«الترابي» و«غازي صلاح الدين» يعلنان التنسيق السياسي و«جبريل إبراهيم» يكتب عن المفاجأة
لم يكلف الأمين العام للمؤتمر الشعبي «حسن الترابي» منذ صباح أمس (الأربعاء) نفسه كثير عناء عندما اصطحب معه رفيق عمره «إبراهيم السنوسي» والأمين السياسي للحزب «كمال عمر» في مشوار صغير إلى جاره في شارع (أوماك) الذي لا يبعد عنه سوى كيلومترات معدودة ويلتقي رئيس حركة الإصلاح الآن – في داره الجديدة – «غازي صلاح الدين» و»سامية هباني» و»أسامة توفيق». في الوقت الذي حبست فيه الخرطوم أنفاسها تنتظر الخطاب الثاني للرئيس «عمر البشير» يوم (الثلاثاء) القادم عقب عودته من قمة الاتحاد الأفريقي بدولة إثيوبيا، وما خلفه الخطاب من ردود أفعال جعلت رئيس حركة العدل والمساواة «جبريل إبراهيم» يكتب مقاله: « المفاجأة في المفاجأة» يبتدره بالقول: (كان صديقنا الأديب الأريب المهندس «محمد علي فؤاد» – عليه رحمة الله – يقول عندما يسأله الناس عن طريق الإنقاذ الغربي الذي كان مسؤولاً عنه واستشهد وهو يتفقده، كان يجيبهم بأسلوبه البليغ “الطريق في الطريق”. ونحن عندما نُسأل عن المفاجأة في خطاب «البشير» الذي انتظره الشعب بشغف بعد أن بذل المؤتمر الوطني جهداً خارقاً في الترويج له داخلياً وخارجياً، لا يسعنا إلا أن نستعير قالب صديقنا الشهيد لنقول إن “المفاجأة في المفاجأة” عينها).
كما سارعت الجبهة الثورية إلى إخراج بيانها حول الخطاب ممهوراً بتوقيع رئيسها «مالك عقار». لكن رئيس دائرة الصحافة بأمانة الإعلام في المؤتمر الوطني «مجدي عبد العزيز» يسارع إلى توضيح ملابسات ما نقلته الصحف عن مساعد الرئيس «إبراهيم غندور»، ويقول في رسالة نصية لـ(المجهر): (الحديث عن لقاء إعلامي مرتقب للرئيس الذي أدلى به بروفسور «غندور» بالمؤتمر الوطني – نقل خطأ عبر بعض الصحف أنه خطاب آخر للسيد الرئيس، نؤكد وباسم البروفسور «غندور» أنه لا خطاب آخر للرئيس، وإنما نشاط إعلامي لتوضيح وشرح مرامي وثيقة الإصلاح والخطاب الأخير).
وبعيداً عن قول «مجدي»، شرح رئيس الجمهورية «عمر البشير» على هامش مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي المقرر انعقادها اليوم (الخميس) بأديس أبابا لـ»ثابو أمبيكي» رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ما تناوله في خطابه للأمة السودانية.
وقال رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى «ثابو أمبيكي» عقب اللقاء إنه بحث مع الرئيس «البشير» مسار العلاقات بين السودان ودولة جنوب السودان, لافتاً إلى أنه نقل للبشير تأكيدات دولة الجنوب وحرصها على إنفاذ اتفاقيات التعاون المشترك مع السودان وذلك خلال لقائه نائب رئيس دولة جنوب السودان مؤخراً.
وأشار «أمبيكي» أنه استمع إلى شرح من الرئيس «البشير» حول وثيقة الإصلاح الشامل والجهود المبذولة لتوحيد الصف الوطني. وعبر «أمبيكي» عن تقديره الكبير للدور الذي يقوم به الرئيس «البشير» لتوحيد أهل السودان وتحقيق الوفاق الوطني .
وفي دار المؤتمر الشعبي قال «كمال عمر» للصحفيين في المنبر الإعلامي لأمانة الشباب الدوري إن الشيخ «حسن الترابي» في زيارته لدار (حركة الإصلاح الآن) اجتمع مع «غازي صلاح الدين» بغرض التنسيق السياسي والفكري بين الحزبين في المرحلة المقبلة. وأشار إلى أن النقاش اتسع للوضع السياسي في البلاد.
وأضاف كمال بالقول:(في اليومين الماضيين التقينا عدداً من القوى السياسية ونريد أن نوسع دائرة طوافنا على الأحزاب بغرض توحيد الساحة السياسية لأننا نشعر أن القادم يحتاج إلى توحيد للقوى السياسية وستتواصل اتصالاتنا بالجبهة الثورية لحل أزمة البلاد من خلال حوار سياسي يفضي إلى حل وفاقي).
وأشار «كمال» إلى تضييق الحكومة للحريات وانتقد وضع (19) نقطة ضمن الخطوط الحمراء لإعادة إصدار صحيفة (رأي الشعب) وزاد:(هذه صحيفة معارضة وحرة تلتزم بالدستور ولا تقبل قوانين الطوارئ ولن نلتزم بالخطوط الحمراء، وهي صحيفة للمعارضة وتعبر عنها).
وحول حضور الشيخ «حسن الترابي» لخطاب رئيس الجمهورية يقول «كمال»: (الرئيس الأسبق «جعفر نميري» سجن إخواننا لسنوات ونحن ما عندنا تارات مع زول وتهمنا القضية الأساسية للبلد وقضية الدين، وليس هنالك حزب سياسي يرفض الحوار).
وأشار كمال إلى أن المؤتمر الشعبي توقع أن يعلن الرئيس في خطابه سياسات جديدة للمرحلة المقبلة ويتناول قضايا الوضع الانتقالي، وقال:(وصلتنا تسريبات من قيادات بالمؤتمر الوطني أنهم يقبلون بالوضع الانتقالي الكامل ولذلك رجحت الأمانة العامة للحزب أن يستجاب لدعوة المؤتمر الوطني بحضور الخطاب من أجل مصلحة الوطن).
وأضاف:(خطاب «البشير» يحتاج إلى مفسر والأمر الآن بيد الرئيس ليصحح الوضع المختل والمعتل الذي حدث في قاعة الصداقة).
وأكد «كمال عمر» تمسك المؤتمر الشعبي بالعمل مع تحالف قوى الإجماع الوطني والالتزام بالوثائق مثل البديل الديمقراطي والدستور الانتقالي. وأشار إلى أن قيادة حزبه لم تغير قرارها وخطها السياسي الداعي لإسقاط النظام.
ونبه «كمال عمر» إلى أن دعوة المؤتمر الوطني لبعض الأحزاب السياسية كانت باستخفاف وقال:(لا نقبل أن يمارس المؤتمر الوطني سياسة الخيار والفقوس في توصيل الدعوات إلى الأحزاب ولا نقبل الإهانة في توصيل الدعوة إلى الحزب الشيوعي قبل ساعات فقط من الخطاب ودعوة الوطني لحزب البعث كانت عزومة مراكبية).
وزاد:(المؤتمر الوطني لا يعرف العلاقات السياسية ونحن لا نتوحد معهم بالتواجد في القاعات الكبيرة).
ويقول وزير الدولة بوزارة الإعلام «ياسر يوسف» في تعليق له على خطاب الرئيس (إن الخطاب لا يعد إصلاحاً شاملاً بل للتعبير عن ما حوته وثيقة الإصلاح الشامل التي صاغتها لجان المؤتمر الوطني).
وطالب «يوسف» الأحزاب بعدم وضع شروط مسبقة للحوار، وأوضح أن الوثيقة ستطرح على المكتب القيادي ومجلس شورى المؤتمر الوطني لإجازتها. وأشار إلى أن خطاب الرئيس ركز بشكل أساسي على قضايا السلام والوفاق الوطني والنهضة الاقتصادية، إضافة إلى قضايا الهوية والعلاقات الخارجية.
ويقول بيان الجبهة الثورية – تضم حركات مسلحة من دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال- إن أي محاولة من قيادة المؤتمر الوطني للالتفاف على المطالب العادلة للشعب السوداني في التغيير ستواجه بالرفض والتصدي من الجبهة الثورية. وذكر البيان أن المدخل الصحيح لحل الأزمة هو الاعتراف الصريح بحجم الأزمة وقبول الشركاء الوطنيين كافة في حلها على قدم المساواة. ورأى البيان أن حل الأزمة يتطلب إنهاء الحرب عبر معالجة الأزمة الإنسانية ومخاطبة جذور الأزمة السياسية وإزالة المظالم التاريخية المتمثلة في حق المواطنة بلا تمييز والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاعتراف بحق الآخرين، وإشاعة الحريات فوراً واحترام حقوق الإنسان كافة لخلق أرضية ملائمة للحوار الوطني وإطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى والاتفاق على حكومة انتقالية قومية جديدة، وتتولى الحكومة القومية الانتقالية الجديدة عقد مؤتمر دستوري للإجابة على السؤال المحوري كيف يحكم السودان؟ وإقامة انتخابات حرة ونزيهة برقابة دولية.