رأي

أخطاء الإخوان في مصر

رغم أن جماعة الإخوان المسلمين يوصفون بأنهم الأفضل تنظيماً وتنفيذاً للحملات إلا أنهم دائماً ما يخطئون في التحرك، في مداه وتوقيته وتوقيت إيقافه. لا يصدق هذا الذي يقال في الإعلام عنهم من أنهم جماعة إرهابية. ولا هذا الفخ الإعلامي المتواصل الذي يربط اسمهم بالإرهاب وينفي عنهم صفة الإسلامية.
لكن على الجانب الآخر فإننا نجد أن تنظيم الإخوان كان يصمت حيث لا ينبغي أن يصمت، ويتحدث دائماً في الموضوع الخطأ وفي التوقيت الخطأ. صمتوا طويلاً على الحملة التي اتهمتهم أنهم جماعة إرهابية، وتركوا الساحة لأعدائهم يواصلون الدعاية ليلاً ونهاراً في هذا الاتجاه، حتى لم يبق أحد في طول مصر وعرضها لم يتهمهم بالإرهاب. وكان أعداؤهم دائماً أذكى منهم إذ استخدموا الدراما والكاريكاتير والفن التشكيلي لتشويه سمعتهم، دون أدنى تحرك منهم ولو لأداء واجب. ولا أعرف هل كان ذلك ترفعاً أم احتقاراً، لكنه في كل الأحوال لم يكن في صالحهم.
كان بإمكان تنظيم كبير كالإخوان توظيف عشرات الفنانين وإعطائهم مبالغ كبيرة للرد على الدعاية السوداء الموجهة ضدهم، لكنهم اكتفوا بالصمت بينما خصمهم يتحرك في كل الاتجاهات مستخدماً كل أنواع الفن للدعاية ضدهم.
الأفلام التي أنتجت لربط اسمهم بالإرهاب كان بالإمكان إنتاج أفلام للرد عليها دون الإعلان أنها رد على أحد. وكان بالإمكان إنتاج أفلام تستلهم التراث الإسلامي والمواقف التاريخية مثل موقف سيدنا “عمر بن الخطاب” من ابن “عمرو بن العاص”، عندما صفع شاباً مصرياً وقال له خذها مني وأنا ابن الأكرمين، فاستدعاه “عمر” إلى المدينة ليقول له متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً. فصار قوله هذا شعاراً لمنظمات حقوق الإنسان حتى اليوم. تخيلوا فيلماً أو مسلسلاً عن هذه القصة الواقعية ألا تمثل هذه القصة أقوى دعاية للإسلام.
كلنا لاحظنا حماس الناس في دور السينما مع قصص الأبطال المسلمين، وكيف كان الناس يصفقون في بعض المواقف إعجاباً. لماذا لم يفكر الإخوان المسلمون في ذلك وفي مصر هناك النجوم الذين هم على استعداد للتمثيل في هكذا أفلام، لأنها تعطي أعلى الأجور، وهي تعطي أعلى الأجور لأنها الأعلى دخلاً أي أنها لا تخسر بل تربح.
كان بإمكان الإخوان إنشاء أكبر شركة إنتاج سينمائي لها رأسمال ضخم تنتج أفلاماً مضمونة الربح، وهي في نفس الوقت أفضل دعاية للمباديء الإسلامية. كان بإمكان الإخوان تغيير مسار الفن السينمائي فلا يكون أفضل دعاية للسجائر والخمور كما هو الحال الآن، بل دعاية للمباديء الإسلامية فيسهمون في تغيير سلوك آلاف الشباب.
حتى الآن لازالت هناك فرصة ولا بد من تغيير المفاهيم التي تعتبر السينما رجساً من عمل الشيطان، لأنها يمكن أن تكون خيراً ويمكن أن تكون شراً حسب الاستخدام. هل لاحظ الإسلاميون حماس الناس للأفلام التي تقدم قصصاً من التاريخ الإسلامي. ألم يلاحظوا تصفيق الناس في بعض المواقف حماساً وإعجاباً. هذا يؤكد أن الناس يتحمسون للأفلام التي تقدم تاريخهم الحقيقي. ألم يلاحظوا حماس الناس مع مسلسل “عمر بن الخطاب” الذي عرض في رمضان قبل الماضي. لماذا لم تمضِ الدراما في هذا الاتجاه ولو كانت ليس هناك عائدات، أول نتيجة ستكون عرض العمل في كل الدول الإسلامية لو صحبته الترجمة.
العمل الإسلامي ناقص إذا لم يصحبه الفن السينمائي والتلفزيوني. آن الأوان لتغيير نظرتنا للفن والسينما خاصة، الآن فلنبدأ البداية الصحيحة وبها نحطم الأوهام.
> سؤال غير خبيث
هل توافق أن مسلسل “عمر بن الخطاب” شاهده كل المسلمين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية