مجرد سؤال

اقتراح بتحويل مشروع الجزيرة إلى أراض سكنية !!

على حسب التقارير الواردة من مناطق زراعة القطن، فإن الإنتاجية تبدو للأسف الشديد هذا الموسم ضعيفة للغاية، كما أن المساحة الخاصة بزراعة القطن كانت متدنية، الأمر الذي أدى إلى إيقاف عملية المحالج التي كانت في انتظار وارد القطن.
نعم توسعنا في إنشاء المحالج وأنشأنا عدد معقول جداً منها في معظم مناطق زراعة القطن، لأن هنالك خطة سبقت إنشاءها.. الخطة ركزت على ضرورة التوسع في زراعة القطن، حيث كان من المفترض أن تصل مساحة القطن المزروعة خلال موسم 2012 – 2013م أكثر من مليون فدان، وعلى ما أذكر أنه تم التخطيط المدروس لهذه المساحة الكبيرة، وتم فتح منافذ للتمويل بعد أن أعلن المزارعون عن استعدادهم لقبول هذا التحدي الكبير والتوسع في زراعة القطن، وهم على يقين تام بأن العائد سيكون أكبر لأنه محصول إستراتيجي يدخل عائده مباشرة إلى خزينة الدولة وجيوب المزارعين، وتكتمل الفرحة لتمويل المحاصيل الأخرى من عائد مبيعاته، ولكن هذا الحلم تبدد وأصبح سراباً، والآن أغلقت المحالج بسبب ضعف الوارد وستضيع آمال العمال، عمال اللقيط وعمال المحالج وحتى (ستات الشاي)، لأن موسم اللقيط والجني يعتبر عيداً للجميع (القفة) بأكثر من (3) جنيهات، وكما يقولون (الحشاش يملأ شبكتو).. فالذي يملأ الكثير فبالطبع سينال الكثير ويعود نهاية اليوم (بقروش) كثيرة ليأتي اليوم الثاني ويبدأ مسيرة اللقيط من الأول وهكذا.
هذا هو محصول القطن.. محصول المزارع الإستراتيجي الأول،
نعم كلفة زراعته مرتفعة ولكن عائده أكبر، وقد حضرت العديد من اللقاءات مع مزارعي القطن بـ(الجزيرة) ولاحظت الفرحة على الوجوه وهم يستمعون إلى الحديث الذي يركز على التوسع في مساحات القطن مع الالتزام بتوفير التمويل في مواعيده.. فرحوا لأنهم يعرفون قيمة القطن كمحصول ذي عائد مجزي.. محالج (الحصاحيصا) و(مارنجان) أغلقت مكاتبها وتعطلت آلياتها وسيتم قريباً تشريد عمالتها لأن القطن (مافي) رغم اجتهادات مدير المحالج «بدر الدين الوليد» والنقابي «كمال النقر».. اجتهاداتهم في جلب أقطان الشركات التي جاءت تستثمر في النيل الأزرق.
يا سبحان الله بعد أن كنا نتحدث عن زراعة مليون و(800) ألف فدان أصبحنا الآن نتحدث عن (40) ألف أو أقل بكثير، وكأن محصول القطن قد أصابته اللعنة.
إذاً من ينفذ الزراعة في السودان؟؟ الزراعة الآن أصبحنا نعول عليها كثيراً في زيادة الناتج وفي توفير الغذاء المحلي، لأننا لا نتطلع للصادر لأن إنتاجنا دون المطلوب بكثير، ولكننا نتطلع لتوفير الغذاء والاكتفاء الذاتي المحلي.
الآن الأمل معقود على وزير الزراعة الذي هو في الأصل زراعياً يعرف من أين يأتي بالخضرة والحقول الواعدة التي تغني (قمحاً ووعداً) عليه أن يضع خطة زراعية طموحة تخرج الزراعة من عنق الزجاجة وليبدأ أولاً بتطوير (مشروع الجزيرة) الذي انتهى الآن وبات إنتاجه أطناناً يحسبها الذي لا يعرف معاني القراءة والكتابة.. مشروع اندثر واندثرت معه (2,2) مليون فدان كلها أراضٍ زراعية خصبة صالحة للزراعة في أي وقت سواء أكان صيفياً أو شتوياً أو حتى ربيعياً.. مياه منسابة
والإهمال أقعد كل مشاريعنا وبالتالي ضاعت الزراعة وقل الإنتاج وأصبحنا نستورد بدلاً من أن نصدر، الزراعة بحاجة إلى خطة يتقدمها أولاً توفير التمويل وتوفير كل معينات الزراعة ثم بعد ذلك وبعد الإنتاج الكبير نفتح منافذ للتسويق حتى تكون الفائدة مزدوجة، ولكن زراعة بهذا الحال لا ننتظر منها شيئاً، بل ونقترح عليكم تحويل (مشروع الجزيرة) من أراضٍ زراعية إلى سكنية، وذلك في حالة الفشل في الزراعة فأصحاب الأراضي أصبحوا هم أنفسهم يفكرون في بدائل أخرى، ففكرة التحويل ستعجبهم جداً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية