مجرد سؤال

الشتوي .. (الفشل الذريع)

كان أملنا من بعد الله سبحانه وتعالى كبيراً، ونحن نستقبل الموسم الشتوي لأن الواقع والصورة التي أمامنا تؤكد لنا لابد من التوسع في زراعة محصول القمح لأنه المخرج الوحيد لتأمين الغذاء والقوت، لأنه لما هو معروف يعتمد عليه كل السودان في الغذاء … فبدلا من الاتجاه للاستيراد ونحن دولة مؤهلة للزراعة، وكذلك مؤهلة لزراعة القمح، فلابد أن نتوسع في زراعته وبدلا من نستورد نصدر.. ولكن الآن يحدث العكس نستورد وبالكميات الكبيرة، وعندنا الأرض والموية والطقس الملائم ولكن !!!!!!!
نزرع لنفاجأ بعد ذلك بأن التقاوي التي زرعت فاسدة وضعيفة الإنبات… فالتقاوي التي تم استيرادها وعلى حسب علمي، فإن الجهة التي تم الاستيراد منها كانت قد أبلغت بالفترة الزمنية التي يجب أن تزرع فيها، وإذا تجاوزت هذه الفترة فلا زراعة تنفع .. التقاوي خزنت ثم زرعت وكانت النتيجة ضعف الإنبات بنسبة أكبر من (50%).
المهم نستطيع الآن أن نقول الموسم الشتوي والذي يعتمد على القمح قد فشل لأن النتيجة تدنى الإنتاج، حتى وإن توسعنا في المساحات واعددنا العدة .. تعب المزارعين راح ساكت لأنهم لا يعرفون التقاوي التي قاموا بزراعتها هي فاشلة أو ضعيفة الإنبات لأنهم زرعوها بقناعة تامة لأن الجهات التي وفرتها لهم يثقون فيها ثقة كبيرة، ولكن للأسف الشديد ضاع كل شيء في رمشة عين.
هذا العام سيواجهنا ضعف الإنتاج وسنضطر لسد الفجوة التي ستكون كبيرة جداً بالاستيراد ليس لمحصول القمح فحسب بل لمحاصيل أخرى، فمحصول الذرة أيضا يعانى هذا الموسم ضعف الإنتاج …فمناطق الزراعة المطرية جلها تعانى من ضعف في الإنتاج لأن الزراعة كانت قد تمت والأمطار جاءت متأخرة جداً وبغزارة. والذرة والسمسم وغيرها من المحاصيل التي زرعت بمساحات كبيرة في سنار والقضارف وغيرها من مناطق الزراعة المطرية جاءت بإنتاجية ضعيفة… فهذه الولايات كانت ومازالت تعتمد على هذه المحاصيل في تأمين القوت ولكن !!!!!
الزراعة المطرية معروف ارتباطها بالأمطار فلذا كان لابد من وضع اعتبار تأخر الأمطار وشحها والاتجاه للتوسع في زراعة هذه المحاصيل بالمشاريع المروية، ولكن لأن الرؤية الزراعية في بلادي ليس واضحة فقد يحدث التخبط والنتيجة ضعف الإنتاج وتقاوي ضعيفة الإنبات وموسم شتوي مشى وراح، ونحن كنا قد عولنا عليه ولكن !!!!!!
المزارع سيدفع دم قلبه رغم كل شيء دون الالتفات للآية الكريمة (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ).
نعم إن المطاحن التي تعمل بالسودان لا تعتمد على القمح السوداني لأن ماكيناتها مصممة على قمح بمواصفات عالية جداً قد لا تتوفر في السودان، إلا أن ضعف الإنتاج في القمح سيكون له مردود سلبي في تأمين القوت، لأن معظم المزارعين بعد الإنتاج مباشرة يؤمنون قوت عام بأكمله، ثم بعد ذلك إذا كان هنالك فائض بعد تأمين القوت يذهبون به للسوق… الآن لا سوق ولا حتى قوت الأولاد، وحتى الطير لا أظنه سيجد ما يأكله…. والطيور والعصافير ستهاجر إلى بلدان أخرى … بلدان أقل منا إمكانية سواء من ناحية الأرض الخصبة أو المياه أو حتى المزارع … فالمزارع السوداني لدية إمكانيات مذهلة للغاية، ولو تركوه لوحده لأدار العملية الزراعية بفهم كبير ولا أظنه سيحتاج حتى لوزير زراعة.
المهم نحن الآن بحاجة لتدارك الموقف من بدري،  ومحاسبة الجهات التي وزعت التقاوي الفاسدة.
نتمنى أن لا تموت القضية!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية