الديوان

ملف خاص عن رحيل «مصطفى سيد أحمد» و«محمود عبد العزيز»

مصطفى سيد أحمد
} «مصطفى سيد أحمد المقبول مختار عمر الأمين»، مغن من منطقة (ود سلفاب) ريفي الحصاحيصا ولاية الجزيرة، برز في نهاية السبعينيات عبر (مهرجان الثقافة)، رغم أن مهنته الأساسية هي التعليم، فقد عمل بالمدارس الثانوية لفترة طويلة من حياته. عُرفت عنه لونية خاصة من الكلمات المعبرة واهتمامه بقضايا البسطاء والمحرومين، وانحيازه القوي والصريح للبسطاء والكادحين. حمل على عاتق حنجرته هموم الناس في قالب لحني مميز يجمع بين الأغنية الشبابية والوقار في نفس الوقت، لذا كان مفضلاً من قبل النخبة والمثقفين وشباب الجامعات وبسطاء الناس. ولهذه الميول وجد «مصطفى سيد أحمد» نفسه محاصراً من قبل بعض النافذين حكومياً لأنه كان يميل للبسطاء والمحرومين.
} غنى «مصطفى» لعدد كبير من الشعراء الذين كانوا وقتها مغمورين، ولكنهم أصبحوا بعد ذلك من العلامات الشعرية المميزة.
} قدم مدرسة متكاملة في الألحان والكلمات غير المألوفة واقتفى أثره عدد كبير من الفنانين الذين مضوا على نهجه.
} حاصره المرض فهاجر إلى خارج البلاد بحثاً عن العلاج والأمن.. ولكنه عاد إلى البلاد بعد غمضته الأخيرة في 17/1/ 1996م، وكان هناك آلاف المشيعين بمطار الخرطوم في انتظار نعشه القادم من العاصمة القطرية (الدوحة).
} محمود عبد العزيز
} ولد «محمود عبد العزيز محمد علي بن عون» في يوم الاثنين السادس عشر من أكتوبر سنة 1967م، بمستشفى الخرطوم.
} نشأ في (حي المزاد) العريق بالخرطوم بحري في أسرة بسيطة يحفها حنان ورعاية الجد الحاج «محمد طاهر» والجدة الحاجة «نفيسة» وأمه الحاجة «فايزة» وأبيه الحاج «عبد العزيز».
} لفت الأنظار بسرعة بديهته وحفظه للعبارات التي يسمعها وهو ما زال ابن ثلاث سنوات. أحب التمثيل منذ الصغر وكان يصنع من مقاعد المنزل مسرحاً ليمثل عليه مع أقرانه.
} في العام 1974م أدخله والده (روضة الحرية) بالحي، وبعد أن أكمل مرحلة التعليم قبل المدرسي انتقل إلى (مدرسة الحرية الابتدائية).. هذه الفترة شهدت نمو موهبته في التمثيل وبداية المشوار.
} ذهب الطفل الصغير إلى التلفزيون للمشاركة في (برنامج الأطفال)، وداخل الحوش الكبير التقى بـ»يوسف عبد القادر» و»عفاف حسن أمين».. وبينهما شاهده الممثل الكبير «محمد شريف» فأشاد بشجاعته والموهبة التي يتمتع بها.
} بعدها شارك في مسرحية (أمي العزيزة)، ولفت الأنظار إليه وبدأت الإرهاصات الأولى بمولد فنان له شـأن عظيم.
} برز نجم «محمود» في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وأصبح خلال فترة وجيزة نجم الشباك الأول من بين الفنانين الشباب. ورغم المتاريس المتتابعة التي وجدها «محمود» في طريقه، إلا أنه استطاع أن يثبت نفسه على رأس قائمة المبدعين الشباب لأكثر من عقدين من الزمان، لم يستطع أي مطرب آخر أن ينافسه. وقد أطلق عليه معجبوه عدداً كبيراً جداً من الألقاب منها: (الأسطورة)، (الجان) و(الحوت).
} رحل «محمود» في صبيحة 17/1/2013م بالعاصمة الأردنية «عمان»، واحتل (الحواتة) وقتها مطار الخرطوم حتى الساعات الأولى من الصباح في انتظار وصول جثمانه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية