أخيره

القضاء الماليزي ينقذ طالباً سودانياً من حبل المشنقة

لحظات من الصمت سادت محكمة الاستئناف الفيدرالية العليا بماليزيا، قبل أن ينطق قاضيها بحكمه. وما أن تلى الحكم الذي بين يديه – بعد مداولات تمت بين خمسة قضاة يمثلون المحكمة – حتى صاح “مهند” بعلو صوته (الله أكبر).. بعدها دوىّ التكبير في جنبات القاعة التي امتلأت بأفراد الجالية السودانية وأصدقاء “مهند” في كوالامبور، وبدا الجميع في حالة من الفرح الهستيري .
ونقل “طه إسماعيل” والد “مهند” لـ (المجهر) صورة ذهنية عن ما جرى في آخر محاكمات ابنه التي تطاولت، قائلاً: (جلسنا نحن أفراد أسرته ومعنا أفراد السفارة السودانية في ماليزيا، بمن فيهم السفير “خالد شكري”، مصطفين في المقاعد التي كانت خلف “مهند”، إذ يجلس هو وهيئة الدفاع في الصف الأول أمامنا مباشرة.. وكان “مهند” رغم قناعته الراسخة ببراءته مضطرباًً.. كانت اللحظات التي سبقت النطق بالحكم عصيبة، لكننا كنا مطمئنين، لأن هيئة الدفاع أرفقت أهم مستند في ملف القضية مما حوّل مجرى الاحداث، وهو إقرار الطبيب الشرعي الذي حدد سبب الوفاة.. وهو ذات المستند الذي أخفاه قاضي المحكمة الأولى عند سير المحاكمة، وأفلحت هيئة الدفاع – المكونة من محامين ماليزيين – في ابرازه الآن .
{ بداية المأساة!!
كُتبت لـ “مهند” – ابن التاسعة والعشرين – حياة جديدة بعد أن ظل رهن الاعتقال لمدة تزيد عن الأربعة أعوام، صدر خلالها في حقه حكم بالإعدام ايدته محكمة الاستئناف الأولى.
مأساة “مهند” تعود إلى العام 2009 حينما اتهم بقتل الطفلة الماليزية “ايلينا” ذات الأعوام الثلاثة. وقضى “مهند” سنيّ حبسه مرتقباً ومنتظراً الفرج من الله، ويأتيه الأمل عبر مآقل إخوته الثلاثة ووالده ووالدته، الذين ظلوا يتناوبون على زيارته طوال تلك السنوات.. ويقول “طه” – المقيم وأسرته في المملكة العربية السعودية منذ (36) عاماً: (لا يمر علينا شهر دون أن نزور مهند.. فعلى الرغم من أن أفراد الاسرة يقيمون في المملكة العربية السعودية إلاّ أنهم لم ينقطعوا عن زيارة ابنهم الذي يتوسط أخوته الثلاثة).
{ فرحة وشكر
قصد “مهند” بلاد التعدد العرقي في العام 2008 للتخصص في دراسة إدارة الأعمال، وهو الأمر الذي لم يمكنه القدر من إكماله، لكن والده سيدفعه الى اكمال تعليمه في السودان.. هكذا قال .
كان صوت والد “مهند” يبدو عليه الفرح والسعادة.. وحديثه تتخلله بعض الضحكات سرعان ما يختمها بحمد الله والثناء عليه.. ولم ينس في غمرة سعادته أن يشكر جميع أفراد السفارة السودانية في ماليزيا لوقوفهم إلى جانب ابنه.. وكذلك أثنى على وزارة الخارجية هنا في الخرطوم لمؤازرتها إياه. وأثناء حديث والد “مهند” لم ينقطع عن مسامعنا صوت والدته التي لم تتوقف عن الرد على المكالمات الهاتفية.. لذا تعذر علينا الحديث معها.
هذا وتبقت لـ “مهند” ساعات قليلة، ويعود إلى دفء أسرته.. فحسب والده (إبن مدينة أم درمان – حي الضباط) فإنهم بانتظار اكتمال إجراءات الإفراج عنه وتسلم الأوراق الخاصة به، بالتنسيق مع السفارة السودانية، ومن ثم سيعودون إلى السودان مباشرة للاحتفال مع الأهل بسلامة رجوع إبنهم .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية