الديوان

حضرة الصول «الريح».. الفقير صاحب الكنز !!

في إحدى زوايا الحديقة النباتية يتربع تاريخ أكثر من (50) دولة من دول العالم نتعرف عليها ببساطة الشرح والأسلوب من أحد هواة جمع العملات يدعى “الريح عبد الله سليم” من مواليد مدينة “مدني”، وهذا “الريح” ما أن تقف أمامه يدهشك بابتسامته الصافية التي لا تفارقه. استقبلنا بطيبة وبشاشة أهل الجزيرة، وسرد لنا حكايته مع هوايته المفضلة وحلمه الذي تحقق، وأكثر ما يسعده أن حلمه هذا تحقق بجهوده الخاصة.
عملة الملك فاروق
بدأ “الريح” هوايته وهو في السنة الثانية إعدادي وذلك خلال زيارة له إلى مدينة “القضارف”، حيث أهدته إحدى السيدات قطعتين نقديتين أحدهما للإمبراطور الأثيوبي (هيلا سلاسي)، وتعد حتى الآن من العملات النادرة. وبعد تلك الرحلة زاد حرصه للمواصلة في جمع الطوابع والعملات، حيث شد الرحال إلى “مصر” ليتعرف أكثر على العملات، فوجد الكثير منها وفي تلك الرحلة حدث له موقف طريف، حيث اضطر لبيع قميصه لكي يحصل على عملة الملك “فاروق”.
“الريح” أكد أنه يمتلك أكثر من (150) شكلاً ونوعاً لعملات مختلفة تقدر بالملايين حصل عليها بالشراء والمبادلة، وأضاف أن الكثير من الأثرياء عرضوا عليه شراء جزء من عملاته، لكنه رفض بشدة ورغم أنه في بعض الأحيان لا يكون في جيبه حتى جنيه المواصلات، لكنه لا يقترب من عملاته.
رضينة علي دينار
ومن أشهر وأندر العملات التي يحتفظ بها عمنا “الريح” عملة الإمبراطور (هيلا سلاسي) و(شاه إيران) وعملة الملك (فاروق)، وفي حديث لـ(المجهر) ذكر “الريح” أنه منذ فترة طويلة ظل في حالة بحث متواصل للحصول على عملة الملك (علي دينار) (رضينة)، وقال إنه لن يهدأ له بال إلا أن يحصل على هذه العملة النادرة وناشد الجميع مساعدته.
وعن العملات التي تعب في الحصول عليها أول (عشرة) جنيه سودانية قال إنه بحث عنها عند جميع هواة جمع العملة فلم يجدها، وكانت المفاجأة حينما وجدها في بيته داخل (براد الشاي). وبخصوص العملات التي تلفت انتباه الناس هي العملة السودانية القديمة التي تعرف باسم (الفريني) (20) مليم، والشلن وبعدها العملات المخرومة لـ”حسين كامل”.
معرض بـ(جامعة الأحفاد) و(أفريقيا العالمية)
وبالنسبة للصعوبات والمتاعب التي ظل يواجهها في رحلة بحثه عن العملات النادرة جمع العملة علق قائلاً: (الحاجة البتحبها التعب فيها راحة)، وقال إنه حزين لأنه لم يستطع أن يورث هذه الهواية لأحد من أفراد أسرته رغم أنهم جميعاً يتفانون في مساعدته، وعبَّر عن سعادته بتلميذه وشريكه في المعرض الحالي المهندس “احمد أبو البشر”، وبعث بتحاياه لصديقه صاحب متحف العملات بـ(مركز شباب أم درمان) “إبراهيم حجازي”، ومن جانب آخر قال إنه رغم مشاركته في معارض عديدة، لكنه يظل يتمنى إقامة معرض بجامعتي (الأحفاد) و(أفريقيا العالمية).
عمل دولة وليس عمل فرد
في كلمته الأخيرة تحسر عم “الريح” على عدم اهتمام الوزارات و(بنك السودان) بمجهوده، وأضاف أن (وزير السياحة) عندما زار المعرض قال: (هذا عمل دولة وليس عمل فرد)، وهنا علق عم “الريح” قائلاً: (اها أنا وفرت على الدولة واشتغلت ليها شغلها)، وناشد شركات الاتصالات أن تهتم بهذا التراث.
وفي ختام حديثه شكر كل من زار معرضه وكل من كتب في دفتر التعليقات، وقال إنه سيستفيد من هذه الآراء، وأخيراً شكر كل زملائه وقادته بـ(نادي الضباط) العقيد “إبراهيم” والعميد “محمود” وجميع قادته بالمعاش و(جمعية فلاحة البساتين) وأبناء مدينة “رفاعة” ومدير (ديوان الزكاة) “حسن محمد الحسن”.
في ختام جولتنا وقفنا مع تلميذ عم “الريح” وشريكه المهندس “أحمد أبو البشر” الذي تحدث بالتفصيل عن كل العملات بالمعرض.
كلمات من دفتر التعليقات
وفي دفتر التعليقات وجدنا أجمل الكلمات التي تعبر عن مجهود عم “الريح”.
حيث كتب الدكتور “راشد دياب” هذه العبارات.. (قيمة عالية متحفية وتعليمية وجمالية للبحث والتقصي لأي باحث في العملة، على المسؤولين عن ذاكرة وتاريخ أهل السودان أن يهموا ويقيموا متحفاً للتاريخ وتقديراً لجهد الأستاذ الريح عبد الله).
وزير (السياحة والآثار) “محمد عبد الكريم الهد” كتب (شكراً لكم لاهتمامكم بإنشاء متحف للعملة).
مدير (ديوان الزكاة) “محمد الحسن”: (من الأشياء التي أثارت حفيظتي ولفتت انتباهي معرض العملة العالمي، ومما يثير الدهشة أن الأخ القائم على هذا المعرض يجيد الشرح والعرض التاريخي لكل عملة على حده، لذا يزيدني أن أشيد بهذا العمل وأقف بجانبه).
“خالد عبد العزيز” من مصر (سعدت أشد سعادة عندما وجدت عملتي القديمة التي أعادتني إلى طفولتي، فهذه العملة لم أجدها في بلدي، شكراً عم “الريح” نيابة عن كل أهل مصر).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية