رأي

حديث لا بدّ منه (8)

{ ذكرنا في عمودنا السابق التأثر الشديد الذي بدا على الأخ “أبو القاسم محمد إبراهيم” النائب الأول لرئيس الجمهورية في حكومة نظام مايو والأمين العام للاتحاد الاشتراكي، وذلك على إثر المخاطبة التي وفقني الله فيها. كما قلت إن الأخ “أبو القاسم” أكد أنه مع الحق ولن يجامل أحداً، ثم داعب المعتقلين، ثم أقر بأن تكون مجموعة المتابعة هي التي تتابع إجراءات سحب الثقة من مناديب النقابة السابقين، وبالفعل كان موجوداً الأخ نائب رئيس اتحاد نقابات عمال السودان “محجوب الزبير”، ونشهد له بالمواقف الإيجابية في تحقيق رغبة العمال في سحب الثقة، وقد مكث معنا أياماً وترك معنا ثلاثة إخوة كرام من اتحاد نقابات عمال السودان وهم الأخ “محمد الحسن خيري” والأخ “محمد حاج الأمين” رحمهما الله رحمة واسعة وأدخلهما فسيح جناته، ثم الأخ “خليفة قسم السيد” أطال الله عمره. فقد مكثوا معنا لكي يعرفوا مسار سحب الثقة التي وجدت حماساً منقطع النظير من كل العمال.
{ وقد حضر الأخ “محمد جمعة” مسجل النقابات وقتها ومعه “محمد عبد المطلب”، ثم قيادة مكتب العمل بالمديرية الشمالية واتحاد نقابات عمال السودان بالمديرية الشمالية وعلى رأسهم الأخ “خضر عمسيب” و”إبراهيم عبد الماجد”، وبالفعل بدأنا في سحب الثقة.. وفي أقل من (72) ساعة تم سحب كل دوائر النقابة التي كان يشغلها المناديب التابعون للنقابة المطالب بحلها وعددها (83) دائرة، عدا دوائر (النظار) و(الكمسارية) التي أخذت أياماً أخرى ثم تم سحب الثقة.. وكذلك شمل الأمر كل أقسام السكة الحديد والنقل النهري والمرطبات، وحضرها معنا وفد اتحاد نقابات عمال السودان المذكور، وكان كرم الضيافة الفياض من الإخوة الكرام أبناء “علي الأمين كرار”، وعلى رأسهم عضو لجنة المتابعة الأمين “علي كرار” وأخوه “الفاضل عمر الأمين علي كرار” طيب الله ثراهما وأنار قبريهما وأدخلهما في واسع الرحمة.
{ وجدنا الكرم الحاتمي الذي يعجز اللسان عن وصفه، والأخ “الأمين” له مواقف لطيفة وطريفة سوف أذكرها في مواقعها بحول الله وقوته.. وكذلك المنزل الكبير المفتوح دوماً لأعضاء المتابعة ليل نهار، وجل الاجتماعات كانت تنعقد فيه، هو منزل الرجل صاحب الوطنية العالية الأخ “عبد الله البشير” وإخوته الكرام، “حمزة” و”عمر” و”عباس”، وأبناؤه الذين سخرهم لخدمتنا.. لم يكلوا ولم يملوا ونحن في منزلهم العامر، وأذكر من أبنائه “هاشم” و”عثمان” و”السر”.. وكذلك منزل آخر كان كله حفاوة وإكرام.. هو منزل الأخ “حسين محمد الحسين”.. و”عبد الله البشير” و”حسين محمد الحسين” كانا يمثلان لي الساعد الأيمن في كل خطوة أخطوها ويمتازان بالصدق والوضوح.
{ كما أسلفت القول فإن سحب الثقة تم من كل دوائر النقابة بكل أقسام السكة الحديد.. وكانت تشمل عطبرة – وهي الورش صاحبة الكثافة العمالية والهندسة – والإدارة والمخازن ثم الإقليم الشرقي والإقليم الجنوبي والإقليم الغربي والإقليم الأوسط بصورة أوضح.. وكل دوائر النقابة بالسودان تم سحب الثقة منها في فترة (7) أيام، ولكن هل تمت الموافقة من نظام مايو على سحب الثقة؟!
{ أخذت المواقف تتبدل رغم الموقف الحاسم من العمال بسحب الثقة، وما زالت النقابة المسحوبة منها الثقة تتمتع بحماية كاملة ويمارسون نشاطهم بعيداً عن العمال في دهاليز الاتحاد الاشتراكي.. وما زالت الحوارات تدار من أجل إجهاض الموضوع، وما زالت الاتهامات تلاحقتنا بأننا أعداء الثورة وأعداء النظام و(شللية الجبهة الوطنية) وبقايا الأحزاب المبادة.
{ أرسل لي الأخ الصادق جداً وابن البلد الأصيل صاحب الأخلاق العالية الأخ “سعد عوض” محافظ المديرية الشمالية.. وكان محافظاً بحق وحقيقة.. لأحضر إليه في مكتبه بالدامر من أجل التفاكر.. وبالفعل ذهبت إليه، ووجدت معه العقيد أمن “فوزي”، وهو كذلك رجل في غاية الأدب والتهذيب.. ثم قال الأخ المحافظ “سعد عوض”: إن هنالك معلومات وردت من الجهاز السياسي للخرطوم بأنكم ضد نظام مايو وسوف تعطلون الأداء وتعوقون مسيرته.. وقد أكد ذلك قيادات من الجهاز السياسي والسكة الحديد.. وقد ورد أنكم بعد تسلم النقابة سوف تقودون العمال لإسقاط النظام!! قلت له: هذه إشاعات لا أساس لها من الصحة. فقال: أنا أعلم ذلك، وأثق تماماً فيكم وأعرفكم جيداً ولا أحتجاج لكثير بيان.. وسوف يكون هنالك اجتماع في مكتب مدير عام السكة الحديد – وكان وقتها المهندس “وصفي” طيب الله ثراه – وسوق يحضر هذا الاجتماع بعض قيادات الجهاز السياسي والأمني من الخرطوم.. وأرجو أن تقول هذا الحديث وأن تكون حذراً لأن أمركم مستهدف وهنالك من يريد تعويقه.. أما أنا من جانبي فمعكم قلباً وقالباً وسوف أرفع ذلك للجهات العليا بالخرطوم..
{ ثم ذهبنا للاجتماع ومعي بعض الإخوة من أعضاء المتابعة.. فماذا حدث في ؟! هذا ما سنقف عليه في العمود القادم إن شاء الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية