أخيره

الأستاذ "محمد يوسف الدقير" وزير الثقافة بولاية الخرطوم في دردشة خفيفة

أديب ويتمتع بلغة رفيعة وأخلاق حميدة وعلاقات اجتماعية واسعة ورغما ًعن ذلك فهو بسيط في تعامله مع الآخرين، لم تغير الوزارة في شخصيته وهو من أسرة ذات علم ودين ومال. حاولنا أن نتعرف على جوانب مختلفة من حياته… أين كان ميلاده وكيف بدأت حياته الدراسية ومن هم الزملاء، ماذا أعطته الوزارة وماذا أخذت منه. هوايات ظل يمارسها.. اطلاعه.. كيف دخل عالم السياسة.. مدن عالقة بذاكرته داخلياً وخارجياً، أيام الفرح التي عاشها وأيام الحزن… من الأسماء التي مازالت بذاكرته. نقدمه للقارئ عبر هذه المساحة فسألناه في بداية الحوار وقلنا له:
} من أنت فقال:
-“محمد يوسف الدقير”، من مواليد المجلد بغرب كردفان
} جذورك من أين؟
-أنا أصلاً من الجزيرة ولكن هاجر جدي إلى تلك المناطق بغرض التجارة والتعليم، وجدي أول من افتتح مدرسة أولية بالنهود في عام 1918م. وكان من تلاميذه الناظر “بابو نمر” وشقيقه “علي” وعدد من أبناء المسيرية .
} وكيف كانت مراحلك الدراسية؟
-درست بمدرسة المجلد الغربية ثم رجل الفولة الوسطى ثم الفاشر الثانوية، ومن ثم التحقت بجامعة الخرطوم كلية الآداب قسم الاقتصاد والعلوم السياسية.
} هل تذكر بعضاً من زملاء الدراسة؟
-في المجلد الأولية أذكر “التجاني الأمين الدسوقي” و”الصادق بابو نمر” و”عبد الكريم القوني” و”حماد حمدون”. ونفس الأسماء كانوا معي في رجل الفولة الوسطى، أما في الفاشر الثانوية فمن بين الزملاء “رحمة الله محمد عثمان” وكيل وزارة الخارجية السابق ودكتور “أبو بكر حسين” و”الشفيع أحمد محمد و”موسى جالس”.
} أول محطة عملت بها بعد التخرج؟
-عملت بشركة (موبيل أويل) ثم مديراً لإحدى الشركات الزراعية ثم مديراً تنفيذياً لحاكم كردفان الأسبق المرحوم “الفاتح بشارة” .
} والمحطة الأخرى؟
-هاجرت وعملت باسبانيا مديراً للدائرة الخاصة للشيخ “زايد بن سلطان” في مدينة “ماريبا”.
} كيف حصلت على تلك الوظيفة؟
-وقتها كان خالي يعمل بدولة الإمارات مديراً لدائرة الأراضي والأملاك بدبي، وتدرب على يده عدد كبير من الإماراتيين. وكان من بين الموظفين إماراتي يدعى “غانم المزروعي”، وكان رئيساً للدائرة الخاصة للشيخ “زايد”، ومن الموظفين الذين دربهم خالي ولذلك أي توجيه من خالي يجد منه الاهتمام، فأجريت لي معاينة بلندن ببنك الاعتماد فاجتزتها بجدارة، وتم توظيفي بأحد مكاتب الدائرة بالصومال لفترة ثم خيرت بعد ذلك للعمل في أحد مكاتبها الخارجية، إما بلندن أو المغرب أو اسبانيا فاخترت اسبانيا .
} ما هو السبب في ذلك؟
-لأنني حاولت أن أتعلم لغة جديدة ثانياً أنا مغرم بالأندلس والمدينة التي سأعمل فيها تقع في إقليم الأندلس .
} كم أمضيت فيها ؟
-ما يقارب العشرين عاماً.
} وبعدها؟
-عدت إلى السودان
} وما هو السبب؟
-وقتها كان الشيخ “زايد” قد توفي لذا كان من الصعب العمل بعده لأن شخصيته كانت فريدة، فطلب مني مواصلة العمل فاعتذرت.
} بعد وصولك السودان أين عملت؟
-عملت مستشاراً لإدارة أعمال الأسرة.
} السياسة فتنت الطلاب آنذاك فإلى أي الاتجاهات كنت تنتمي؟
-نحن أصلاً من منطقة أنصار وحزب أمة في غرب كردفان، ولكن الوالد كان اتحادياً ولذلك الانتماء الطبيعي كان إلى الحزب الاتحادي.
} هل مارست العمل السياسي؟
-منذ أن كنت بالفاشر الثانوية كنت ناشطاً سياسياً وواصلت فيه بجامعة الخرطوم، وكنت ضمن رابطة الطلاب الاتحاديين.
} من الأحداث الكبيرة التي شهدتها بالجامعة؟
-أحداث شعبان وساهمت فيها ضمن طلبة أحزاب الأمة والاتحاديين وطلبة الاتجاه الإسلامي.
} ما هي أسباب فشل شعبان؟
-عدم الإعداد الجيد لها رغم حماس الطلبة الشديد لتغيير النظام المايوي، واستطيع أن أقول إن شعبان فشلت من الناحية العملية ولكنها نجحت سياسياً، لأنها كسرت الحاجز النفسي مع النظام المايوي.
} هل واصلت العمل السياسي بعد التخرج؟
-بعد التخرج كونا رابطة الخريجين وكنا على اتصال بـ”الشريف حسين” والذي التقيت به أكثر من مرة بلندن، ولكن بعد وفاته فتر حماسنا السياسي فلم نشارك بعد الانتفاضة ولا في الديمقراطية الثالثة.
} وكيف عدت الآن للعمل السياسي؟
-لقد ارتبطت بيني وبين الرئيس “عمر البشير” علاقة قديمة عن طريق الصديق حسن صباحي”، وهو من أبناء المسيرية، فبعد عودتي من اسبانيا رشحني الرئيس لأكون سفير السودان باسبانيا فاعتذرت، ثم سفيراً للسودان بالسويد فاعتذرت أيضاً. ولكن في المرة الأخيرة لم تتم مشاورتي وربما تمت مشاورة قيادة الحزب فأصبحت وزيراً للثقافة.
} ماذا أعطتك الوزارة وماذا أخذت منك؟
-من الناحية المادية لم تعطني شيئاً، لأنني لست من محبي المال ولكن أعطتني علاقة واسعة بالناس والمجتمع.
} إذا أعدناك للوراء هل كانت لك هوايات؟
-قليل من كرة القدم وعملت حكماً لفترة قليلة. ومن هواياتي التمثيل وشاركت في تمثيل بعض الروايات وكذلك التصوير.
} في أي المجالات كانت قراءتك؟
-في الفكر السياسي والتاريخ وكتب التراث الإسلامي .
} في مجال الرياضة من تشجع؟
-رغم أن كل الأسرة مريخاب إلا أنني أشجع الهلال .
} مباراة عالقة بذاكرتك وطرفها؟
-الهلال والمحلة والتي انهزم فيها الهلال 4/1 بمصر وهزم المحلة بأم درمان 4/1 وطار بضربات الجزاء.
} وفي مجال الفن؟
-كل الرعيل الأول “سيد خليفة” و”كابلي” و”وردي” و”عثمان حسين” و”عبد العزيز داوود”. وأذكر أن “عبد العزيز داوود” كان في زيارة للأبيض مع الرئيس “نميري”. وفي الحفل طلب منه الرئيس “نميري” أن يمدح السراي وكانت آخر مدحة يؤديها قبل وفاته بيومين.
} ومن فناني الجيل الجديد؟
-“عاصم البنا”.
} أيام فرح عشتها؟
-كثيرة.. الزواج، إنجاب الأبناء، التخرج والسفر لاسبانيا.
} وأيام حزنت فيها؟
-وفاة الوالد
} مدن عالقة بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
-“المجلد” و”الفاشر” و”الأبيض” داخلياً ، “لندن” و”ما ريبا” باسبانيا و”باريس”.
} مقتنيات تحرص على شرائها عند دخول السوق؟
-الكتب
} هل تعتبر من محبي المسرح وما هي المسرحية التي أعجبتك؟
-أنا من عشاق المسرح و(نبتة حبيبتي) مازالت في الذاكرة و(سفر الجفا).
} برامج تحرص على متابعتها عبر الإذاعة والتلفزيون؟
-البرامج الحوارية.
} هل لعبت كوتشينة؟
-لعبت ولكن لست حريفاً فيها.
} والتدخين؟
-كنت من المدخنين ولكن أقلعت.
} من الشخصيات التي ما زالت بذاكرتك؟
-“أحمد عثمان مكي” و”عباس برشم” فكانا يمثلان السمو الأخلاقي والتفاني ويمثلان روح القيادة في أسمى معانيها .
} ألم يستقطبوك للاتجاه الإسلامي؟
-في “الفاشر” الثانوية كنت من المبادرين للالتحاق بالاتجاه الإسلامي ولكن لم أنتظم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية