رأي

تلفزيون الخرطوم .. (محطة أرضية) في السماء و(فضائية) في الأرض

} قلائل هم مديرو المؤسسات الإعلامية الذين يتمتعون بصفات ومواصفات القادة ويملكون زمام الأمور، ويحركون عجلة الإبداع في المؤسسات التي يديرونها ليصلوا بها إلى عوالم التمييز والتفرد والنجاح. وفي مقدمة هؤلاء بكل تأكيد الأستاذ «حسن فضل المولى» مدير قناة النيل الأزرق الفضائية. وهذا الرجل بمجهوداته استطاعت (النيل الأزرق) أن تمد بينها وبين المشاهد جسور الثقة والتواصل وهي تفيض بالتنوع والتميز البرامجي على مدار العام.
} وكثيرون هم المديرون غير المسئولين الذين يجلسون على كرسي الإدارة في مؤسسات إعلامية، ولكن دون أن يديروا شيئاً فيها أو بالأصح دون أن يدروا شيئاً في إدارتها. وأمثال هؤلاء حركتهم في إدارة المؤسسة دائماً لا تتجاوز «اللف والدوران» بالكرسي الدوار داخل مكاتبهم الباردة والطاردة.
} «عابد سيد أحمد» مدير فضائية الخرطوم من نوعية المديرين الذين يجيدون فن اللف والدوران بالكرسي الدوار، ولا علاقة لهم بفن الإدارة.
و«عابد» ذو تجارب فاشلة في إدارة عدد من المؤسسات أثبتت أن لا علاقة له بالإدارة وفنها لا من قريب ولا من بعيد، والدليل على ذلك نجد أن تلفزيون الخرطوم عندما كان (محطة أرضية) منذ عهد «الدرديري» وحتى أيام «كناوي» و«الناير» ظل يحظى بمشاهدة عالية بل وعالية جداً. وفي تلك الفترة تفوق حتى على المحطات التلفزيونية الكبيرة والشهيرة ببرامجه المتميزة التي (طلعت به إلى عنان السماء).
} الخرطوم (المحطة الأرضية) وقتها ورغم شح الإمكانيات إلا أن برامجها كانت من فصيلة البرامج التي تحرص على الرسالة الجادة والحوار الهادف، واللقاءات الثرية التي تحفل بالإثارة والتشويق يقف خلف إعدادها وتقديمها وإخراجها شخصيات مبدعة.
} وفضائية الخرطوم عندما بدات الانطلاق في الفضاء العالمي استندت على أرضية تلفزيون الخرطوم المحطة الأرضية، وكان من المفترض أن يكون هناك تطور ملحوظ في مستوى البرامج خاصة أنها لا تنقصها الكفاءات الإعلامية والفنية التي تعرف من أين تنطلق وإلى أين تريد أن تصل، ولكن يبدو أن سياسة «عابد» الطاردة جعلت أصحاب الكفاءات من القياديين يغادرون فضائية الخرطوم ويتركونها لعابد، من بينهم مدير إدارة الأخبار السابق الأستاذ «المكابربي» و«طارق المادح» و«زهير بانقا» وقبلهم غادر المذيع المخضرم «مبارك خاطر».
} وكذلك نجد عدداً من المتعاونين مع فضائية الخرطوم في مجال إعداد وتقديم البرامج فروا بجلد أفكارهم إلى محطات فضائية أخرى، من بينهم الأستاذة «منى أبو العزائم» والأستاذ «عبد الباقي خالد عبيد» وغيرهم.
وضوح أخير
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هل والي الخرطوم «الخضر» ووزير الثقافة والإعلام بالولاية «الدقير»، هل يدريان ما يحدث داخل فضائية الخرطوم من تدهور وتخبط وعشوائية، هل يدريان أن كل من تتم استضافته لا يعطى أجره نظير الاستضافة، وكما تفعل كل فضائيات العالم. وهل يدرون بأن جميع المتعاونين وغالبية الرسميين لم يأخذوا حقوقهم المادية، وهل يدرون أن الفضائية ليس بها شرائط للتسجيل أو ليس لهذه القناة ميزانية، بالله عليكم أفيدونا.
} سبق أن قلنا إن «عابد سيد أحمد» فشل في إدارة الفضائية، فكيف يتم تنصيبه مديراً للهيئة التي جمعت إذاعة وتلفزيون الخرطوم.
حاجة غريبة مؤسسة تضم بداخلها كوادر في قامة «الجزلي» و»عصام الدين الصائغ» يديرها «عابد».

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية