الديوان

البدانة .. (المرض) الذي روّجت له (الحبوبات) وثقافة العرب !!

زادت وتيرة النقاش بين “عمر” وزوجته.. فأخذ يبحث عن مخرج.. لكنه لم يجتهد طويلاً.. وبنصف ابتسامة قال لها: (إنتي مالك ضعفتي كده)؟! ليتحول مسار الخلاف إلى موضوع آخر!! نعم.. إنه (هاجس الوزن) الذي أصاب الكثيرين.. ما بين باحث عن النحافة ونقيضه.. وإن كانت الكفة ترجح للأخير.. رغم أن السمنة مرض حسب تصنيف الأطباء. ونجد أن هناك العديد من المفاهيم تروّج للسمنة.. و(نقة) تصوب إلى البنت النحيفة: (هوي مالك بقيتي سهتانة وجربانة كدا)؟! (أمك ما بتأكلك)؟! (ما في راجل بعاين ليك)!! ونجد للأثر الثقافي القديم دور كبير في ثقافة (حجم المرأة).. وقد روجت الحبوبات والأغاني لمقياس (سمين).. فنجد: (المرنوع بي كتفه هادل).. و(القوام اللادن والحشا المبروم).. (لا ضعيفة مهلهله.. ولاسمينة متندلة).
كما أن للعرب قديماً مقاييس تصب في ذات الاتجاه الداعي إلى (السمنة).. فسموا المرأة التي أعلاها نحيف وأسفلها ممتلئ بـ (العبلاء).. أما (خفيفة الشحم) فسميت (الزلاء).. وكنوا عن الممتلئة بـ (خرساء الأساور).. وغيرها من الكنايات.. وعليه أصبحت المرأة السمينة هي المفضلة عند الرجال.
وما بين الكثيرين الذين يفضلون – ويفضلن – السمنة.. والذين يرون الصحة في النحافة.. كان لـ (المجهر) هذا الاستطلاع:
{ الجيران اتخلعوا!!
{ أمونة حسن – صحفية – قالت: معظم حبوب التسمين مثل (الجيران اتخلعوا) و(الهجمة) تستخدم أصلاً كعلاجات للغدة والأمراض النفسية.. وهذا ينم عن قلة وعي البنات المستخدمات لها.. ولا يبرر الأمر أن البدانة (مطلب رجالي).. لأنها تضاعف من المرض.. وإذا رغبت الشابة في زيادة وزنها عليها استشارة الطبيب.. وهو من يؤكد مدى حاجتها.
أما الشاب “عمر حسن” فاكتفى بذكر وصية صديقه له: (ما تدقس تتزوج مرة سمينة.. حتتخمل.. إتزوج واحدة مناسبة تكون.. عافية و”سبورت”)!!
فيما قال التاجر “حسن محمد علي”: (المشكلة أن المرأة السمينة تتعرض لمضايقات كثيرة وتلقى أبشع التعليقات.. عشان كده أنا ما بنصح النسوان يسمنوا).
فيما قال “سيف حسن”: (بالنسبة للنسوان المتزوجات بشوفو الرجال مهتمين بالمشهورات من الفنانات والممثلات ويحاولن تقليدهن بشتى الوسائل).
أما “إخلاص مجدي” – صاحبة مشتل – فقالت: (المحيرني البنات ديل الواحدة لو قلتي ليها ضعفتي.. بتعمل فيها فرحانة.. وإحساسها الداخلي عكس ذلك)!!.
وذهبت الشابة “نهي علي” إلى القول بأن مفهوم الرجال قد تغير عن المرأة البدينة نوعاً ما.. وأصبح الكثير منهم يشركون زوجاتهم في مراكز رشاقة.. لأن السمنة تحمل معها العديد من الأمراض.. وليس هذا فحسب بل أن هنالك العديد من الفتيات يدخلن في برامج (ريجيم) من أجل الزواج حتى يظهر فستان الزفاف بصورة جميلة.. إذن بدأ مفهوم السمنة والبدانة يتغير.
أما “عوض سر الختم” – موظف – فقال: (من زمان الواحد يدعو ليك: الله يديك مرة سمينة ودهينة.. فالمرأة الممتلئة تعتبر مطلب شعبي.. ومعظم الرجال في داخلهم يفضلونها سمينة.. وأنا بصراحة المرة الضعيفة ما بتنفع معاي)!!
بينما دافعت الخالة “عوضية” عن الفتاة الممتلئة، وقالت (يا بتي.. المرة الجيعانة ما سمحة.. ومهما كان نحن ما بنتخلى عن عاداتنا.. ابتداءً من تغذية البنات عند الزواج والوضوع.. فمثلاً عند الزواج لازم أهل العريس يجيبوا جرادل الطحنية والسمن.. وزمان كانوا بشربوا العروس الموص)!!
بينما ذهبت “نهى حيدر” – ناشطة – إلى القول: (بعيداً عن كل هذا.. لماذا تجرد المرأة من كينونتها وتلخص في أكوام وكيلوجرامات من الشحوم.. إلى متى نتخطى حاجز الشكل وندخل في الموضوع.. فانا أربأ بنفسي عن النقاش في هذا الموضوع.. لكن أقول البنات يستاهلن البحصل ليهن)!!
{ استخدام خطير!!
ولمزيد من الإضافة التقت (المجهر) بالطبيب الصيدلي”خليل النو”، فقال: هناك حبوب تستخدم لأغراض التسمين، مع أن غرضها الأساسي غير ذلك.. فمضادات الحساسية (ديكساميزون) تستخدمها بنات وتسمى محلياً (أبونجمة)!! ومن آثارها الجانبية أنها فاتحة للشهية.. والكثيرات يستخدمها بإفراط من غير استشارة الطبيب، مما يؤدي إلى حدوث أعراض أخرى غير مرغوب فيها.. كزيادة الوزن أكثر مما هو مطلوب أو تكوين ماء تحت الجلد.. أما (حبوب الفواكه) فاسمها العلمي (سيبرو هيتوين).. وهي أصلاً مضادة للحساسية.. واستخدامها عشوائيا يؤدي إلى فشل وظائف الكلى. وفي ختام حديثي أنبه الفتيات إلى الابتعاد عن تناول حبوب التسمين لأنها تشكل خطورة بالغة عليهن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية