أخبار

الأزرق وحيداً!!

{ تساقطت الأندية السودانية المشاركة في بطولات أفريقيا واحداً بعد الآخر، ومن الأدوار التمهيدية للبطولة.. بدأ الخروج المفجع للأندية السودانية بسقوط بطل السودان المريخ وسط جماهيره في الخرطوم أمام فريق مدينة كمبالا اليوغندية، ثم فاز خارج أرضه دون أن يشفع له ذلك، ليخرج بالباب الكبير. وتبعه في الدور التمهيدي الأهلي عطبرة.. وأمس دمعت مقل (دار جعل) بخروج الأهلي شندي بضربات من نقطة الجزاء، بعد أن قدمت الأندية السودانية الثلاثة أداء لا يؤهلها للاستمرار في البطولة ونتائج خجولة جداً.
{ اليوم يلعب الهلال مباراة أمام فريق الملعب المالي باستاد الخرطوم وسط إحباطات عريضة في الوسط الرياضي وفقدان للثقة في النفس وشكوك حول قدرة الأندية السودانية على الاستمرار في البطولات الأفريقية.. ولكن فريق نادي الهلال الذي لعب مباراة جيدة في مالي وخرج بالتعادل السلبي يعتبر نظرياً أقرب للترشح للمرحلة القادمة من منافسه المالي بحسابات الأرض والجمهور، وإن كانت كرة القدم لا تخضع مطلقاً لما هو خارج حدود الميدان، وكم من فريق حقق الانتصار خارج أرضه وخسر في الإياب أمام جماهيره، وقد سقط الهلال من قبل أمام مازمبي باستاد الهلال بواقع خمسة أهداف، وكسب مباراة الرد دون الصعود على حساب مازمبي.
{ سقوط الأندية السودانية الثلاثة في هذا العام من الأدوار التمهيدية وخروجها في العام الماضي أيضاً دون بلوغ دور المجموعات ينذر بفقدان السودان لموقعه الحالي، حيث يمثل بأربعة أندية في البطولات الأفريقية، مثل مصر وتونس ونيجيريا والكاميرون وساحل العاج، ولكن بحسابات النقاط سحباً وإضافة فإن السودان إذا لم يتأهل الهلال لدوري المجموعات في أي من البطولتين سيفقد امتيازه الحالي ويعود ضمن الدول التي تمثل بفريقين، أحدهما في البطولة الكبرى والثاني في الكونفدرالية!!
{ فلماذا تساقطت الأندية السودانية في العامين الآخرين بعد النهضة التي شهدتها الكرة السودانية في سنوات ما بعد عام 2006م حيث بلغ الهلال نصف النهائي في عام 2007م وبلغ المريخ المباراة النهائية أمام الصفاقسي التونسي؟! هل النتائج الايجابية لها علاقة بالاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.. أم هناك عوامل فنية تمثلت في ضعف الإعداد والموسم الرياضي السوداني الذي (يخالف) كل الدول الأفريقية؟
{ إن الإوضاع الاقتصادية لها أثرها المباشر على كرة القدم، وإذا كانت أندية مثل الهلال وأهلي عطبرة تعاني بشدة مالياً وتكبلها القدرات دون الاستعداد بجدية للبطولات، فإن فريق المريخ لا يعاني من أي مشاكل مالية، بل يعتبر الآن أغنى الفرق الأفريقية، والدليل على ما نقول قدرته على دفع ملايين الدولارات للتباري مع أندية عالمية كبيرة، ورغم ذلك خرج من أمام أضعف فرق القارة ومن دولة تعتبر أفقر فقراء وسط أفريقيا.. فأين الأزمة وكيف الحل؟!
{ ربما يتأهل الهلال اليوم من واقع حماس لاعبيه والمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم بعد خروج الأشقاء الثلاثة الأهليين والمريخ.. والقاعدة الرياضية مطالبة بالوقفة الموحدة ومساندة الهلال وتشجيعه ليعبر هذه المرحلة.. وواجب الدولة أن تعتبر الهلال جزءاً من آلياتها الدبلوماسية وسفاراتها الشعبية بدعمه بالمال، وأن لا تدعه للمخلصين من أبناء الهلال لوحدهم.
{ صحيح أن الهلال غير مؤهل لحصد البطولة الأفريقية “الأبطال”، ولكنه إذا بلغ دوري المجموعات وحافظ على امتياز السودان الراهن بالإبقاء على تمثيله بأربعة أندية فإن ذلك وحده يستحق الثناء والتقدير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية