أنا أحلم
كل المؤشرات تقول إن المؤتمر الوطني سيتخلى عن السلطة بعد أكثر من عشرين عاماً كان هو البطل الوحيد في ساحتها. وهذا الخبر ينسجم مع باقي الأخبار التي تخرج هذه الأيام من جانب السلطة، والتي تؤكد أن الذين كانوا في السلطة يريدون أن يجربوا الحرمان منها دون أن يؤثر ذلك على توجه النظام الإسلامي.
لا شك أننا كلنا نحلم بحرية تعبير تعادل تلك التي تمتعنا بها أواسط الستينيات، حين كان رئيس الوزراء يهاجم ويتهم بالفساد، ومع ذلك يذهب الذي اتهمه إلى منزله وكأن شيئاً لم يكن.
حتى الآن لازلت في حيرة من تخوف الأحزاب من ممارسة حرية الكلمة، هل هو الخوف الذي ساد خلال السنوات الماضية. أتساءل الآن لماذا لم يجتمع أي منها مع أعضائه ويختار لجانه استعداداً للانتخابات. هل هم يظنون أن إعلان الحريات خدعة لاصطيادهم أم ماذا؟
المفترض أن الليالي السياسية تبدأ الآن وفيها يقول كل حزب رأيه في الذي يدور في الساحة دون خوف. وقبل ذلك لماذا لم تصدر حتى الآن الصحف الحزبية التي تعرف ببرامج الأحزاب في الانتخابات القادمة. الحكومة مطالبة بتحريك الأحزاب والتأكيد أن (الحكاية) جد)، وعلى الأحزاب أن لا تعتمد على أن لها حصة في السلطة سواء تحركت أم لم تتحرك. وعلى السلطة أن تفهم الأحزاب هذا، فهي حتى الآن في انتظار نصيبها دون بذل جهد. وهذا الذي اعتادته خلال السنوات العشرين الماضية وتحلم باستمراره في الفترة القادمة.
لا أعرف ما الذي يمنع الحركات المسلحة من التحول إلى أحزاب سياسية تمارس العمل السياسي وتلقي السلاح. الحكومة مطالبة بطمأنة هؤلاء وإقناعهم أن العمل السياسي لم يعد محظوراً ولم يعد جريمة. إن تحول مقاتلي الأمس إلى سياسيين عملية ليست سهلة. ويجب أن يتم ذلك بالتدريج في جو حريات عامة. والحريات العامة ستكون ملاحظة في الصحف اليومية عندما تمارس النقد الحر دون خوف.
أحلم بليلة سياسية يتحدث فيها “الصادق المهدي” منتقداً تقصير السلطات في رعاية الفقراء، ويقدم اقتراحات لمعالجة ذلك. وأحلم بليلة سياسية يتحدث فيها “مبارك الفاضل” منتقداً الأحزاب ومقترحاً آلية للمحاسبة.
أحلم بتحالف عريض يضم الإسلاميين جميعاً ابتداءً من حزبي الأمة والاتحادي والمؤتمر الوطني والشعبي وأنصار السنة والصوفية، كلهم في كتلة واحدة ووفق برنامج موحد في الانتخابات القادمة. هذا التجمع لو قام سيكون الأقوى. وهذا يخيف “فاروق أبو عيسى” وقوى اليسار، لأنهم يعرفون أن هذا التجمع سيكتسح الانتخابات، المهم ألا يختلفوا حول توزيع المناصب.
> سؤال غير خبيث
هل توافق أن تجمع القوى الإسلامية سينال (90%) من الأصوات؟