نداء الشتاء
} انخفضت درجات الحرارة في “الخرطوم” خلال الأيام الماضية بدرجات غير مسبوقة، وضربت موجة من البرد القارس عدداً كبيراً من ولايات السودان الـ(18) وإذا كان أهل الأرصاد يرجعون دائماً إلى خريف وفيضان العام 1988 لمقارنة الأرقام مع المواسم اللاحقة، فإننا لا نعرف مرجعاً لشدة البرد في مواسم شتاء السودان السابقة!!
} هذه الموجة الشتوية الثقيلة أثرت على حياة الناس، وقللت كثيراً من الحركة الليلية في شوارع الخرطوم ومدن أخرى، ومع أن ذلك فرض حالة تقشف (قسرية) في استهلاك المواطنين للمحروقات، ومزقت فواتير ارتياد المطاعم والكافيتريات والمقاهي و(ستات الشاي) اللائي أصاب نشاطهن المسائي كساد كبير، إلا أن الجانب الأساسي الذي يهمنا ويفترض أن يهم كل منظمات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة الاجتماعية هو التأثير السالب لهذه الموجة العاتية على الأوضاع الصحية للمواطنين في العاصمة والولايات، أوساطها وأطرافها على حد سواء.
} ومثلما هبت منظمات وجمعيات ومجموعات شبابية ونسوية خيرية لإغاثة المتضررين في بلادي من كارثة السيول والفيضانات، فإنني عبر هذه الزاوية ومن خلال (المجهر) أدعو كل تلك المنظمات والجماعات إلى تنظيم نفرة عاجلة لإغاثة الملهوفين من الفقراء والمساكين، وقاطني القطاطي والرواكيب، والغرف المفتوحة على الفضاء بلا أسوار، ولا أبواب، ملتحفي السماء الذين يضربهم هذا البرد القاتل وريحه الصرصر كل ليل بهيم، فيموت من يموت بالأزمات الصدرية وأمراض الحساسية، والالتهابات الرئوية، والحميات، فيختلف توصيف سبب الوفاة في شهادات الموت، ويبقى هذا البرد الغريب على أهل السودان هو العامل الأساسي والمشترك في رحيل الكثيرين من المهملين في (ضهاري) وصحاري، وفرقان السودان الممتدة.
} هلموا جميعاً إلى (نداء الشتاء)، بالتبرع بـ(البطاطين)، وما يفيض لديكم من ملابس الشتاء، وإما أن تكون تبرعاتكم مباشرة لأهليكم وجيرانكم من المحتاجين، وساكني البيوت المكشوفة والعمارات غير المكتملة، أو لصالح جمعيات ومنظمات تتكفل بتوزيعها في أحياء وأطراف الخرطوم والولايات الأخرى.
} العمل الخيري والنفرات لا ينبغي أن يرتبط بموسم (الخريف)، فللصيف أمراضه، وللشتاء حاجاته، فالأقوم أن تمتد مشروعات العمل الطوعي على مدار العام، ولا تتوقف بانقطاع المطر والسيول والفيضانات.
} في “مصر” أعلنت جمعية (مصر الخير) عن تدشين حملتها لتوزيع (100) ألف بطانية (مائة ألف) على المحتاجين في عدد من محافظات الجمهورية، ودعت الميسورين إلى التبرع بمبلغ (خمسين جنيهاً) تعادل قيمة (بطانية واحدة) لغطاء شيخ مسن أو طفل رضيع، أو امرأة في آخر العمر.
} (المجهر) تدعو جماعات (صناع الحياة) و(نفير)، واتحادات الطلاب والشباب، ووزارة الرعاية الاجتماعية، والبنوك، وشركات الاتصالات لابتدار حملة عاجلة لإغاثة المرتجفين تحت ضربات الشتاء.. الملتحفين السماء.
} وتدعو شباب (الأطباء) إلى رفع درجات الاستعداد والتطوع بأقسام الحوادث، ومستشفيات الأطفال، فحياة آلاف الأطفال المصابين بالالتهابات بين يدي الهمة وسرعة العلاج.