رسالة إلى "حسين خوجلي"
* لا أعرف حتى الآن ما إذا كنت جاداً وأنت تتبرع بتلك المعلومات عن الولاية الشمالية عبر برنامجك التلفزيوني، أم أنه كان مجرد مزاح ومحاولة لإضحاك الناس في الولاية الوحيدة التي تأكل مما تزرع. لقد رثيت لحال الولاية وقلت بلغة يظهر فيها التأثر الشديد حول هبوط سعر البلح هذا الموسم، وقلت إن ذلك يعني انعدام النقد لدى الناس. وأنك مساهمة منك في حل أزمة المزارعين في الشمالية قررت شراء ثلاثة جوالات من البلح، وأنك بذلك تساهم في حل الأزمة!! بصراحة لم أمنع نفسي من الضحك وأنا أسمع منك هذا الكلام، من قال لك أن الناس في الشمالية ينتظرون موسم البلح لكي يسددوا ديونهم. فالبلح في الشمالية أرخص شيء ولا يوجد أرخص منه. ولا أحد يهتم به، وأنت الآن إذا دخلت جنينة نخيل في الشمالية وأخذت تجمع (سبايط) البلح لن يمنعك صاحب الجنينة بل سيشكرك لأنك تساعده في تنظيفها. ويبدو أنك متأثر بالأغنية التي تقول (الغالي تمر السوق)، وهي أغنية كردفانية ألفتها فتاة في أحد أبناء الشمال، والتمر بالفعل غالي في “كردفان” أو كان كذلك في الماضي والآن لم يعد كذلك.
ويبدو أن صلتك بالشمال قد انقطعت لأنها لو كانت مستمرة لعرفت أن الولاية الشمالية تعتمد على الفاكهة. وتصدر (المانجو) و(البرتقال) و(الموز) إلى دول الخليج.
أضف إلى معلوماتك أيضاً أن الشمالية تنتج الفول الذي يأكل كل السودان منه وجبتين يومياً، ولو كان هناك محصول نقدي لكان الفول، وأضف إلى معلوماتك أيضاً أن الولاية الشمالية هي الوحيدة في السودان التي تنتج حاجتها من القمح وتصدر الفائض للآخرين، وأضف أيضاً أن محصول البصل هذا العام وصل سعر الجوال منه ألف جنيه، وأصغر المزارع أنتجت ألف جوال أي العائد لأي مزارع بلغ مليون جنيه، وإذا أردت التأكد اذهب الآن إلى أي بائع بصل في السوق، فسيقول لك إن كل البصل يأتي من الشمالية.
هل تعرف أيضاً أن الولاية الشمالية بها أكثر من مليون شجرة (مانجو)، وأن إنتاجها يصدر إلى دول الخليج. وأنها تنتج (البرتقال) و(القريب) و(الجوافة) و(الموز) بأعداد كبيرة. كل هذا الخير الوفير لم يترك للبلح أي مجال للمنافسة وهبط سعره ولا أحد يهتم به حالياً، لذا فلا داعي لقلقك على أبناء الشمال فهم ينتجون في كل شيء، ويصدرونه ولأنه إنتاج جيد يرتوي بماء النيل، لذا يتم تصريفه فوراً، ولا حاجة للناس هناك لانتظار موسم البلح.. قال بلح قال.
> سؤال غير خبيث
هل تعرف أن بالشمالية الآن مليون نخلة؟