رأي

حديث لابد منه (14)

في العمود السابق وقفنا عند التغييرات التي حدثت في إطار التعديل الوزاري بوزارة النقل التي كان يشغلها الأستاذ عبد الرحمن عبد الله، والذي تجاوب معنا كثيراً في مطلبنا العادل بتصديق راتب شهر شامل لكل العاملين في السكة الحديد والنقل النهري والمرطبات، وكل هيئة التزمت بسداد التزامها المالي للعاملين بها. وكانت هذه هي ضربة البداية وكانت موفقة بتوفيق الله عز وجل بأن سخر لنا القلوب وتحقق الهدف المطلوب. قد تولى الأخ اللواء “مصطفى عثمان حسن” وزارة النقل، فكان نعم الرجل الذي يمتاز بالمصداقية والوضوح بعد توليه الوزارة. جلسنا معه في اجتماع تحدثنا فيه عن تصور النقابة من أجل النهوض بدولاب العمل والارتقاء بكل من السكة الحديد والنقل النهري والمرطبات. والنقل النهري كان يمثل شريان الوحدة بين الشمال والجنوب، والمرطبات كانت تمثل الفندقة المتحركة بالقاطرات. لقد خرجنا بانطباع عن الأخ اللواء “مصطفى عثمان” وزير النقل، بأنه نعم العون لنا في مهمتنا الشاقة والعسيرة جداً. قال لي بعد الاجتماع أنا لم أعرفكم من قبل والله سبحانه وتعالى أعطاني قوة الملاحظة، فقد لمست من خلال حديثك أنك رجل صادق وأعلم أني على استعداد أن التقيك في أي وقت ترى أن هنالك مهمة تدفع بالأداء والارتقاء بالإنتاج ورفع الروح المعنوية للعمال، تجدني جاهزاً. ثم دعا مدير مكتبه وكان من الإخوة الأقباط اسمه إدمون وكان رجلاً مهذباً فقال له في أي وقت حضر الأخ “عباس” لأمر يريده معي ولو معي الأخ جعفر نميري اسمح له بالدخول. الأخ الوزير “مصطفى” رحمه الله وطيب ثراه وجعل الجنة متقلبه ومثواه، قد ترجم هذا الحديث إلى عمل ملموس في إطار رفع الروح المعنوية للعمال. التزم أن يوفر لنا كمية معتبرة من الخراف من محجر الكدرو لتسد لنا ثغرة الأضاحي، لأن مبلغ الشهر الكامل الذي اعتمده الأخ الوزير “عبد الرحمن عبد الله” طيب الله ثراه نفذ في عهد الأخ “مصطفى جيش” وزير النقل الجديد. ولقد أرسلنا وفداً لإحضار الخراف بأسعار معتدلة للعاملين بعطبرة أقصد مدينة عطبرة للكثافة العمالية بها، وتركنا الأطراف الأخرى لأن خرافها تختلف عن مدينة عطبرة. وكان الوفد برئاسة الأخ “حسين محمد الحسين” السكرتير العام و”حسن أحمد متى” أمين الخزينة رحمه الله رحمة واسعة. وكان ساعدهم الأيمن الأخ “حسن صالح” وكانت معه ثلة فاضلة من نقابتي العمال والموظفين من أجل تحقيق الفرحة للعاملين بعطبرة. وبالفعل تم شراء كمية معتبرة بأسعار معقولة حيث إنها أثرت على السوق تماماً وساعدت في نزول الأسعار، مما مكن المواطنين بمدينة عطبرة غير العاملين بشراء خراف بأسعار معقولة . الخراف التي أحضرت كانت على ثلاثة أقسام أو قل ثلاثة أسعار، ووضعت علامة على رأس كل خروف أي ثلاث علامات اللون الأحمر والأخضر والأصفر، فكان سعر الخروف ذي العلامة الصفراء مبلغ (29) جنيهاً، والخروف صاحب العلامة الخضراء بمبلغ (31) جنيهاً، والخروف صاحب العلامة الحمراء كان هو الأكبر حجماً بمبلغ (33) جنيهاً.
فبحمد الله تعالى تم صرف الراتب الشامل وكل العاملين تمكنوا من شراء الأضاحي التي جاءت من المحجر بالكدرو، بعون من الأخ وزير النقل “مصطفى عثمان حسن” كان لها الأثر العظيم في مدينة عطبرة. ويوم العيد تناول خطباء صلاة العيد هذا الحدث الفريد الذي لم يحدث من قبل، وكان الدعاء للنقابة بالتوفيق والسداد على هذه الخطوة الموفقة فأعطتنا دفعة قوية، ثم كان أمر مؤرق للعمال ويتمثل في السلفيات التي تخصم بفوائد، فقد جلسنا مع الأخ المدير العام المهندس “محمد عبد الرحمن” فماذا حدث بشأنها هذا ما سنقف عليه لاحقاً إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية