سيداتي (الأوائل).. قليل من كثير
} ما دامت وزارات (الثقافة) في بلادنا تمثل جزءاً صغيراً من (كيكة) السلطة، وتستخدم مقاعدها على الدوام لإدارة التوازنات (السياسية) و(المناطقية) داخل (المؤتمر الوطني)، و(الحزبية) خارجه، فإن مبدعي السودان سيظلون في خانة الإهمال ومربع المعاناة، لن تشفي أحدهم زيارة للمطايبة والمجاملات، ولن تستقر أسرهم وأولادهم في بيوت وشقق (التمليك)، ستطاردهم لعنة (الفقر)، ليموتوا في غرف اللامبالاة، وأسِِرََّة المستشفيات (الميري) المتسخة، أو بعد وصولهم المتأخر جداً لمشافي “عمان” أو “القاهرة” بعد تنظيم حملات (نفير) لاستنهاض همة السادة (الحكومة) لإنقاذ حياة الفنان الكبير والمبدع الشاعر “فلان الفلاني”!! وفق ما يتوفر لها من إمكانيات محدودة وعلاقات واسعة، فكان وعدنا بالتكريم قبل نحو (عام) لأخواتنا الكبار، سيداتنا في مدرسة الإبداع الراقي والنغم الأصيل، والكلم الرفيع السيدات الأوائل أو الأُُوََل (البلابل).
} وإذا كان أشقاؤنا المصريون ما زالوا ينادون الكبيرة الراحلة المقيمة “أم كلثوم” بـ(الست)!! فإننا (سيداتنا) في السودان هن (البلابل) اللائي صدحن لهذا الشعب المثقف الذواق منذ مطلع سبعينيات القرن المنصرم فأخذنه في (قطار الشوق) الذي لم يتوقف لأكثر من (أربعين عاماً) طويلة، رغم توقف (السكة حديد) عن محطات الأبيض، المجلد، بابنوسة وواو!!
} قبل أربعين عاما كانت هنا وهناك (سكة حديد) راقية تصل “حلفا” بأعماق إقليم “بحر الغزال”، وكانت هناك (قمرة نوم) على متن قطارات حديثة قياساً بذاك الزمان، فتراجعنا، وتراجعت القطارات، ولم يتراجع قطار (البلابل) المشحون بالشجن الجميل!!
} هاجرت البلبلتان “هادية” و”آمال” إلى بلاد العام “سام”.. الولايات المتحدة الأمريكية نحو عشرين عاماً مريرة على الشعب السوداني، إن لم تكن عليهن، وذات الخطأ ترتكبه الآن الفنانة الشابة “نانسي عجاج” التي فضلت هي الأخرى الغياب في “أمريكا”، بعد “هولندا”، بينما الناس والحياة.. والجديد.. هنا في “الخرطوم” ، “بورتسودان”، “مدني” ،”نيالا”، كوستي”، “كسلا”، “عطبرة” و”مروي”، وكل حلة وحارة وشارع وبيت في بلاد أهل السودان العظماء!
} (المجهر) لم تفعل شيئاً، هذا مال الشعب السوداني قدمه أحد أبنائه متجرداً من اسمه وصفته، لأهم وأعلى قمة فنية على مستوى الأصوات النسائية بل وجميع المستويات بالسودان في يوم المرأة العالمي.. (البلابل).. وما أعظمهن.
} لقد قطعت وعداً بتكريمهن قبل نحو (عام) بتسليمهن سيارة من طراز مناسب، وإن كنت أعتقد أن أرقى وأحدث ما أنتجته مصانع ألمانيا و”كوريا” و”اليابان” لا يساوي قدر (البلابل) السامق الرفيع، ومثلما تبرع أحد رجال الأعمال من غير المعروفين و(النجوم) لـ(البلابل) في حفل رأس السنة ببرج الفاتح بـ(ثلاث) قطع أراضٍ درجة (أولى) سيتم تسليمهن أوراقها في احتفال اللجنة (القومية) المزمع، ومثلما تبرع رجل الأعمال الكبير “أسامة داؤود عبد اللطيف” بسيارة من توكيلات مجموعة (دال)، فإن مواطناً آخر من أبناء البلد البسطاء برََّ أمس (السبت) بوعد (المجهر) وقدم لسيدات الغناء السوداني سيارة (آكسنت) موديل (2014)، وهي قليل من كثير قدمته (البلابل) للشعب السوداني العزيز.
} ألف مبروك سيداتي “هادية”، “آمال” و”حياة” محمد عبد المجيد (طلسم).
} شكراً جميلاً نبيلاً للرائع الكبير موسيقار العود (الأول) الهرم الشامخ “بشير عباس”.. تكريمك قادم بإذن الله.. متعك الله بالصحة والعافية وأمدََّ الله في أيامك.
} شكراً لإدارة المنوعات بالصحيفة الزملاء (باشاب، نهلة، سعدية وآيات).
} شكراً للطاقم الإداري والمالي الذي أنجز المهمة (“زهير”، “ضياء الدين”، “محمد عثمان”، “لؤي”) وجميع منسوبي (المجهر) الكرماء الأصلاء.