حوارات

الخبير الإستراتيجي والقيادي الإسلامي "د. حسن مكي" في حوار في الساعة مع (المجهر) (2 – 2)

القيادي الإسلامي والخبير الإستراتيجي البروفسور “حسن مكي” التقته (المجهر) في حوار الراهن السياسي، وقلبت معه جملة من القضايا الشائكة، تناول فيها بالشرح والتفصيل مستقبل عملية الحوار ما بعد خطاب الرئيس “البشير”، بجانب قراءته وتحليله لمحتوى الخطاب، وكذلك رؤيته في تقاطعات علاقة المؤتمرين (الوطني) و(الشعبي) وبوادر التقارب بعد فترة قطيعة طويلة، وعن فرص وحدة الإسلاميين. البروفسور “حسن مكي” وضع النقاط على الحروف في عدد من القضايا الساخنة، وأجاب عن استفساراتنا في حوار مطول من جزأين، إليكم مضابط الحلقة الثانية:
} دكتور “حسن مكي” موعد الانتخابات اقترب والوضع هو الوضع وموقف الأحزاب هو ذات موقفها القديم.. ما هو السيناريو الذي تتوقعه؟
-والله الانتخابات إذا اقترب موعدها، والصورة هي نفس الصورة . .فالتكرار يعلم الحمار طبعاً.. إذا كانت الصورة هي ذات الصورة القديمة والأوعية هي ذات الأوعية القديمة وذات الشخصيات.. فسنظل في حالة بيات.. والبيات بدأناه منذ متى؟ منذ فرض العقوبات السياسية والاقتصادية على السودان.. إذن نحن في حالة بيات منذ (13) سنة. والطالب إذا (بات) سنة واحدة سيفصل فما ممكن نظل في بيات (5) سنوات أخرى!! فإذا فرض علينا بيات سياسي وبيات اقتصادي وبيات اجتماعي آخر فهذا سيؤدي إلى احتقان وإلى انفجار.
} سيؤدي إلى انتفاضة؟
-هذا الانفجار قد يكون انقلاباً عسكرياً وقد يكون انتفاضة أو أي شيء آخر.
} أيضاً هناك جدال ما يزال حول موضوع إعادة ترشيح الرئيس.. في تقديرك على ماذا سيرسو الأمر؟
-أنا أعتقد أننا لا نحتاج إلى رئيس جمهورية مرة أخرى لا من المؤتمر الوطني ولا من حزب الأمة ولا من أي حزب آخر. نحن نحتاج إلى مجلس رئاسي يمثل الأقاليم ونحتاج إلى نظام برلماني ينبثق عنه ورئيس وزراء يكون محاسباً من داخل البرلمان. لابد من إعادة هيكلة الدولة وهيكلة السلطة.
أنا لا أرى مجالاً لانتخاب رئيس جمهورية مرة أخرى – لأنه- بالنسبة لي أنا أرفض أي شخص من أي جهة سواء كان يسارياً أو إسلامياً، جهوياً أو عرقياً.. أرفض أن تتركز عنده السلطات، وأن يتم التمكين له كشخص. التمكين يجب أن يكون للبرلمان ولسيادة القانون وللمشرعين وللبرامج وللتعليم وللإنتاج المعرفي وليس لشخص أو حزب.
يعني لا نريد شخصاً متمكناً ليذهب ويشتري لاعبي كرة بملايين الدولارات، على الطريقة الخارجية، والناس يموتون بالجوع لا . .هذا تمكين فاسد.
} هذه أمنية بعيدة المنال – على ما يبدو يا دكتور ؟
– خلاص!
على الأقل ماذا بقي لنا غير الأماني..! على الأقل دعونا نتمنى.. ثم ضحك ضحكته الطيبة القوية قبل أن يواصل.
نحن الآن لنا (24) سنة من التمكين للأفراد.. إلى ماذا انتهينا؟
التمكين للأشخاص انتهى في العالم.. في ليبيا مع “القذافي” انتهى، في تونس مع “زين العابدين” انتهى في مصر مع “مبارك” انتهى، في اليمن مع “علي عبد الله صالح” انتهى في سوريا الآن سينتهي مع “بشار الأسد”.. في العراق كان الثمن غالياً جداً أدى إلى القتل والفتن، ونحن نريد أن ينتهي التمكين للأشخاص بدون أن يحدث هذا بدون قتل وحرب أهلية وانفجار.. هذا هو المطلوب . والسودانيون نجحوا في مرات كثيرة، نجحوا في أبريل (85) واستطاعوا أن ينهوا حكاية التمكين للرجل الواحد “نميري”. والآن المطلوب من الرئيس “البشير” أن يقود هذا الاتجاه.. هو يتكلم عن أنه انتهى عهد التمكين، لكن التمكين لرئيس الجمهورية ذاته والسلطات المركزة في يده عليه أن يبدأ بها. وعلى المؤتمر الوطني أن يفكر في التمكين لسيادة القانون وللبرلمان وللتعليم وللمباديء وللأفكار.
} بالمناسبة كيف قرأ دكتور “حسن مكي” عبارة الرئيس (انتهى عهد التمكين).. من أي زاوية قرأتها؟
-أنا قرأتها بمعنى انتهى عهد التمكين في الوظائف بمعنى أن الإسلاميين يعطوا الفرصة لغيرهم.. لكن هو استثنى الرئاسة، فهو كان عليه أن يبدأ بهيكلة سلطاته ويمكن للقانون وللقضاء ولمجلس النواب ولمجلس الوزراء.
} ما ممكن يكون المعنى (انتهى عهد التمكين للمشروع الإسلامي)؟ خصوصاً أنه تم إبعاد الحرس القديم ناس “علي عثمان”؟
-(ما هو جاب نفس الـ..)
هي فقط أوعية قديمة امتلأت بمياه جديدة.. “علي عثمان” جاء بدلاً منه “بكري” هو نائب رئيس الحركة الإسلامية ، وإن شاء الله الخير في القادمين والبركة في الذاهبين .. الحركة الإسلامية جزء من المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية الآن هي الرافد الأساسي.
} أو المؤتمر الوطني هو الرافد للحركة الإسلامية..؟
-لا .. هي باعتبارها الموجودة في الجامعات والتي تربي وتخرج الكوادر.
} الحركة الإسلامية الآن هي ربيبة الوطني..؟
الوطني هذا تكون مع الإنقاذ والحركة موجودة منذ 1946م.
} تحجيم الحركة الإسلامية وسيطرة المؤتمر الوطني عليها ..؟
قال بسرعة مقاطعاً :
-(المؤتمر الوطني ذاته مسيطر عليه ..)
هذا نظام رئاسي.. النظام الرئاسي لا يعترف إلا بالشخص الموجود فوق.
} علاقة المؤتمر الوطني بالحركة الإسلامية وعلاقة الحركة الإسلامية بالحكومة غير واضحة.. من يسيطر على من؟
-يا ستي المجلس القيادي للحركة الإسلامية رئيسه “البشير”.. ونائب الرئيس “البشير” هو من؟ هو “بكري حسن صالح” وهو نائب الأمين العام في الحركة الإسلامية.. هناك علاقة عضوية ما بين الدولة والحركة الإسلامية وهذا المقصود منه أن الحركة الإسلامية تكون تحت عباءة الدولة حتى لا يحدث صراع وحتى لا تتكرر تجربة “الترابي” حتى لا يكون هناك شخص قوي في الحركة الإسلامية والحركة الإسلامية لا تستطيع أن تخرج من عباءة الدولة .. الآن هل باستطاعة “الزبير أحمد الحسن” أن يخرج من عباءة الدولة؟
} إذن كيف يقبل الترابي” بأن يتقارب مع الوطني.. والحال هو هذا الحال الذي تصفه ما هي خياراته ما هي خيارات الترابي”؟
-خياراته أن يحاول إصلاح الوضع ولا يتقارب إلا بعد إصلاح الوضع.
(هو حاول بالثورة الشعبية وما قدر، بالانتخابات ما قدر، أسقطوه بانتخابات الخريجين وحاولوا الضغط عن طريق حركات دارفور المختلفة والآن “البشير” أبدى رغبة في التعاون والإصلاح.. وهو لابد أن يغتنم هذه الفرصة.
} أليست هناك خيارات أو حلول أخرى؟
-ما بسهولة.. ما عنده عصا موسى)

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية