حوارات

الأمين العام لحزب الأمة القومي د. "إبراهيم الأمين" في حوار مع (المجهر السياسي) (2-2)

قبل أن يعلن حزب الأمة القومي قطع شعرة معاوية بينه وتحالف قوى الإجماع بعد احتدام الصراع حول موضوع الهيكلة والرؤية لكيفية إسقاط النظام والاتهامات المتبادلة.. استجدت أسباب أخرى عقب إعلان قيادة الحزب نيتها الدخول في حوار حزب المؤتمر الوطني على خلفية دعوة رئيس الجمهورية للتحاور لإخراج البلد من وهدتها. هذا المستجد وفقاً للمراقبين لم يؤثر على العلاقة بين قيادة حزب الأمة والتحالف فقط وإنما أحدث شروخاً داخل الكيان الواحد لاسيما أن هناك قيادات ظلت منذ بداية الخلافات بينه والتحالف المعارض تقترب من قوى الإجماع، وقاد ذلك في فترات سابقة إلى تشاكس الرؤى المطروحة التي كثيراً ما يفضحها الإعلام.
الأمين العام لحزب الأمة القومي دكتور “إبراهيم الأمين” يُُعد واحداً من الذين أصبحت رؤيتهم تختلف مع قيادة الحزب، وسبق أن أدى هذا الاختلاف إلى عدم إكمال الأمانة العامة، والآن اختلف مع رئيس الحزب حول قيام ورشة كانا قد اتفقا بشأنها.
(المجهر) جلست إلى دكتور “إبراهيم الأمين” وتناولت قضايا الراهن السياسي إلى جانب قضايا الحزب فإلى التفاصيل..

} حزب الأمة ألم يخرج من التحالف؟
– قد يكون هناك تباين في وجهات النظر بيننا والتحالف، ولكن حتى في داخل الحزب الواحد قد يكون هناك بعض التباين، والديمقراطية نفسها هي إدارة الاختلاف فإذا كان هناك تباين بيننا وبين التحالف فسنسعى لإيجاد حلول لهذا التباين وسيزول بالحوار.
} لكنكم لم تخرجوا من التحالف؟ ما زلتم موجودين بداخله؟
– لم نخرج من التحالف، حزب الأمة من أحزاب التحالف وحزب الأمة يتحدث عن أن هناك قضايا كثيرة فيها وجهات نظر مختلفة وتحتاج للأخذ والرد.
} ولكنكم تقاطعون التحالف على ما يبدو وتقاطعون اجتماعاته؟
– نحن نتكلم عن المبادئ وليس مهماً الحديث عن التحالف، الحديث الآن عن إخراج البلاد من المأزق الذي تعيش فيه، وعن ما هو الأسلوب الأمثل لإخراج السودان من هذه الأزمة الخانقة التي قد تؤدي إلى انهيار الدولة السودانية.
} مقاطعة: الأسلوب الأمثل ربما هو العمل من داخل التحالف وتقويته وتوحيد أحزابه و..؟
– كويس.. نحن نتحدث الآن عن السودان، وحتى إذا كان هناك تباين في وجهات النظر فهذه ليست هي القضية.. القضية هي أنه على كل الناس أن يتحدثوا عن السودان وعن مستقبل السودان، نحن مؤسسون للتحالف، ونحن لن نخرج من التحالف، وإذا كانت هناك خلافات بيننا وبين القوى السياسية فنحن سنناقشها حتى نصل لحلول مقبولة وعلى أسس.
} الوطني قال إنه بدأ الحوارات مع الأحزاب.. هل بدأ الحوار مع حزب الأمة؟
– أي حوار ثنائي سواء كان مع حزب الأمة أو مع غيره غير مقبول ولن يؤدي إلى حل مشاكل السودان، نحن نتحدث عن حوار واسع وحوار قومي ونتحدث عن حوار باشتراك السودانيين من غير المنتمين للأحزاب السياسية لأن هذا السودان لا يعني فقط الأحزاب السياسية ولا يعني فقط منظمات المجتمع المدني، فهناك سودانيون كثر من خارج هذه الأحزاب لهم عطاء ولهم قدرة على المساهمة في بناء الوطن وفي إيجاد الحلول السلمية لمشاكله.
} الآن، بعد خطاب الرئيس وبعد طرح الوطني للحوار ما هي الخطوات التي تمت مع القوى السياسية ومع حزبكم؟
– طيب.. أولاً خطاب الرئيس، الجميع كانوا ينتظرون مفاجأة ومجرد أن ينتظر الناس مفاجأة هذه مرحلة تجاوزها الزمن، الناس تتكلم عن مشاركة واسعة جداً، تتكلم عن عموم التفكير والاستعداد لكل القضايا وطرحها للرأي العام وبعد ذلك يتم إعلانها عبر مؤسسات الدولة.. فمجرد الحديث عن مفاجأة في خطاب الرئيس في رأيي هذه ظاهرة سلبية.
ثانياً : خطاب الرئيس أتى بحديث عام وفضفاض وقضايا يمكن أن تكون عناوين لكن لم يتحدث عن حلول مقبولة وعملية، تحدث عن التمكين كمثال ولكن القضية الآن ليست التمكين، القضية الآن تفكيك التمكين. تفكيك دولة الحزب لإقامة دولة الوطن.
} (انتهى عهد التمكين) عبارة الرئيس كيف قرأتها؟
-أنا قرأت أن (انتهى عهد التمكين) جملة ناقصة يجب أن يكون انتهى عهد التمكين بالإضافة إلى تفكيك التمكين والجزء الثالث أن تقوم المنافسة على الوظيفة العامة على مبدأ الكفاءة والقدرة على شغل الوظيفة، وأن تكون مفتوحة لكل السودانيين وبصورة يحاسب فيها من يرتكب خطأ في موقع عام لإثبات أنه لا مجال بعد اليوم للتمكين ولا مجال بعد اليوم لاستمرار الذين تمكنوا ولا مجال بعد اليوم للفساد في مؤسسات الدولة.
} جاء في الأخبار تصريح لـ”علي قيلوب” قال فيه إن أجندة انعقاد الهيئة المركزية في مايو القادم ستكون هي إقصاء الأمين العام الحالي؟
-باندهاش قال: (هو قال كدا؟!) أنا أعتقد أن هذا الكلام من رئيس الهيئة المركزية غير صحيح وإذا كان صحيحاً فهذا خطأ جسيم لأن الهيئة المركزية عادة قد يقال إنها تجدد الثقة أو لا تجددها في الأمين العام.. لكن إذا تمت بهذه الصورة فهي صورة غير كريمة و(ما أظن “علي قيلوب” يقول كلاماً بهذا المعنى)
} يقال إن مؤسسة رئاسة الحزب تساند الأمين العام السابق الفريق “صديق” وأنها تضع العراقيل والمتاريس أمام الأمانة العامة؟
– هذا كلام يقال وطبعاً هناك كلام كثير يقال لأن الحزب في حالة استقطاب وهناك بعض الأشخاص يستثمرون في هذا الحديث ولكنه حديث بعيد عن الواقع.
} أنت ألا تشعر بأن هناك متاريس وعراقيل توضع أمامك؟
– ما يحدث داخل الحزب أنا اعتبره سراً مقدساً ولا أتحدث عن عمل الحزب وما يدور داخل الحزب لأجهزة الإعلام.. وإن كان هناك أي شيء يرى البعض أنه يحتاج لنقاش واتخاذ قرار حوله فهذا يتم داخل مؤسسات وأجهزة الحزب.
} وماذا عن تشكيل الأمانات.. هناك حديث عن عراقيل كثيرة وضعت أمام تشكيله؟
– الأمانة مشكلة ومستقرة. أي كلام يتم خارج المؤسسات نحن نعتبر أن هناك أسباب جعلته يتم (بالصورة الما مقبولة الحاصلة الآن) ولكن نحن التزاماً بالحزب والتزاماً بخط الحزب واحتراماً لكل قيادات الحزب وكما ذكرت نعالج مشاكلنا داخل مؤسساتنا.
} الذين يقولون إن مؤسسة الرئاسة تساند الأمين العام السابق استشهدوا ببكاء “الصادق المهدي” عندما أسقطت الهيئة المركزية الفريق “صديق”؟
– أنا لا أريد أن أعلق على أي حديث مرسل ويقال لأسباب وربما يكون هناك من يريد أن يظهر ما حدث بالصورة التي رسمها في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي ولكن نحن لسنا منشغلين بمثل هذه الأحاديث ونهتم أكثر بقضايا البلد وبقضايا الحزب وبإحداث لم لكل مكونات الحزب لأن واحدة من توصيات الهيئة المركزية عملية لم الشمل والاهتمام بالخط السياسي الذي أقرته ونحن أكثر التزاماً بهذا الخط ونعمل على إنفاذه لأنه يتسق مع تطلعات جماهير حزب الأمة وتطلعات الشعب السوداني عامة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية