رأي

الخمور في مسلسلات المسلمين

حدثتكم ذات مرة عن الترويج لتدخين السجائر عبر المسلسلات التلفزيونية، عندما يعرضون البطل وهو يدخن في استمتاع في أحد المشاهد. منذ ذلك المقال بدأ كثيرون يراقبون المسلسلات، وقد لاحظوا أن التدخين يتم بصورة مبالغ فيها، فعلى رأس كل دقيقة هناك مشهد تدخين للبطل أو البطلة بطريقة لا شك لدى أحد في أنها دعاية مقصودة.
وآمل أن يكون المشاهدون قد لاحظوا مؤخراً كثرة مشاهد شرب الخمر، لدرجة أن جيلاً بأكمله ينشأ الآن وفي ذهنه أن الضيف بدلاً من كوب الشاي أو العصير يقدم له كأس ويسكي أو كونياك، لدرجة بعد سنوات قليلة سنرى هذا السلوك عادياً، لأنه يقدم في المسلسلات ببساطة وكأنه من أمور الحياة اليومية.
هذا أمر أخطر من تدخين السجائر، لأن تلك أضرارها تقف عند صحة مدخنها ولا تتعداه إلى غيره، لكن الخمور ضررها يعود على المجتمع كله. فالشخص السكران يمكن أن يأتي بكل الموبقات كما تؤكد محاضر الشرطة. والخمر يؤثر على الأخلاق لأن السكران يمكن أن ينتهك الأعراض ولا يحس أنه أتى جرماً.
لاحظت في المسلسلات الأخيرة أن المسلسل لا ينتهي دون أن تكون فيه عشرات المشاهد للخمور التي تقدم للشخص على أساس أنها من موجبات إكرام الضيف. ربما كان الممثلون في حياتهم الخاصة لديهم هذا السلوك أي شرب الخمر، وبالتالي لا يحس الواحد منهم أنه أتى إثماً بشربه للخمر. ولكن المخرج أو منتج الفيلم الذي قبض ثمن هذا المشهد لا يدرك الأثر السلبي على الشباب. وحتى هؤلاء الممثلون أنا على ثقة أنهم لا يتركون أخواتهم يتابعن مثل هذا المشهد، لأنهم يخافون على أخلاقهن ولكنهم مضطرون لتمريره في المسلسل لأنهم يقبضون آلاف الجنيهات مقابله.
تلاحظون أن كل مشاهد الخمور يمكن الاستغناء عنها دون أن يتأثر المسلسل، فلن يحدث شيء إذا لم يتناول البطل كأس ويسكي أو كونياك أو حتى بيرة. وأساساً هذه اللقطات ليست جزءاً من السيناريو بل يتم اقتحامها فيه لخدمة أهداف معينة وهي الدعاية للخمور.
بالطبع في عهد الفضاءات المفتوحة لا نستطيع أن نطلب من الأوروبيين حذف هذه المشاهد التي بها خمور، لأنهم اعتادوا على ذلك في مجتمعاتهم وهو بالنسبة لهم سلوك عادي يمارسونه كل يوم بل كل ساعة. والبارات في أوروبا في كل شارع تماماً كما كان الحال عندنا في يوم من الأيام، ولكن الآن نعيش في مجتمع إسلامي وهذه المشاهد تجعلنا نعتاد على الخمور ونرى في تناولها أمراً عادياً. وأنا أتوجه بالنداء لكل شركات الإنتاج المسلمة أن تحذف كل مشاهد تناول الخمور، وستلاحظون أن الفيلم أو المسلسل لم يتأثر في قصته لأنها أساساً لقطة وليست في سيناريو الفيلم أو المسلسل ولا يستفيد منها إلا منتج الفيلم وربما البطل والبطلة. كما يلاحظ في الآونة الأخيرة أن مشاهد شرب النساء للخمور ازدادت وكلهن مسلمات للأسف أغراهن المبلغ الكبير الذي يدفع لهن. أقترح قيام حملة رفض الظاهرة في كل الصحف وأن تستمر حتى إجبار منتجي المسلسل على احترام دين الغالبية ولا خير فينا إن لم نقلها.
سؤال غير خبيث
كم عدد مشاهد تناول الخمر في كل مسلسل؟ وكم عدد مشاهد التدخين؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية