطريقة بالخرطوم بأبناء الطريقة من مختلف دول العالم، وبمختلف ألوانهم وألسنتهم وسحناتهم ليقدموا أنموذجاً حضارياً لرسالة الإسلام العالمية الخالدة.
التقيناهم فتحدثوا لنا عن رحلتهم إلى الخرطوم بقولهم إنها رحلة تبعث الاطمئنان والسكينة، وقالوا إنهم وجدوا ضالتهم في إتباع هذا الطريق.
“داود سيرلو” أميركي الجنسية أحد دعاة الطريقة البرهانية بـ”الولايات المتحدة”، قال إنهم يشرحون للشعب الأمريكي سماحة الإسلام وقيمه السامية، بالتعاون مع المسلمين الآخرين، من مركز الطريقة بـ”نيويورك” (الزاوية) بإقامة الذكر والتحاور والندوات واللقاءات مع غير المسلمين.
وأكد أن عدد المسلمين تزايد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011م خاصة بعد بحثهم عن الإسلام وعلاقته بالإرهاب، مشيراً إلى أن الناس في “الولايات المتحدة” تضيق بهم الحياة رغم توفر سبل الحياة المادية، ولذا يبحثون عن ما يشبع أرواحهم ويعيد لهم طمأنينة النفس.
الشيخ “يوسف الشامي” من أبناء “بورتسودان” ومن المعاصرين للشيخين “محمد عثمان عبده البرهاني” والشيخ “إبراهيم محمد عثمان”، سألناه عن القادمين ومشاركتهم في احتفالات الطريقة (الحولية)، حدثنا بأنهم محل حفاوة وإكرام ويشاركون في جميع فعاليات احتفال الطريقة مشاركة حقيقية ووجدانية وبدنية من خلال حلقات الذكر والندوات والمحاضرات، فضلاً عن استماعهم إلى الشيخ “محمد الشيخ إبراهيم” شيخ الطريقة البرهانية الحالي، والتحدث إليه فيما يتعلق بشؤون الطريقة، مضيفاً أنها دائماً تأتي في شكل تقارير شفهية يقف الشيخ من خلالها على مستوى التنامي والانصهار بين ما تقدمه الطريقة وتلك الشعوب في “أمريكا” و”أوروبا” والدول الأخرى بلا استثناء.
وقال إن الحولية تعتبر مؤتمراً عاماً وحشداً لجميع أبناء الطريقة من داخل وخارج السودان، وأشار إلى أن برنامج الاحتفال استمر لمدة (12) يوماً وليلة قدم خلالها أبناء الطريقة البرهانية العديد من الأنشطة، وقال إن هذا الاحتفال جاء بمرور (30)عاماً منذ الاحتفال بالحولية الأولى.
ويتخلل الاحتفالات خطاب الشيخ السنوي الذي يتضمن موجهات وخطة العام المقبل، والأحداث والمؤشرات الداخلية والخارجية سياسية كانت أو اقتصادية أو دينية أو اجتماعية، ويحتوي أيضاً على مشاركات من أبناء العمومة من الطرق.
فيما تأتي زفة الطريقة في اليوم الختامي تحمل دلالات معنوية لأبناء الطريقة وتتحرك من الزاوية القديمة من منزل الشيخ “محمد عثمان عبده” بالخرطوم (3) سيروا على الأقدام في شكل كرنفالي تسبقهم السيارات المعدة لحمل المنشدين والطبول والبيارق تتخللها الأناشيد والقصائد وقرع الطبول حتى يصلوا إلى المركز العام للطريقة قرب السوق الشعبي.
ويتضمن برنامج الاحتفالات هذا العام برامج اجتماعية تتمثل في تكريم للمتفوقين من أبناء الطريقة وأسرهم وعقد قران لـ(40) زيجة لأبناء وبنات الطريقة البرهانية.