تقارير

«الترابي» يكشف ملامح المرحلة القادمة في السودان ويمنح الحركات والأحزاب الأمل والتفاؤل

سيارات دبلوماسية  أوروبية واحدة تلو الأخرى تتوقف أمام منزل الأمين العام للمؤتمر الشعبي الشيخ «حسن الترابي»  عند الساعة الحادية عشر والنصف صباح أمس (الاثنين)، ويهبط منها سفير لدولة من دول الاتحاد الأوروبي قبل أن تفسح المجال لسفير أوروبي آخر. وفي استقبالهم كان أمين العلاقات الخارجية للحزب» بشير آدم رحمة» يقوم بواجب الاستقبال. وفي داخل صالون الشيخ الكبير جلس «إبراهيم السنوسي» و»محمد الأمين خليفة» و»كمال عمر» و»علي شمار» ينتظرون. تحركات داخلية وخارجية لوضع معالم مرحلة جديدة قادمة في تاريخ السودان. هكذا كانت تخرج الكلمات من الشيخ بكل حرص، يمسك بالأوراق جيداً ولا يخلطها مع بعضها البعض، ومن نبرات صوته خرج التفاؤل والأمل.
يبدو أن البلاد مقبلة على مخاض بعد مرحلة الوحم السياسي تنتظر جنين الحل، قد يشب رغم العقبات ليكون رجلاً يمشي في ولايات قتلها الجوع والعطش والحزن.
في» أديس أبابا «نترقب نتائج جولات المفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال حول النيل الأزرق وجنوب كردفان رغم الكمائن والمطبات، ومن «كمبالا» يظهر أن حركات دارفور باتت في انتظار إشارة الثقة والاطمئنان، من أن المولود القادم في الحوار سيكون باراً بوالديه وليس جباراً عصياً.
يقول «الترابي».. الذي دفعهم فيما قاله لنا الإخوة سفراء دول الاتحاد الأوروبي إلى لقاءات مباشرة مع الشعب، لأن العالم الآن صار ليس عالماً سلطانياً وحسب، حكومات مع حكومات ولكن مع الشعوب. وكنت أقول للسفراء لا بد أن تلتقوا بالشعوب في المناسبات الاجتماعية والآن يفعل ذلك أهل الكرة والتجارة والسياحة، فلا يجلس السفراء في عزلة وهم بدأوا الآن يتحركون في هم السودان كما حدثناهم وحدثهم آخرون كذلك، الهم يتخذ في منطقة في دارفور وفي كردفان وفي البجا ومع الجنوب، لكنه هم أصبح الآن هماً قومياً في السودان ولا يمكن أن يعالج إلا في الإطار القومي.
وأضاف «الترابي» بالقول وهذا الهم القومي تفاعلاته وآثاره حول الإقليم من حولنا في أفريقيا، وفي العالم الذي حولنا كله وهذا أيضاً ينطبق على العالم، لأن الإعلام الآن ينقل كل المآسي إذا قامت وكذلك الأحزاب إذا قامت زلزالات وحوادث أو قامت أشياء مفرحة. يعني كل العالم يتفاعل إيجاباً أو سلباً في ذلك.
وأشار «الترابي» إلى أن لقاءه بسفراء دول الاتحاد الأوروبي تطرق إلى ترحيب حزب المؤتمر الشعبي بالدور الخارجي والمساهمات في حل مشاكل السودان. وقال ليست لدينا نزعة حول الانغلاقية في قضية معينة في إقليم، لأنه ينبغي أن تعالج مشاكل كل الأقاليم مع بعض والتوازنات والتظالم هي قضية قومية وميزان قومي ومن بعد ذلك هو ميزان عالمي، ونحن أيضاً لا نقول هذا تدخل أجنبي في السيادة الداخلية وهذه كانت أفكاراً قديمة لأن كل قطر كان منغلقاً. وحتى في أوروبا كانت كل قبيلة منغلقة على نفسها وقبلها كانت كل أسرة وعشيرة منغلقة على نفسها، وقلنا لهم مرحباً بكلامكم. وكشف «الترابي» عن تعليق سفراء دول الاتحاد الأوروبي على كلام رئيس الجمهورية «عمر البشير» بأنه فتح الأبواب للحوار. وقال «الترابي» ولعلكم تدركون رؤية الشعب عامة بعد أن حضر من جهات رسمية – في إشارة منه لتصريحات المسؤولين بالدولة أن هنالك مفاجأة في خطاب الرئيس – بتعبئات وتهيؤ لبشائر، أليس كذلك؟ وواصل «الترابي» قوله: لو واحد تذكر الأزمات في السودان والخلافات في السودان دون أن يحدد موقف الحكومة أو المعارضة، ويقول هذه عشان نبقى بلد واحد ونبنى بلداً ونتعاون ونتكاتف ونبني مع جيراننا كذلك، وهو لم يحدد موقفاً في خطابه – يقصد الرئيس – وكان يمكن أن يحدد ولكن الناس شعروا به من خلال الكلام المهم ودخولنا نحن المؤتمر الشعبي في الحوار وجهات أخرى كانت لديها لقاءات ثنائية، لأن مبادئنا وهمنا أننا نريد أن نتكلم مع الآخر عشان أحل خلافي معه بالتي هي أحسن، وأجادله بالتي هي أحسن مهما كان خلافي معه، ولعله يتذكر أو يخشى، وأقول لهم هذا مبدؤنا.
وزاد «الترابي» بالقول: (وعندما وجدنا غير البشائر في الصحف، هنالك علاقات في المجتمع السوداني بتجيلو أخبار غير مباشرة والناس يتكلمون مع بعض والرسائل بتصل، حتى الناس المتقاطعين بتصل رسائلهم بواسطات خير. وذهبنا إلى قاعة الصداقة واستمعنا للخطاب وصحيح أنه كان به غموض وإبهام كثير ولكنه فيه بداية فتحة تحاور، ويمكن أن يمضي بطريقة رسمية أو طريقة غير رسمية وباتصالات خاصة أن الناس يحاولوا كيف يجتمعوا مع بعض.
وكل الناس يأتون سوياً عشان ما نختلف التمثيل الأكبر لمنو وأنا حزب كبير يكون في شيء رمزي يجمعنا، ومن بعد ذلك نضع جدولاً نشوف القضايا الخلافية، الحريات والسلطة والموازنة بينهما ووحدة السودان، هل تكون بالضبط والربط أم تكون بالتساوي والتفاهم اعتباراً من تجربة السودان وغيرها. والثالثة المسائل الملحة جداً، طبعاً كل حزب سيكون لديه برنامجه في المستقبل يقدمه للناخبين ليختاروا هذا أو ذلك، ونحن لا نريد أن ندخل في كل الخطط والبرامج الاقتصادية ولكن هنالك مسائل ملحة في المعاش).
وأضاف «الترابي» الناس لا يريدون أن يدخلوا في كل الحلول ويمكن أن لا يفهموا أن الحرية يمكن أن تأتي لهم بالحلول، ولدينا الآن أشياء ملحة وهي قضايا بسيطة ترفع بها الوطآت الملحة على معاش الناس وبعدين في الاقتصاد الذي ينمو بالناس ويعمل عدالة بين الناس كل حزب سيأتي برأيه، وبعدين النظام الانتقالي عشان نقدر نتعامل مع بعض، وليس شرطاً في النظام الموجود الآن في الدستور، أما في ناس يحبون أن يشتركوا في حكومات بغرض الكراسي فقط وتتحكم جهة واحدة.
وأشار «الترابي» إلى وزنة الحكومة من خلال تعيين مستقلين مستلهماً من تجربة الانتفاضة في أكتوبر، وزاد قائلاً الحكومة الانتقالية بها مستقلون ولن يترشحوا هم حتى لا يشتكي أحد. وقلنا لهم يمكن أن يكون هنالك تمثيل رمزي لكل الأحزاب، واتصالات بيننا وبين القوى الخارجية إذا شعرت أن هنالك من يتكلم معها إذا كانت هنالك مظالم اعترفوا بها جميعاً وتعهدوا بأن يعالجوها طبعاً لا يمكن أن تعالج فوراً، ونحن في أكتوبر حصل جبنا المتمردين من الخارج وأعطيناهم الأمان مثل حصانة الدبلوماسيين.
وتساءل «الترابي»..
تتذكروا «وليم دينق» ومجموعته، لم نضطر أن نمشي بره عشان أمنهم وأمننا ولكن جاءوا إلى البلد وبقوا فيها إلى أيام، ويتصلون بمن يشاءون ويتفاوضون مع من يشاءون وتسافر، وإذا ترتب عليها اتفاق خير إن شاء الله، وإذا لم يتفقوا تدخل آمناً وتخرج آمناً إن شاء الله، الأفضل عندنا أن تكون في البلد، عشان الرأي العام كله يكون مربوطاً بيننا.
وحول الدستور القادم قال «الترابي» إنه ينبغي أن يأتي كل واحد منا بأطروحاته وأن لا نعمله لوحدنا، والانتخابات القادمة ندخل فيها كلها إذا رضينا أن لا يسيطر عليها أحد، سواء كان في الإعلام أو يتهم حقاً أو باطلاً أنه يلعب بالأوراق عشان السودان يمشي لقدام وعشان جيرانه كذلك، لأننا مربوطون بجيراننا ومن حولنا إن شاء الله.
وأبلغ «الترابي» سفراء دول الاتحاد الأوروبي بأن العالم كله موصول مع بعضه البعض، وقال كذلك مسموح لكم أن تتكلموا معنا وتتصلوا بالحكومة ونحن اتصالاتنا بالحكومة ضعيفة إلا الاتصالات الاجتماعية، ولكن هنالك من لديه اتصالات كذلك وعندنا تجمع معانا كلمناهم – في إشارة منه لقوى الإجماع الوطني، ونريد أن يمشي كل الناس مع بعض ما نمشي ونخليهم لأنه حدثت لنا توترات ولكن أغلبها تم تجاوزها، واحد أو اثنين كانوا غضبانين جداً، قبل هذا حزب الأمة القومي أخذ نفس المواقف. وأشار «الترابي» إلى أنهم شرحوا لسفراء دول الاتحاد الأوروبي قصة إسقاط النظام أو الحوار معه، وزاد بالقول زمان ما كانوا بيحاورونا أصلاً – في إشارة منه للحكومة – لمن عملوا اتفاقية السلام مع الجنوب – هل حاورونا؟ عندما عملوا الدستور هل حاورونا؟ في مسألة دارفور هل حاوروا المعارضة؟
هم لا يريدون أن يتكلموا معنا، والحوار فيه طرفان فكانوا لا يريدون أن يتكلموا معنا في مصير السودان وفي بنية السودان دعك من اقتصاد السودان، لكن الآن جاء فتح، وطبعاً نحن سياسيون.
إذا رفض زول يتكلم معنا نستخدم وسائل سياسية بالمظاهرات والإضرابات. وهنالك ناس (تانيين) اضطروا لاستخدام السلاح في الدفاع عن أنفسهم وشرحنا لهم حتى لا يفتكروا أن هنالك تناقضاً في المواقف وحركة القوى السياسية أن تتكلم كلها إن شاء الله.
وكشف «الترابي» عن توجيه لسفراء دول الاتحاد الأوروبي لأسئلة مختلفة عن الأوضاع بالبلاد، وقال جاوبناهم نحن. وبخصوص تلقي المؤتمر الشعبي لدعوى أوروبية لحوار الأحزاب السياسية السودانية في ألمانيا قال «الترابي» هم لم يقدموا لنا دعوة، ونحن قلنا لهم جبنا «وليم دينق» والمتمردين من دون أن نعمل معهم وقف إطلاق نار ولا هدنة، وأعطيناهم حصانة مثل التي يتمتع بها الدبلوماسيون، ويقولوا رأيهم داخل البلد ويتصلوا بمن لديهم معهم علاقات ويمكن أن يحصل هنا، وليس لدينا اعتراض جوهري في أن يحصل وين لأن العالم يمكن أن يجتمع في أي مكان عشان يتكلموا ، ونحن نعرف أن هذه القضية ليست عالمية وهي حادة في بعض الأقاليم ولكنها عامة في السودان وتحد في بعض الأقاليم وليس لدينا اعتراض جوهري ولكن نؤثر أن تكون في السودان عشان الناس (الجايين) يكونوا موصولين بالسودانيين في الداخل.
ويقول أمين الإعلام والناطق الرسمي باسم حركة العدل والمساواة السودانية والقيادي في الجبهة الثورية جبريل آدم بلال حول لقاءات رئيس اليوناميد) مع قادة الجبهة الثورية.. إن لقاءات رئيس (اليوناميد) بقادة الحركات الثورية ولقاءاته مع  الرئيس الأوغندي» يوري موسفيني» جاءت بناء على طلب الأخير بحثاً عن حلول سلمية للأزمة السودانية في دارفور، على حسب التفويض الممنوح له. طرح رؤساء الحركات مواقف الجبهة الثورية وتمسكوا بالسلام الشامل في السودان، مع مراعاة خصوصيات أقاليم النزاع، وطالبوا مسؤول (اليوناميد) بضرورة توسيع التفويض وتوحيد الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام في السودان، بحيث تخاطب مطالب السلام الشامل.
وحول النتائج المأمولة من مفاوضات «أديس أبابا» ورؤية حركته لها،  أشار» بلال» إلى وجود تفاهمات في إطار الجبهة الثورية السودانية، بأن السلام في السودان لا يتم إلا في إطاره الشامل. وقال: (المؤتمر الوطني لا يريد ذلك ولا يريد أن تجتمع الجبهة الثورية في منبر سياسي واحد ووسيط واحد، لأنهم مدركون للهزيمة السياسية في حالة مفاوضة الجبهة الثورية مجتمعة. ومازالت مكونات الجبهة الثورية متمسكة بمواقفها تجاه السلام الشامل سواءً في أديس أو غيرها ولا نقبل غير السلام الشامل).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية