رأي

هل العين سبب سقوطي؟

} هذه وردت في أحد أعمدتي بطريقة مختزلة، ولكنني الآن مضطر لذكرها بكل تفاصيلها لأني أود سماع رأي القراء الذين أوتوا شيئاً من العلم، كما أود أن أنبه القراء الكرام إلى أن كثيراً من الأشياء المهمة تمر بنا ولا نلقي لها بالاً مع أنها تعكس معجزة إلهية يحتار فيها العلم الحديث.
} كان ذلك قبل أكثر من عشر سنوات، وكنت حينها مديراً لتحرير صحيفة (الناس والحياة) التي كانت تصدر من (دار ألوان)، كان الوقت حوالي السابعة والنصف صباحاً، وقد اعتدت على الحضور في هذا الوقت المبكر لأني أولاً مسؤول عن تحرير صفحة كاملة، إضافة إلى مراجعتي للأخبار وصفحة الجريمة وغيرها من أعمال هي من اختصاص مدير التحرير. هبطت من بص (الحاج يوسف) في الجزء الذي يتقاطع فيه شارع علي عبد اللطيف وشارع السيد عبد الرحمن، وكالعادة عبرت إلى الجانب الآخر من الشارع استعداداً للتوجه لمبنى الصحيفة الواقع خلف مكتب (الخطوط الجوية السعودية)، وكان ذهني مشغولاً بما سأكتبه في ذلك اليوم.
} كان هناك شاب أنيق في الثلاثينيات وشابة أنيقة يبدو أثر الاغتراب عليهما في العطور الغالية التي يفوح أريجها فيغمر كل الشارع، ولم تكن هناك حركة كثيرة لأن الوقت كان مبكراً. عادة عندما أصل إلى الجزء الذي يحاذي مكتب الخطوط السعودية أنتبه جيداً إلى حاجز ارتفاعه حوالى قدم عُمل خصيصاً ليمنع العربات من الاقتراب من مبنى الخطوط الجوية، حفظت موقعه لأني أمر به كل يوم أكثر من مرة. وقد حرصت هذه المرة بالذات أن أنتبه جيداً إلى الحاجز المكون من سلسل حديدي. وكان الشاب والفتاة ينظران ناحيتي دون توقف. ويبدو أنهما كانا في انتظار فتح مكتب (الخطوط الجوية السعودية) ليكونا أول من ينال الخدمة.
} وبينما أنا أمر من فوق الحاجز الحديدي شعرت أن قدمي لامسته فرفعتها قليلاً، لكن الحاجز الذي ارتفاعه قدم واحد بدا لي وكأن أحداً يرفعه أمام قدمي، وحاولت تجنب الحاجز لكن الحاجز كان مصراً على أن يرتفع مع ارتفاع قدمي وكأنه يتعمد إسقاطي.
} وفجأة حدث ما لم أصدقه حتى الآن، أحسست أن قدمي تعثرت بالحاجز، وحاولت تجنب السقوط، وأحسست أنني في طريقي للسقوط، لذا حاولت أن أتماسك وأظل واقفاً. أحسست كأن أحداً رفعني من قدميّ الاثنين وأفقدني توازني، وحاولت أن أتجنب السقوط لكني سقطت على يدي وصدري ووجهي، وكانت سقطة عنيفة جداً لدرجة أن عامل النظافة ترك عمله وحضر لإنهاضي من سقطتي، وحاول أن يتأكد أنني بخير فطمأنته رغم أن رأسي كانت يدور.
} حتى الآن لا أعرف كيف سقطت على يدي ووجهي وصدري، كان شيئاً غريباً وكأن أحدهم رفعني من قدمي وأسقطني على وجهي.. قال لي العامل: (سحروك يا أستاذ) ما رأيكم أنتم؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية