نائب رئيس مفوضية الانتخابات د. "مختار الأصم" وفي ونسة خفيفة:
نائب رئيس مفوضية الانتخابات د. “مختار الأصم”، من الشخصيات اللطيفة.. بسيط في حياته.. اجتماعي بطبعه.. لطيف وودود.. إذا جلست إليه تحس بإنسانيته.. حاولنا أن نتعرف على جوانب مختلفة من حياته.. مولده ونشأته.. دراساته.. والمحطات المهمة في حياته.. لونه السياسي.. كيف عمل مع مايو.. أيام فرح عاشها وأيام حزن فيها.. نادٍ رياضي يحرص على تشجيعه.. فنان يفضل الاستماع إليه.. نقدمه للقارئ عبر هذه الدردشة:
} نبدأ بالمولد والنشأة؟
– أنا من مواليد مدينة الأبيض.. أسرتي من منطقة السيال بالولاية الشمالية منطقة الجعليين.. جدي لأبي ذهب إلى الأبيض بغرض التجارة وأصبح خليفة للطريقة التجانية، ووالدي كان سكرتيراً لحزب الأمة بالأبيض، وقف إلى جانب الإمام “الهادي” ضد “الصادق المهدي”، ورغم أن المنطقة التي كنا نقطنها كانت تعج بالاتحاديين، لكن والدي اختار أن يكون (حزب أمة).
} والسبب؟
– كان استقلالياً، بينما كان الاتحادي الديمقراطي يدعو للاتحاد مع مصر.
} كيف بدأت مراحلك الدراسية؟
– درست الابتدائي بالأبيض الأميرية، ومنها إلى المدرسة الأهلية الوسطى، ثم خور طقت الثانوية.
} هل تذكر زملاء دراسة؟
– البروفسور “مأمون حميدة”، واللواء “عثمان عبد الله” وزير الدفاع في حكومة الانتفاضة 1985م.
} وبعد خور طقت؟
– التحقت بجامعة الخرطوم، قسم الفلسفة والعلوم السياسية.
} السياسة فتنت الطلبة وقتها.. هل كنت منظماً سياسياً؟
– لم أكن منظماً سياسياً، لذلك غمطني الإخوان والجبهة الديمقراطية حقي السياسي عندما كنت سكرتيراً لجمعية الفلسفة التي أوكل لها إقامة الندوة السياسية التي اندلعت بعد ثورة أكتوبر 1964م.
} كيف غُمط حقك؟
– وقتها انتخبت سكرتيراً ثقافياً لجمعية الفلسفة، وكان مسموحاً للعضو المنتخب أن يكوّن مجلساً للثقافة، وقرر المجلس قيام الندوة التي تهدف إلى حل مشكلة الجنوب، وتقرر أن تقام الندوة في دار الاتحاد، وفي اليوم المحدد لقيامها دخلت سلطات الأمن الجامعة وأغرقت النادي بالمياه، وحولنا الندوة إلى موقع آخر بالبركس، ولكن قوات الشرطة فضتها واعتقلت رئيس الاتحاد الراحل “حافظ الشيخ الزاكي” وبقية أعضاء الاتحاد، ومن ثم قامت الثورة، ولم تذكر جمعية الفلسفة ودورها في ذلك، ولا دور “مختار الأصم”، وظللت مغيباً عن أهم أحدث سياسي بالبلاد.
} هل ظللت طوال فترتك بالجامعة بدون انتماء سياسي؟
– أبداً.. كونت حزب الأحرار.
} وأين حزب الأمة وانتماء الأسرة له؟
– حاولت والأخ “مهدي أمين التوم” أن ننشئ نواة لحزب الأمة بالجامعة.
} وأين حزب الأحرار الذي كونته؟
– شعرت أن مثل هذه الأحزاب الصغيرة لن يكون لها تأثير خارج الجامعة.
} أول محطة عملت بها بعد التخرج؟
– عملت موظفاً بالحكومات المحلية، ومنها ابتعثت إلى بريطانيا لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه في الإدارة، وفي بريطانيا انتخبت رئيساً لاتحاد الطلاب العرب.
} وأين كانت محطتك الأخرى بعد العودة من بريطانيا؟
– تم اختياري أستاذاً بكلية العلوم السياسية جامعة الخرطوم.
} وعلاقتك بمايو؟
– اختارني الرئيس “جعفر نميري” نائباً لوزير الحكم المحلي.
} وكيف تم اختيارك؟
– وقتها كنت أكتب في الصحف عن دور الحكم المحلي، وكانت كتابات ناقدة لتجارب السودان الماضية و”نميري” كان يختار الوزراء للكفاءة.
} ألم تكن منتمياً لمايو؟
– أبداً.. ولم أعمل في الاتحاد الاشتراكي.
} من المناصب الأخرى التي شغلتها وأنت في مايو؟
– شغلت منصب رقيب مجلس الشعب.
} وكيف تعاملت مع الصراعات السياسية؟
– أذكر وأنا نائب لوزير الحكم المحلي أقنعت الأمم المتحدة بإقامة مؤتمر اللا مركزية من أجل التنمية، وفي المؤتمر قدمت ورقة باللغة الإنجليزية ولكن بعد انتهاء المؤتمر اكتشفت أن الورقة سرقت وقدمت للرئيس “نميري”، ووجدت تعليقاً من “نميري” عليها بأن هذا ليس الحكم الإقليمي، وهذا الشخص يريد أن يقلص سلطات الرئيس وفي أول تعديل وزاري كنت خارج التشكيلة.
} وإلى أين اتجهت؟
– عدت إلى الجامعة، لكن بعد ثلاث أشهر جاءتني عربة بمنزلي نزل منها شخص وقال لي الرئيس يطلب مقابلتك بقاعة الصداقة.
} ما سر دعوة “نميري” لك؟
– أذكر ونحن بمجلس الوزراء كان وزير المالية “بدر الدين سليمان” يناقش الميزانية العامة، ووقتها “بدر الدين” كان قاسياً في تعامله مع الآخرين لذلك لا أحد يستطيع أن يناقشه إلا في ما يتعلق بوزارة الشخص المعني، ولكنني كنت أناقش الموازنة من حيث هي موازنة وعندما بدأ “بدر الدين” يتحدث لم يذكر اسمي وقال: (كما قال المتحدث قبل الأخير)، وعندما منحت الفرصة لم أذكر اسمه أيضاً وقلت: (كما تحدث المتحدث قبل الأخير)، وحديثي هذا أضحك “نميري” وعندما قابلته ذكرني بذلك وقال لي: (نريد أن تنقلوا تلك الحيوية لمجلس الشعب)، وتم تعيين “بدر الدين سليمان” رائداً لمجلس الشعب، فيما عُينت أنا الرقيب.
} إذاً أعدناك للماضي.. هل كانت لك هوايات؟
– كرة السلة والتصوير والكتابة في الصحف.
} وفي جانب الرياضة.. ما هو النادي الذي تشجعه؟
– المريخ.
} وفي مجال الفن.. لمن تستمع؟
– “عثمان حسين” و”كابلي”، وحقيبة الفن.
} مشاهداتك عبر التلفزيون؟
– أتابع التحليل السياسي والبرامج الحوارية.
} وفي الإذاعة؟
– لا أجد وقتاً للاستماع لها إلا في السيارة.
} من أجمل الصباحات التي عشتها؟
– عندما دخل عليّ خال أولادي وأنا في أبو ظبي وزوجتي كانت في المستشفى وقال لي: (أصح يا أبو محمد).
} وأيام الحزن؟
– كثيرة.. منها يوم وفاة شقيقي، والسهام التي نالتنا ونحن بالمفوضية.
} وأجمل هدية تلقيتها من الأسرة؟
– مسند للأرجل وكرسي للقراءة.
} مدن راسخة بذاكرتك داخلياً وخارجياً؟
– داخلياً الأبيض، وخارجياً لندن التي أزورها في العام مرتين.