القيادي بالحزب الاتحادي عضو هيئة القيادة الدكتور "علي السيد" في حوار مع (المجهر) (2-2)
المشهد داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي يبدو غامضاً وعصياً على الفهم، فمنذ طرح المؤتمر الوطني فكرة حكومة القاعدة العريضة والأصوات تتعالى داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي.. بعضها يرفض المشاركة.. وبعضها يؤيدها.. والجميع– رافضين ومؤيدين- يبدون الآن متفقين على أن المشاركة ضعيفة وهزيلة وهامشية واسمية، غير أن الأصوات ما زالت تتعالى ما بين رافض ومؤيد لاستمرارها. وفي حوار سابق أجريناه مع القيادي “أبو سبيب” قال لـ(المجهر) مولانا “الميرغني” رئيس الحزب نفسه قال لصحيفة (الشرق الأوسط) حين سألته عن المشاركة إنها مشاركة اسمية (وما دام مولانا قال إنها اسمية.. بشارك ليه ياخي؟). وفي هذا الحوار معنا القيادي بالحزب، عضو الهيئة القيادية الدكتور “علي السيد” في ذات الاتجاه، وأضاف: (كل ما يقوله مولانا “أبو سبيب” صحيح.. وكل الخطوات التي قام بها صحيحة وفي الاتجاه الصحيح وهدفها إصلاح الحزب). غير أنه عاد وقال: (نحن قبلنا بالمشاركة على مضض، ضحينا بجزء من المؤسسية وقبلنا بالمشاركة أياً كانت الطريقة التي قررت بها، ليحدث انشقاق وانفلات في داخل الحزب).. فإلى مضابط الحوار.
} إذن إذا نفضتم يدكم من الحكومة ستنضمون إلى تحالف المعارضة؟
– (إذا نفضنا يدنا طوالي حنمشي التحالف وحنصحح الأوضاع الفيهو ذاتو).
} دكتور.. ما تعليقك على الموقف الذي تعرض له “أبو سبيب” وبعض القيادات الأخرى في دار الحزب الاتحادي.. كيف تقرأه؟
– هو موقف شخصي و…
} لكن له دلالات غير شخصية؟
– لا.. لا.. (ما أعتقد).. الشخص الذي اتخذ هذا الموقف هو شخص غير مسؤول، وقام بموقف (بايخ) لا يشبه الاتحادي الديمقراطي وقوبل بالرفض من الجميع وكلنا نشجبه.. وهو قام بتصحيح موقفه في اليوم الثاني والآن الدار مفتوحة.
} وماذا عن مجموعة “ود المكي” والتململ الذي يقوده في الكدرو؟
– “ود المكي” كان في الإصلاح ثم ذهب إلى الاتحادي المسجل، وأخيراً، قبل حوالي شهر خرج من المسجل ورجع إلى الأصل.. وهو أعتقد أنه يجب أن يكافأ على هذا الرجوع.. والتقى مولانا “محمد عثمان الميرغني” وأشاع أنه أصبح عضواً في هيئة القيادة، وأنه تم تعيينه في المكتب القيادي.
وكون أن يلتقي بالسيد “محمد عثمان” هذا لا يعطيه الحق في أن يكون في هيئة القيادة، وإذا كان السيد “محمد عثمان” عدّه في المكتب القيادي كان سيصدر قراراً بذلك ويرسله لنا، باعتبارنا مندوبي الحزب في مسجل الأحزاب، لنحمل القرار ونذهب به إلى مسجل الأحزاب.
“ود المكي” خرج من الإصلاح وذهب إلى المسجل يبحث عن موقع قيادي، و(ناس “الدقير” لم يعطوه هذا الموقع).. وجاء راجعاً إلى الاتحادي الأصل على أمل أن يجد موقعاً في السلطة التنفيذية، وأيضاً لم يجد، وعندما تكونت لجنة تقييم المشاركة لم يجد اسمه فيها فاحتج (كيف أن السيد “الميرغني” يشكل لجنة من (31) شخصاً وهو لا يكون فيها).. هو يبحث عن مواقع قيادية ولم يجدها، (بدأ مع ناس “أبو سبيب”)، وعندما شعر أنه لن يجد عندهم موقعاً قيادياً قرر أن (يعمل تمرد)، وذهب إلى الكدرو حيث أهله وعشيرته وقاد هناك تكتلاً جهوياً.. وأنا قلت لك أنا مؤيد لكل ما قام به “أبو سبيب” وضد كل ما قم به “ود المكي”.. لأن الأخير يعمل على تفتيت الحزب، ويريد أن يدخل فيه الجهوية.. والجهوية مرفوضة.
} هل هناك نقاش أو حوارات تدور بينكم وبين وزرائكم في الحكومة؟
– نحن لم نر الوزراء منذ تعيينهم.
} كيف؟
– ما رأيناهم قط.. إلا في المناسبات الاجتماعية.. لكن لم نرهم قط ولا نناقشهم.. طبعاً كل الناس رافضين حتى مجرد أن يلتقوا بهم.
} ألا يرفعون لكم تقارير حول الأداء؟
– (هم ما عندهم أداء!).. التقارير ترفع لرئيس الجمهورية إذا كان عندهم أداء.. و(ما عندهم رأي).. هم من المفترض أن يناقشونا، لكن هم أصلاً (إتلموا) مع المؤتمر الوطني وينفذون برنامجه، وبالتالي (ما في شيء بيلمنا معاهم).
} أنتم الآن في انتظار عودة مولانا.. أو صدور قرار بخصوص التوصية؟
– هذه التوصية (نحن ما مشغولين بيها كتير)، والقرار قد يصدر سلباً أو إيجاباً.
} إذا صدر سلباً وتقرر الاستمرار في الحكومة.. ماذا سيكون ردكم؟ هل ستوافقون؟ وتستمر الأوضاع هكذا عشرين سنة تشاركون الحكومة؟
– (والله هذه الحكومة حدودها أبريل 2015)، ونحن لن ندخل الانتخابات في ظل النظام الحالي.. هذا هو رأي معظم القيادات.
} قد يقول لك قائل: هذا رأيكم لكن الرأي النهائي هو رأي مولانا “محمد عثمان الميرغني”..؟
– (لا.. ما رأي “محمد عثمان” رأينا نحن).. نحن سنحدد إذا كنا سندخل انتخابات أم لا.. رأيي أنا وآخرين.. نحن لن ندخل الانتخابات في 2015م، في ظل هذا النظام الحالي، وفي ظل الدستور الحالي، وفي ظل القانون الحالي.. ونحن الآن ندعو إلى الآتي.. نحن نطلب من المؤتمر الوطني أن يوافق على فترة انتقالية وحكومة قومية.. هذا رأي معظم القيادات.. ونطالب بإرجاء الانتخابات، وأن يترك هو ما تبقى له من فترة وينزل في أول يناير.. نكوّن حكومة قومية ونحل أزمات البلاد في ظل هذا، ونحل الأزمات في كردفان والنيل الأزرق وأبيي في هذه الفترة الانتقالية، و(نعمل دستور جديد.. ونعمل قانون انتخابات جديد)، ثم بعد ذلك ندخل الانتخابات.
هم يقولون إن الانتخابات هي الفيصل.. وقبل فترة قيل إن الرئيس عنده مبادرة، وكل الناس ظلوا ينتظرون هذه المبادرة إلى أن جاء اجتماع البرلمان، وقال الرئيس مبادرته، وكانت هي (الدعوة إلى صندوق الاقتراع)!! وكانت فاجعة للناس.. نحن كنا نعتقد أن هناك حديثاً أفضل من هذا ومبادرة أحسن من هذه.. لأنه أصلاً من المعروف أن صندوق الاقتراع والانتخابات ليسا الفيصل.. الفيصل هو التوافق الوطني.. و.. و..
الانتخابات في ظل هذا النظام، لن نشارك فيها، فليدخلوها وحدهم ومعهم أحزاب التوالي..!
} التشكيل الوزاري الجديد المزمع إجراؤه هذه الأيام.. هل ستكونون فيه؟
– هم لم يقولوا لنا كحزب (يا جماعة هناك تشكيل وزاري جديد غيروا ناسكم).. ليس هناك أي حوار بيننا، وبالتالي المؤتمر الوطني قد يشكل الحكومة بالطريقة التي يراها و(الوزراء القديمين) سيستمرون.
} قد يستمرون.. وربما يخرجون أيضاً؟
– من سيخرجهم؟!
} المؤتمر الوطني…
– المؤتمر الوطني؟! نحن سنحمد الله.. سنحمد الله كثيراً إذا هو أخرج هؤلاء الوزراء.. وسيكون قد فض الشراكة من جانبه هو وأراحنا تماماً.
} دكتور.. غياب مستشار الرئيس “جعفر الصادق” ووجوده خارج البلاد يثير التساؤلات؟
– هو وجوده وعدمه سواء.. لذلك على الناس أن لا ينزعجوا، والحكومة لا تنزعج (هي بس تريد الرمز يعني)، لكن حقيقة وجوده وعدمه سواء هو لا يُستشار (وما عنده أي ملف ماسكه.. قاعد ساكت) وبالتالي وجوده أو عدمه واحد.
} ولماذا يقبل بأن يكون وجوده وعدمه سواء؟
– (لذلك هو رافض.. ما عايز يجي).
} إذا كان رافضاً فليقدم استقالته؟
– (لا.. ما بقدم استقالة لأنه دا قرار حزب).
} هناك أحاديث عن أن الحكومة كانت تدفع له قيمة إيجار سكن في برج الفاتح وتوقفت عن دفع المبلغ.. لذلك غضب وخرج.. ما مدى صحة هذه الأحاديث؟
– لا هذا غير صحيح.. و(هو ما محتاج لبرج الفاتح ولا محتاج).
} دكتور “علي”.. موعد الانتخابات اقترب.. والمؤتمر الوطني إلى الآن لم يتوصل إلى توافق مع القوى السياسية بشأن الدستور؟
– والله نحن توصلوا معنا إلى توافق إلى حد كبير.. ولكن هناك نقاطاً توقفنا عندها، وتوقف الحوار معهم منذ أكثر من سنة.
نحن قلنا لهم لا بد أن تكون هناك فترة انتقالية، ولا بد من دستور انتقالي.. وقلنا يتم تعديل الدستور الانتقالي الموجود الآن ليحكم الفترة الانتقالية.
} وهل وافقوا على ذلك؟
– وافقوا على دستور انتقالي، ولم يوافقوا على الفترة الانتقالية.. قلنا لهم: (في هذه الفترة لا نعمل دستور دائم) قالوا: (آآي نعدل الدستور الموجود الآن) لكن لم يوافقوا على الفترة الانتقالية.
} هل تعتقد أنه سيحدث توافق قبل الانتخابات؟ أم من الممكن إجراء الانتخابات دون حسم موضوع الدستور.. هل ستحدث مشكلة في حالة حلول وقت الانتخابات مع عدم حسم الدستور؟
– إذا لم تُحسم ستكون هناك مشكلة.. أولاً نحن لن ندخل الانتخابات في ظل القانون الحالي، وفي ظل الدستور الحالي، وفي ظل الحكومة الحالية.. لن ندخل الانتخابات.
} دكتور “علي السيد”.. المعروف عنك أنك أقرب إلى التمرد والانفلات في أحاديثك.. لكنك في هذا الحوار تبدو هادئاً وأبعد ما تكون عن الانفلات.. لماذا؟ ما هو السر؟
– المحاور هو الذي يجعلني أنفلت أو لا أنفلت.. فالمحاور إذا جاءني أصلاً وكان في تفكيره أن يثيرني لأنفلت.. سأنفلت. لكن إذا كان المحاور محترماً ويريد حقائق دون إثارة، سأكون في هذه الحالة هادئاً.