مجرد سؤال

و لوزير الثروة الحيوانية نقول

منطقة الكدرو ببحري والتي احتضنت أول مستشفى بيطري تعليمي الأسبوع الماضي احتضنت من قبل مسلخ الكدرو والذي يعتبر من أكبر المسالخ بالبلاد وذلك لكونه يتمتع بكل مواصفات الصادر.
مسلخ الكدرو بالرغم من الميزات الكبيرة التي يتمتع بها إلا أن البلاد لم تستفد منه كثيراً وذلك إذا علمنا حاجة البلاد العربية وغير العربية للحوم السودانية والتي تتميز بكثير من الميزات النسبية والتي قل أن تجدها في كثير من البلدان التي حباها الله بثروة حيوانية كبيرة.
نعم سلامة القطيع القومي تعتبر من أهم الأولويات كما أكد ذلك وزير الثروة الحيوانية د. «فيصل حسن إبراهيم» … فسلامة القطيع يتم توفيرها عبر المستشفى البيطري.
ولكن يبقى السؤال… أين يقف صادرنا في مجال الثروة الحيوانية، ونحن اعددنا العدة من مستشفيات ومسالخ؟؟ لماذا لم نحدث أنفسنا بضرورة تطوير الصادر ونحن نمتلك جميع المقومات التي تؤهلنا لنكون الدولة الأولى في مجال الثروة الحيوانية.
وبالطبع نحن الدولة الأولى في مجال الثروة الحيوانية ولدينا المئات من الحيوانات والمراعى الطبيعية التي تجعل إنتاجنا من الثروة الحيوانية خالياً تماما من الأمراض أضف إلى ذلك فإن الكثير من الدول التي تذوقت طعم اللحم السوداني أصبحت لديها قناعة راسخة جداً في الأذهان بأن اللحوم السودانية لا بديل لها.
إذن من هذا المنطلق وما دام لدينا كل المقومات لابد أن نزيل كل العقبات التي تقف أمام الصادر وأن نوفر كل المواعين التي من شأنها أن تعين على انسياب الصادر وأن نزرع الثقة في نفوس المصدرين الذين أصابهم الإحباط.. فعدم وجود رؤية واضحة للصادر جعل من معظم المصدرين ترك هذه المهنة والاتجاه إلى مهن أخرى وبالتالي ضاعت علينا فرص أخرى كثيرة كان أهمها توفير العملات الأجنبية ونحن ما أحوجنا إليها بالإضافة إلى تمثيل السودان في الأسواق العالمية… أسواق المواشي الحية والمذبوحة.
نعم المذبوحة فنحن ما زلنا في مربع تصدير اللحوم الحية فقط وذلك بالرغم من أن اللحوم المذبوحة تكون قيمتها المضافة أكبر بكثير من تلك الحية ولكننا نصدر الحي وقد يصل في شهر أو أقل بذلك بقليل… يصل ضعيفاً منهك القوى وهزيلاً الأمر الذي ينعكس على أسعاره.
ولكن في المقابل إذا صدرناه مذبوحاً فإن هذا هو الاتجاه الصحيح وذلك إذا أردنا فائدة وقيمة إضافية كبرى.
وكما قلت فالمقومات متوفرة فلدينا المسلخ والآن المستشفى البيطري … فالجهات التي تطلب الحي لابد أن تزور هذه الأشياء باعتبار أنها تسعى دوما لسلامة المستهلك، ونحن في المقابل نسعى على الدوام على السمعة الطيبة التي تعود إلينا بالمزيد من المستثمرين والمستوردين.
أيضا لابد لنا ونحن نمتلك كل مقومات النجاح في مجال الثروة الحيوانية أن نفتح المجال للقطاع الخاص والمستثمرين المحليين والأجانب شريطة أن تمتلك المقدرة المالية الكبيرة التي تؤهلها للانطلاق بهذا القطاع وأن نوفر لها كل سبل الانطلاق وأن ننشئ ونطور ونهيئ كل ما من شأنه أن يجعل المستثمر يعمل بقوة وحماس، فهذا الأمر من شأنه أن يعود لنا بالكثير من المستثمرين طالما أنهم وجدوا البيئة الجاذبة.
فعلى وزارة الثروة الحيوانية ممثلة في وزيرها الهمام د.»فيصل حسن إبراهيم» تطوير هذا القطاع والانطلاق به نحو العالمية والجلوس مع المصدرين ووكالة الصادرات من أجل وضع خطة للارتقاء بالثروة الحيوانية وتسخير كل الإمكانيات لتنفيذها وبعد داك براكم شوفوا البيحصل شنو؟
الإهمال سادتي وراء كل العقبات… فلابد من التذليل لنعلن بداية عهد جديد للثروة الحيوانية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية