أخيره

عملاق الـ (B.B.C) السوداني "إسماعيل طه": تركت الهلال وشجعت المريخ لهذا السبب .. وهذه (العقرب) لا أنساها!!

بحر من التجارب والخبرة والمعلومات.. إذاعي ضليع وسياسي خبرته المنابر.. بسيط في تعامله مع الآخرين رغم إمكاناته وقدراته الهائلة.. يدهشك بالمعلومات التي يحملها..
حاولنا في هذا الحوار القصير أن نتعرف على جوانب مختلفة من حياته.. مولده ونشأته ودراساته.. محطات مهمة في حياته، كيف التحق بهيئة الإذاعة البريطانية.. وأول عمل قدمه.. برامج أكسبته شهرة.. هوايات مارسها.. أيام فرح عاشها وأيام حزن.. نادٍ رياضي حرص على تشجيعه.. فنان يفضل الاستماع إليه.. وقد سألناه في بداية حوارنا:
} من أنت؟
– “إسماعيل طه” من مواليد الشمالية منطقة “مورا”، تلقيت بداية تعليمي بخلوة الشيخ “ود صالح فضل”، ولم أمكث فيها طويلاً، وما زلت أحس ببعض نقاط الضعف فيَّ لعدم إكمالي الخلوة، ومن ثم التحقت بمدرسة كريمة الأولية، ثم البركل المتوسطة، ومن ثم انتقلت إلى مدرسة عطبرة الثانوية، ولم أكملها، فانتقلت مع والدي إلى مصر والتحقت بمدرسة عين شمس الثانوية، ومنها التحقت بجامعة فؤاد كلية الهندسة، ولما لم تكن الهندسة رغبتي عدت إلى السودان والتحقت بجامعة القاهرة الفرع كلية الآداب.
} ومحطتك الأخرى؟
– عملت في مجال التدريس، وخيرت وقتها في العمل إما بـ (أرقو) أو كسلا، فاخترت (أرقو) لأنها كانت الأقرب إلى منطقة الوالدة.
} وبعدها؟
– استقلت من التدريس وعملت بنادي أم درمان الثقافي مع الأخ “علي عبد الله يعقوب” الذي سبق أن جندني لحركة الإخوان المسلمين ونحن بالقاهرة، ونادي أم درمان الثقافي أنشأته الحركة الإسلامية لمناهضة المد الشيوعي، ومنه انطلقت أول حملة لحل الحزب الشيوعي إبان حكومة “الصادق المهدي” وعندما اشتد الصراع طلب منا الخروج من السودان.
} وإلى أين اتجهت؟
– سافرت إلى المملكة العربية السعودية وعملت في مجال التدريس، وكنت أكتب في بعض الصحف، وفي أحد الأيام زار وفد من حركة الإخوان المملكة، وكان من ضمن الوفد “يس عمر الإمام” و”جعفر شيخ إدريس” و”الرشيد الطاهر بكر”، وطلبوا مني مرافقتهم إلى مكة لحضور مؤتمر إسلامي أقامته رابطة العالم الإسلامي، وخلال المؤتمر تعرفت على الدكتور “سعيد رمضان”، وطلب مني زيارته بأحد الفنادق، وعندما التقيته طلب مني تقديم أي مقالات جاهزة، فقدمت له مقالاً بعنوان (سلمان الفارسي ملاح طوى شراعه عند شاطئ النور)، والثاني عن الهجرة، وفي زيارة لاحقة للملكة طلب مني مرافقته للعمل بجنيف، وبالفعل سافرت وعملت بمجلة (المسلمون)، وواصلت دراستي بجامعة جنيف قسم الأدب الإنجليزي، وبعد أن أكملت دراستي قررت العودة للسودان.
} وأين كانت محطتك بالسودان هذه المرة؟
– عملت بجريدة الميثاق الإسلامي، وبدأت أكتب بعض المسلسلات، وكان مسلسل (أبو ذر الغفاري) أول عمل أقدمه للمسرح، فاشتهرت بعد ذلك في مجال المسرح والإذاعة، وعملت بوزارة الإعلام، وكنت مساعداً للماحي إسماعيل، وأنشأنا معهد الموسيقى والمسرح، ووقتها تغير النظام الديمقراطي وحل النظام المايوي بديلاً عنه، فوجدت بعض المضايقات بعد الاعتقال، وما كان من مفر إلا الخروج من السودان، فأرسل لي صديق كان يعمل بأبوظبي، وهاجرت وعملت بإذاعة دبي لمدة عامين.
} وكيف التحقت بهيئة الإذاعة البريطانية؟
– في قراءتي آخر فقرات نشرة التاسعة بإذاعة دبي، طلب مني مدير الإذاعة “رياض الشعيبي” – فلسطيني الجنسية – تناول فنجان قهوة بمكتبه، وعندما جلسنا سوياً سألني عن حالي، فأجبته باللهجة السودانية (غايتو).. فقال لي: أنا أرغب في ترك الإذاعة للعمل بالـ (بي بي سي) فهل ترغب في فترة تدريب لمدة ثلاثة أشهر بها؟! ولم أمانع، فاتصل على الفور بمدير المركز الثقافي البريطاني وطلب مقابلتي وأجرى لي امتحاناً تحريرياً بمكتبه وامتحان صوت بإذاعة دبي، ومن ثم سافرت إلى لندن وعملت في القسم العربي بالإذاعة.
} هل تذكر أول عمل قدمته؟
– كنت أترجم بعض أعمال المراسلين من الإنجليزي إلى العربي، وشاركت في قراءة تلك التقارير، ومن ثم شاركت في برنامج (عالم الظهيرة)، وبعدها قدمت العديد من البرامج مثل (مشاهد وأحداث) الذي كان يشاركني فيه الأخ “فيصل القاسم”، بجانب المقابلات و(العالم هذا الأسبوع) والحوارات.
} أول مقابلة إذاعية مع من كانت؟
– كانت مع رئيس وزراء لبنان “صائب سلام”، وهذه المقابلة جعلتني مكان ثقة للمسؤولين بالهيئة، ومن ثم أجريت مقابلة مع “الصادق المهدي” بعد المصالحة الوطنية، ومقابلة مع وزير خارجية ليبيا “التريكي”، ومن ثم أجريت مئات الحوارات.
} هل كنتم أحراراً في ما تقدمونه عبر الـ (بي بي سي)؟
– الإعلام البريطاني له مساران، الأول المحلي، وهذا يخدم الجماهير في بريطانيا، وحريته بنسبة (100%)، أما الموجة مثل القسم العربي بـ (البي بي سي)، فهذا موجه، ويمول من وزارة الخارجية، والإعلام الموجه لا يمكن أن يكون حراً.
} هل حصلت على الجواز البريطاني؟
– نعم، وبناء على رغبة أبنائي، ولكن لا أستخدمه إلا في أوروبا، وعندما أحضر إلى السودان استخدم الجواز السوداني.
} وقتها هل كانت لك هوايات؟
– التمثيل.. وكنت لاعب تنس طاولة وكرة قدم وسلة وهوايتي المفضلة القراءة.
} وفي أي المجالات كانت قراءتك؟
– قرأت كثيراً في المسرح العالمي والتاريخ، وتعجبني السير الذاتية، خاصة للغربيين الذين يكتبونها بصورة ملهمة، وقرأت لـ “جيمس حكهان” و”فرانك سلاتي”، وتعجبني عبقرية الإمام لـ “العقاد” والوعد الحق لـ “طه حسين” و(أباطيل وأسمار) لـ “محمود شاكر”.
} في مجال الرياضة.. هل هناك نادٍ حرصت على تشجيعه؟
– كنت أشجع الهلال، وعندما اكتشفت “كمال عبد الوهاب” بدأت أشجع المريخ، وتركتها بعد الرياضة الجماهيرية.
} فنان تفضل الاستماع إليه؟
– تعجبني أغنيات لدى بعض الفنانين مثل “عثمان حسين” و”الكابلي” و”وردي” و”محمد الأمين”.
} يوم فرح عشته؟
– كل يوم جديد يمثل فرح داخلي بالنسبة لي.
} ويوم حزنت فيه؟
– عند وفاة الوالدة وأنا بالمملكة العربية السعودية.
} من الصباحات التي لا تنساها؟
– عندما لدغتني عقرب وأنا بمدينة عين شمس، إذ أفقت وأنا على سرير أبيض ومنطقة هادئة فتلك لحظة لم تفارق مخيلتي أبداً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية