شهادتي لله

عزيزي "علي كرتي".. افهم .. وفهِِّمنا

{ كتبت العام الفائت مقالاً في هذه المساحة تحت عنوان (في أي حلف نحن يا “علي كرتي”؟!).. وكررت معنى المقال على مدى الأشهر الماضية مرات ومرات بصيغ ومفردات أخرى، ولم تصلنا الإجابة حتى يومنا هذا.
{ نحن نعلم أن الأستاذ “علي كرتي” ليس وحده، من يصنع ويتحكم في سياسة السودان (الخارجية)، ونعلم أنه يعلم – أحياناً- ببعض الحادثات من أجهزة الإعلام، مثل نبأ رسو سفن حربية (إيرانية) على ساحل “بورتسودان”، وهذه من حسنات الصحافة وأجهزة الإعلام، أن تحيط وزير الخارجية علماً بتطورات من صميم مهامه وتخصصاته!
{ لكننا نفهم أيضاً أن وزير الخارجية لو كان مجيداً في إدارة ملفاته، قادراً على الإحاطة بها، وإقناع قيادة الدولة بـ(خطه الدبلوماسي) شرقاً كان أو غرباً، خليجاً (عربياً) كان أم (فارسياً)، أمريكياً أم روسياً، لكان له ما أراد، ولمنع التدخل، والتطفل من الآخرين على ملفاته.
{ فلا يمكن للوزير أن يعشِّم الدولة – كل الدولة – باقتراب موعد تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، فإذا بالرئيس “أوباما” يجدد (العقوبات) علينا بعد (شهر) من رحلة الوزير الهمام إلى “واشنطن”!!
{ وما زلت أتساءل: (في أي حلف نحن يا “علي كرتي”)؟!.. هل نحن مع (بعض) الخليج ضد بعضه الآخر.. مع “السعودية ” و”الإمارات” ضد “قطر”، أم مع “قطر” وضد “السعودية” و”الإمارات”.. أم أننا (حكماء) و(وسطاء) نحاول التوسط بين (المشايخ) و(الأمراء).. هل نستطيع.. هل نملك القدرات والمؤهلات لأداء هذا الدور، أو محاولة التلميح وتحفيز الآخرين عليه؟!
{ هل حقاً نحن مع “إيران”؟ ماذا فعلنا لها .. هل لدينا قوات تقاتل في سوريا لصالح “الأسد” وإيران، مثلما فعلت قوات (حزب الله) اللبنانية؟! لا، ليست لدينا قوات هناك، بل إن دولتنا تتعاطف مع بعض المجموعات (السنية) المعارضة والمقاتلة لنظام (الأسد)!!
فكيف يحسبنا (الخليج) مع “إيران”؟! نحن لم نفعل شيئاً لـ “إيران” ولا فعلت هي شيئاً لنا سوى (فتات)، ولا نحن دعمنا “الأسد” بـ(رصاصة) واحدة، ولا جندي واحد!!
{ إذن نحن لا مع “إيران”.. ولا ضدها !!
{ ونحن (لا) مع أمريكا، ولا ضدها أيضاً..!! والدليل على ذلك أن أمريكا شيدت في ضاحية “سوبا” على مساحة عشرات (الأفدنة) أكبر سفارة للولايات المتحدة في أفريقيا..!! كيف تشيِّد “واشنطن” (أكبر) سفارة أمريكية على أرض بلد (عدو)؟!!
{ نعم كنا نردد في سابق عهد (الإنقاذ) أناشيد الدفاع الشعبي : (أمريكا قد دنا عذابها..)، غير أننا ولتأكيد ما ذهبتُُ إليه كنا في الوقت ذاته نهتف ونصرخ (أمريكيا.. روسيا قد دنا عذابها)!! وما دمنا نهدد طرفي العالم “أمريكا” و”روسيا” على حد سواء.. فهذا يعني أننا لا مع هؤلاء ولا ضد أولئك!!
{ ورغم (رماديتنا الخارجية)، ولا أقول (سياستنا)، فإننا مظلومون، وضحايا دون ذنب جنيناه!!
{ نحن أبرياء.. وبسطاء.. ولهذا ينبغي ألا تأخذ تلك الدول (القريبة) و(البعيدة) تصريحاتنا وأحاديثنا على (محمل الجد).. وأن تتعامل معنا بـ(النيات).. وفق (تقارير) قلوبنا البيضاء، مثل جلابيبنا (البيضا ومكوية)..!!
{ نحن لا مع هؤلاء.. ولا مع أولئك.. ومع ذلك يعاقبوننا بالغارات الجوية (الإسرائيلية)، وبقطع التحويلات المصرفية، وبمنع قطع الغيار عن طائرات سودانير.. ( مع أن سودانير بسوء الإدارة، لا بالمقاطعة لا عندها طائرات ولا يحزنون)!!
{ عزيزي “علي كرتي”.. ليس مهماً أن تجري بنفسك (معاينات) لاختيار (مستشارين) وسكرتيرين (أوائل) و(ثوانٍ) من أصحاب الخبرات.. الأهم من ذلك أن تفهم لنفسك.. ثم تفهِّمنا.. بعد أن تفهِّم المكتب القيادي لـ(المؤتمر الوطني)..
(وين نحنا ؟ مع منو؟ وعشان شنو ؟).
مع خالص تحياتي وأمنياتي لك برحلات موفقة من “البرازيل” إلى “بلاروسيا”!! هل سمعتم بدولة اسمها (بلا) روسيا ؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية