وزير الإعلام والبث الناطق الرسمي باسم حكومة دولة جنوب السودان "مايكل مكوي" لـ(المجهر):
على نحوٍ مفاجئ تصاعدت الخلافات داخل الحركة الشعبية، وانعكست على أجهزة الدولة الرسمية في جنوب السودان، وهو ما أسفر عنه تدهور في الوضع الأمني والكشف عن انقلاب عسكري اتهم بتدبيره نائب الرئيس السابق الدكتور “رياك مشار” وعدد من الوزراء السابقين، معهم “ربيكا” أرملة زعيم الحركة الراحل الدكتور “جون قرنق”.. (المجهر) حملت التساؤلات عن تفاصيل الخلاف، وعن تأثيراته المستقبلية على علاقة السودان وجنوب السودان، وعمل لجان التفاوض بينهما، والعديد من القضايا التي أجاب عليها وزير الإعلام والبث الناطق الرسمي باسم حكومة دولة جنوب السودان “مايكل مكوي”في الحوار التالي:
} سعادة الوزير كيف تبدو الأوضاع في جوبا بعد إعلانكم عن فشل انقلاب عسكري يقوده نائب الرئيس السابق الدكتور “رياك مشار” وآخرون؟
-الأوضاع في “جوبا” هادئة، وعادت الحياة إلى طبيعتها تماماً، ولا يوجد أي شيء، فقط هناك عمليات مطاردة وتعقب نفذتها قوات الجيش الشعبي داخل الأحياء في اليوم التالي لوقوع عمليات التمرد التي قادها نائب الرئيس السابق الدكتور “رياك مشار.”
} وماذا عن وقوع الخسائر في الأرواح، وكم هي حصيلة القتلى حسب إحصاءاتكم الرسمية؟
-هناك أعداد كبيرة من القتلى والجرحى الذين تم نقلهم إلى المستشفيات، ولا توجد أرقام، والحصر لم يكتمل، لكن هناك إصابات خطرة، وسنعلن عنها فور اكتمال عمليات الحصر.
} لكن هناك أنباء تفيد باستمرار الاشتباكات داخل أحياء مدينة “جوبا” وتفيد بوقوع عشرات القتلى؟
-نعم هناك عدد كبير من القتلى، ونفذنا عمليات مطاردة داخل الأحياء لتعقب فلول المجموعة المهزومة التي فرَّت، ولكن الآن الأوضاع مستقرة تماماً، وأصوات إطلاق النار التي سمعها الناس نهار أمس الأول بجوبا تعود إلى صعود شخص مسلح (مجنون) إلى أعلى بناية بوسط العاصمة “جوبا”، وقام بإطلاق النار بشكل عشوائي على المارة، ولكن الموقف تم احتواؤه، وعادت الأجواء إلى طبيعتها بالكامل، وهناك انتشار للقوات في الأحياء للتفتيش وضبط الأمن والتأكد من عدم وجود أي شخص من الفلول المتمردة داخل الأحياء، واستمرت عمليات التفتيش حتى الصباح وطوال نهار اليوم التالي لوقوع العملية الانقلابية الفاشلة.
} هناك معلومات عن تنفيذكم حملات واسعة من الاعتقالات في مواجهة قيادات الحركة الشعبية والوزراء السابقين من المناوئين لكم في الحكومة وللرئيس “سلفاكير”؟
-نعم تم القبض على عدد من القيادات المتورطة في العملية الانقلابية، وتمت اعترافات، وهناك جنود سلموا أنفسهم واعترفوا بذلك.
} هل يمكن إطلاعنا على أبرز الأسماء التي تم اعتقالها من القيادات بعد وقوع المحاولة الانقلابية؟
-بالفعل تم اعتقال (10) من القيادات الكبيرة التي دعمت الانقلاب من بينهم “مجاك أكوت” نائب مدير جهاز الأمن السوداني في فترة “صلاح قوش”، و”دينق ألور”، ووزير الداخلية السابق “قير شوانج”، ووزير المالية السابق “كوستي مانيبي”، ووزير الدفاع السابق “جون لوك”، والحاكم السابق لولاية البحيرات المهندس “شول طونق مياي”، وسفير جنوب السودان السابق بأمريكا “آيزكل لول”.
} وما مصير الدكتور “رياك مشار”؟
-“مشار” والباقون لازال البحث عنهم جارياً، ونعمل على تنفيذ القبض عليهم.
} ومن هم الباقون الذين تبحثون عنهم مع الدكتور “مشار”؟
-“الفريد لادو” وكان وزيراً للبيئة، و”بيتر أدوك” وزير التعليم العالي السابق في الخرطوم، و”باقان أموم” الأمين العام السابق للحركة الشعبية.
} لكن “باقان” تقول المعلومات إنه متواجد بجوبا وأنه رهن الإقامة الجبرية، وتم منعه من حضور اجتماعات مجلس التحرير؟
-لا، هذا غير صحيح، “باقان” مختفٍ داخل مدينة جوبا، ويجري البحث عنه، وربما يتم القبض عليه في أي وقت، وهو غاب عن اجتماعات مجلس التحرير لوحده، والمجلس قرر فصله نهائياً لأنه أضعف الحركة الشعبية في عمليات كثيرة.
} وما مصير “ربيكا قرنق” وأين هي من العملية الانقلابية وهي أعلنت في وقت سابق مساندتها للدكتور “رياك مشار”؟
-الرئيس “سلفاكير” قرر عدم اعتقالها احتراماً لدكتور “جون قرنق”، وهي موجودة في جوبا.
} أين تتواجد في جوبا بالتحديد؟
-في منزلها، وبالفعل هي كانت مع تلك المجموعة التي يقودها الدكتور “رياك مشار”، وكانت تتفق معهم، ولكنها قالت لنا إنها لا تتفق معهم في الانقلاب، وطالبناها أن تقول كلامها ذلك في الإعلام وهي ستقوله في الأيام القادمة.
} وأين الدكتور “رياك مشار” الآن؟
-“رياك مشار” خرج ومعه “تعبان دينق قاي”، ومعهم القوات المهزومة إلى شمال جوبا، واحتموا بجبل لادو.
} وكيف تحركوا حتى وصلوا إلى منطقة جبل لادو؟
-تحركوا بفلولهم المهزومة وانسحبوا ونهبوا أبقار المواطنين لفتح الطريق وقتلوا الناس.
} كانت هناك معلومات عن احتماء الدكتور “رياك مشار” بالسفارة الأمريكية في جوبا. ما هي المعلومات المتوفرة لديكم؟
-هو انسحب مع فلوله المهزومة برفقة حاكم ولاية الوحدة السابق “تعبان دينق” واستقرا في جبل لادو، وبالفعل كان “مشار” قد احتمى بالسفارة الأمريكية في جوبا، وخرج منها إلى مبنى الأمم المتحدة (يوناميس) قبل أن يهرب.
} وكيف بدأت عملية التخطيط للانقلاب حسب متابعتكم؟
-بدأت قبل تشكيل الحكومة، وقبل إعفاء الوزراء، وطبعاً الدكتور “رياك مشار” و”ربيكا” و”باقان اموم” بدأوا يتحدثون خارج أجهزة الحركة الشعبية. والدستور في الحركة يعطي حرية التعبير ويكفلها داخل أجهزة الحركة.
} مقاطعة: وطالما أن دستور الحركة يكفل حرية التعبير لماذا عبتم عليهم الحديث؟
-هم أصبحوا ينظمون لقاءات صحفية وندوات، وينتقدون الحركة الشعبية ويصفونها بالفشل، ويقولون إن الرئيس “سلفاكير” فشل، ويطالبون بإجراء تعديل، وهم كل واحد منهم أعلن أنه سيترشح لرئاسة الحركة.
} مقاطعة: وما المشكلة في أن يترشحوا لرئاسة الحركة؟
-دستور الحركة الشعبية يقول إن رئيس الحركة سيكون هو مرشح الحركة لرئاسة الجمهورية في الانتخابات، وهم قالوا إنهم يريدون دخول الانتخابات لكسب رئاسة الحزب، ومن ثم الترشح لرئاسة الجمهورية.
} وما المشكلة في ذلك؟
-هذا خروج على دستور الحزب، وهم بدأوا منذ وقت مبكر في التخطيط لذلك العمل، وتطور حتى دخل في شكل مواجهات اضطرت الرئيس “سلفاكير” إلى حل الحكومة كلها، وأعفى نائب الرئيس الدكتور “رياك مشار” وكل الحكومة، وبعد شهر كونت الحكومة الجديدة، وكل العناصر التي أعفيت اعتبرت ما تم كان مؤامرة ضدهم و(تنرفزوا) كلهم عدا “نيال دينق” و”بول ميوم أكيج” و”قرنق دينق”، أخذوا أن ما تم شيء طبيعي، ولكن الآخرين قالوا إنهم يمثلون التاريخ، وأنهم الأساس في الحركة، وأنه لا يوجد بذلك سبب لإبعادهم عن الحكومة.
} وأنتم من جانبكم قابلتم تلك الإجراءات بمزيد من الإقصاء كما يقولون هم؟
-نحن لم نفعل ذلك، وهم من نظموا مؤتمرا صحفياً وأعلنوا بصفة رسمية مواقفهم تلك، واضطرت قيادة الحركة الشعبية إلى أن تنظم مؤتمراً صحفياً، وجاء رداً على ما قالوا، وخلال ذلك الوقت كان مقرراً اجتماع مجلس التحرير الوطني للحركة، ولكنه تأجل لبعض الوقت نتيجة لوفاة الرئيس “نيلسون مانديلا”، والرئيس “سلفا” حضر مراسم الدفن. وفي يوم (14) مجلس التحرير اجتمع.
} مقاطعة: اجتمع دون حضور د.”رياك مشار” و “باقان” والآخرين؟
-في الجلسة الافتتاحية حضر كل الناس، وفي الاجتماع الذي عُقد بعد الافتتاح وافق الدكتور “رياك مشار” والجميع على الميثاق المعدل ليتوافق مع الوضع الجديد.
} مقاطعة: وما الوضع الجديد؟
-بعد انفصال جنوب السودان، كلنا بما فينا د.”رياك مشار” و”جون لوك” وكل هذه المجموعة متفقون على ضرورة إجراء تعديل على دستور الحركة، وأنا لي الشرف أن كنت رئيساً للجنة القانونية للدستور المعدل، الذي كان يتحدث عن شمال السودان وجنوبه، وقدمت الدستور خلال ذلك الاجتماع حتى البند التاسع، ولكن الرئيس “سلفا” قال إن الناس تعبت، وقام برفع الجلسة للمواصلة في يوم (15) من الساعة الثالثة مساء، وغابت كل القيادات من تلك المجموعة وكتبوا في الانترنت أنهم قاطعوا اجتماع مجلس التحرير.
} وماذا فعلتم في مواجهة ذلك؟ أما كان الأصح أن تتصلوا بهم لمعرفة أسباب عدم حضورهم؟
-نحن قلنا إنهم متغيبون، ولم يكونوا مقاطعين، وهم حضروا تمرير الميثاق ونصف الدستور، وعلمنا أن من ضمن المتغيبين كان هناك مرضى، وفي نفس المساء استمر اجتماع مجلس التحرير وعند الساعة العاشرة ليلاً بدأ الانقلاب والضرب.
} وكيف كشفتم الانقلاب؟
-هم نفذوا هجوماً على قيادة الفرقة الأولى القديمة في جوبا، وكانت تسمى القيادة الجنوبية (زمان)، وهاجموا الحرس الجمهوري، وحصلت الاشتباكات، وقبض بعضهم وكشفوا عن الانقلاب، نحن كنا نعتقد أنه تمرد داخلي، وعلمنا أن الهدف من التمرد الداخلي الاستيلاء على السلطة، ولكن بمجرد أن علمنا بالانقلاب حركنا القوات طوال الليل لإيقافهم عند حدهم، واستمر ذلك طول نهار اليوم التالي للانقلاب.
} هل كان الدكتور “رياك مشار” يقود الانقلاب بنفسه؟
-بمجرد أن حركنا القوات ووقعت الاشتباكات هو دخل السفارة الأمريكية وخرج إلى (يوناميس)، وأمس ليلاً (ليل الاثنين الماضي) خرج من جوبا ونهبوا أبقار المنداري.
} لكن الجميع تفاجأ بالحديث عن انقلاب هكذا؟
-نحن نتابعهم منذ زمن، ولدينا معلومات كافية لتحركاتهم واجتماعاتهم.
} البعض يقول إن ما قمتم به لا يعدو عن كونه فبركة لإقصاء “مشار” والآخرين؟
-كيف نقصيهم؟. نحن نؤمن بالديمقراطية، ولا يوجد سبب ليجعل الدكتور “رياك مشار” يستلم السلطة بالقوة، وإنما بالديمقراطية، وهم لم يتمكنوا من تمرير الأفكار التي في رأسهم وليس لديهم أغلبية. في الديمقراطية احترام رأي الأغلبية، وهي قالت لا. “مشار” أراد استلام السلطة بالقوة، وطبعاً في القرن الحادي والعشرين لا يمكن استلام السلطة بقوة الانقلاب (دا كان زمان).
} ألا تخشون من انتقال الصراع الحالي إلى حرب شاملة بين الدينكا والنوير؟
-بعض الصحف وأجهزة الإعلام تصورتها مشكلة بين دينكا ونوير، ولكن الذين تمردوا هم قيادات من كل جنوب السودان، ولا أدري من أين جاءوا بذلك، هذه عناصر متمردة وشفقانة للسلطة وتريد الانقلاب، ولا بد من الوعي وقول الحقيقة بدلاً عن التأثير من خلال القبيلة.
} البعض يقول إنها مشكلة قبلية؟
-المشكلة ليس في محلها، وليس كلهم من الدينكا أو النوير، وإنما هم من ولايات مختلفة.
} في الحوادث المشابهة ظللتم تتهمون الخرطوم بتدبير ودعم ما يتم داخل الجنوب. هل هناك أي أبعاد دولية وراء الانقلاب الذي أعلنتم عنه؟
-لا نتهم أي دولة ولا أي شخص خارج جنوب السودان، وكل ما تم داخلياً، وأي متهم تم القبض عليه سيقدم للمحاكمة، وضمن العساكر الذين ضبطوهم هناك من سلموا أنفسهم، ولدينا أكثر من (70) عسكرياً شارك في التمرد ضد الحكومة، وهم سلموا أنفسهم سنحفظهم، وسنبدأ معهم التحقيقات اللازمة. البريء سيطلق والمتهم سيحاكم.
} وما هي الأحكام التي تطال المشاركين في العملية الانقلابية؟
-النتيجة معروفة، ولذلك هرب الدكتور “رياك مشار”، وفي 1991م، عمل كارثة في الحركة وهرب للخرطوم، وعندما وجد نفسه في خطر عاد مرة أخرى ورحبنا به، واستمر وتدرج حتى وصل إلى نائب رئيس الحركة ونائب رئيس الجمهورية، وقال لي أحد الأصدقاء إن “مشار” لديه مشكلة مع الرقم (8). تمرد بعد (8) سنوات قضاها نائباً لرئيس الجمهورية، وقبلها كان في تجاربه أنه انشق عن الحركة وعاد بعد (8) سنوات.
} دعني أعُد وأسأل عن الكيفية التي ستتعاملون بها مع “مشار” وقواته في جبل لادو؟
-سنتعامل معه عسكرياً لأنه متمرد وحامل للسلاح، ولو سلم نفسه سنتعامل معه مدنياً، لو حاول المقاومة سنتعامل معه عسكرياً، وأطلب منهم تسليم أنفسهم قبل التحرك نحوهم.
} هل اتصلت بكم أي جهة دولية للتهدئة والوصول إلى حلول سياسية.. أمريكا أو غيرها؟
-لم يتحدث معنا شخص غير (اليوناميس) ممثلة في “هيلدا جونسون” ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، وهي طلبت من المواطنين عدم الخوف، وأصدرت بياناً طلبت فيه من الحكومة التعامل مع المتمردين بصورة (كويسة) لأجل السلام ونصحت بالحوار.
} ألا تخشون من وجود عناصر تتبع لـ”مشار” أو مجموعته داخل الجيش الشعبي أو الأحياء؟
-العناصر داخل الجيش هربت مع “رياك مشار” والجيش الآن أصبح نظيفاً.
} وما تأثير ما تم في جوبا على اتفاقات التعاون الموقعة مع السودان وعلى الحوار المستمر بينكم؟
-لا تأثير، والاجتماعات المتوقعة ستقوم في الوقت ذاته دون أي تأثير، وهذه العناصر هي التي تعرقل تنفيذ اتفاقيات التعاون وتعرقل التقارب مع الخرطوم، و”باقان” لديه تأثير في تأخير معظم اتفاقيات التعاون.
} ألا تخشون من تحالف “مشار” مع قطاع الشمال لشن حرب ضدكم وضد الخرطوم؟
-أولاً حكومة الخرطوم ليس لديها يد في الذي حدث، ولكن ربما يبحثون عن حلفاء ولا أتوقع أن تستقبلهم الخرطوم أو تعينهم، بل نتوقع أن تقبضهم الخرطوم وتسلمهم لنا إذا ذهبوا إليها.
} لم تجب على سؤالي عن إمكانية تحالف “مشار” مع قطاع الشمال لشن حرب ضدكم وضد الخرطوم؟
-قطاع الشمال مناوئ للخرطوم، وهؤلاء مناوئون لجوبا. ما الذي يجمعهم؟. أنا لا أتوقع ذلك.
} ألم تتدخل أياً من دول الجوار للوساطة.. سواء السودان أو كينيا أو يوغندا؟
-لا يوجد وقت، والمسألة انتهت والذي حدث انقلاب عسكري فشل وهم هربوا ولم يمنحوا فرصة للجيران، والرئيس “البشير” أرسل رسالة، متمنياً الاستقرار والسلام.
} وماذا حوت رسالة الرئيس “البشير” إلى الرئيس “سلفاكير”؟
-هو خطاب أخ لأخيه. خطاب مقبول، ونحن لا نريد انعدام السلام، والذين يريدون الشغب لن نتركهم وسنوقف أي شخص عند حده لأجل إحلال السلام.
} وكيف تنظرون إلى مستقبل الحركة الشعبية على ضوء الأحداث الأخيرة؟
– بعد خروج هؤلاء، مستقبل الحركة الشعبية سيكون أفضل، ولو قرأت كلامهم في المؤتمر الصحفي بعضهم يقولون إن الرئيس “سلفاكير” سلم الحركة للمعارضة وللذين قدموا من المؤتمر الوطني، ونحن قلنا لهم إن البحر لا يرفض الزيادة، ولكن بحرهم وحده يرفض الزيادة. هذه العناصر المتمردة والانقلابية لا تريد انضمام الناس للحركة متخوفين من مكانتهم. بعضهم أتت به الأقدار ووجدوا أنفسهم قادة وهم متخوفون من وضعهم والحركة تريد أن ينضم إليها آخرون وتريد زيادة عضويتها.
} البعض يصور ما تم بأنه صفقة بينكم والخرطوم تقضي بإبعاد العناصر المناوئة للخرطوم والتي لا تتفق مع الرئيس “سلفاكير”؟
-ليس اتفاق بيننا والخرطوم، ونحن دولتان منفصلتان. المؤتمر الوطني حزب قائم في جنوب السودان، وهو ليس كما المؤتمر الوطني في الخرطوم، ولذلك لا يوجد أي اتفاق أو صفقة هم أفراد، والدستور يقول أن يلتحق الشخص بمفرده وليس كجماعة، ورحبنا بهم وقبلناهم في الحركة ولهم الحق أن يكونوا في أي موقع، ولكن الانقلابيون يرفضون أن يقعد هؤلاء على رأسهم ونحن نرفض ذلك. الإدارة مثل الظفر ينمو وتقطع الرأس وتتركه ينمو، والانقلابيون لا يريدون التغيير ويريدون الاستمرار هكذا ويعتبرون أنهم قيادات تاريخية تستمر للأبد.
} هل لديك كلمة أخيرة تود قولها في خاتمة هذا اللقاء؟
-هناك من يشوش ويعتبر أن المحاولة الانقلابية تلفيق، وهذا غير صحيح، وهناك من يقول إنه صراع بين قبيلتين وهو أيضاً غير صحيح، وذلك غير مبني على أسس.