تقارير

الطيران المدني.. اللجوء للمجتمع الدولي لرفع العقوبات الأمريكية

لجأت سلطة الطيران المدني إلى الجمعية العمومية للمنظمة الدولية للطيران المدني والطيران الفدرالي الأمريكي، ومن قبلها المجتمع الدولي للمطالبة بالتدخل لدى الإدارة الأمريكية، لاستثناء أنشطة الطيران من الحظر والعقوبات الأمريكية على السودان.
وفي ذلك اللجوء محاولة لإنقاذ سمعة البلاد في مجال الطيران، خصوصاً وأن سلطة الطيران المدني تقيم أسبوعها الاحتفالي بمناسبة اليوم العالمي للطيران المدني منذ إنشائه في العام 1936 م، وخلال هذه المسيرة ولمدة (77) عاماً مازالت تواجه الكثير من الأسئلة حول إمكانياته للوصول إلى القمة.
أنشئت المنظمة الدولية للطيران المدني في السابع من ديسمبر في العام 1944م بتوقيع اتفاقية (شيكاغو)، ثم صارت واحدة من الأجسام المتخصصة التابعة للأمم المتحدة. وفي الذكرى الخمسين في العام 1994م، أعلنت المنظمة هذا اليوم يوماً سنوياً للطيران، ثم اعتمد بعد عامين من الجمعية العامة للأمم المتحدة ليصبح يوماً عالمياً للطيران المدني.
قال المدير العام لسلطة الطيران المدني «أحمد ساتي باجوري» أمس (الأحد) في مؤتمر صحفي، إن فلسفة الطيران المدني معنية في المقام الأول بتطبيق القانون، ونعني به قانون الطيران المدني، التشريع الوطني والقوانين والنظم وأفضل الممارسات العالمية كتوجيهات منظمة الطيران المدني الدولي، يأتي التزام السودان بها كدولة موقعة على معاهدة (شيكاغو)، كما هو معلوم لديكم فإن المنظمة الدولية (إيكاو) هي أعلى جهاز دولي ينظم صناعة الطيران المدني حول العالم، والسودان كدولة فاعلة في الإقليمين العربي والإفريقي ودولياً له مشاركات فاعلة في المنظمات الإقليمية والدولية.
وأشار «باجوري» إلى مشاركة السودان في نهاية سبتمبر الماضي في أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية للطيران المدني بمدينة (مونتريال) الكندية مقر المنظمة، والجدير بالذكر أن هذه الجمعية تنعقد كل ثلاث سنوات وهي قمة الهرم التنظيمي في (الإيكاو) الذي يتخذ القرارات الرئيسة، وقال: هذه الدورة كانت استثنائية لأهمية المواضيع التي تمت مناقشتها في مجالات السلامة والأمن والنقل الجوي، إضافة لموضوعي البيئة وتجارة الانبعاثات. وقد شهدت الحدث الأبرز وهي إجازة ملحق جديد لاتفاقية شيكاغو (الملحق 19) الخاص بالسلامة الجوية، فضلاً عن إجازة النظام العالمي الجديد لتحسين الأداء بالملاحة الجوية، واعتماد مقررات مؤتمر أمن الطيران والنقل الجوي.
إن السودان شارك بفعالية في انتخاب الدول التي تمثل في مجلس المنظمة وهي قمة الهرم التنظيمي داخل المنظمة وصوت السودان وفق منظومة أفريقية، تشمل اتفاق تصويت مشترك مع الهيئة العربية (ACAC) ومفوضية الطيران بأمريكا اللاتينية (LACAC) ولجنة الطيران المدني الأوروبي (ECAC).
وقال «باجوري»إن وفد السودان قدم كلمة ضافية أمام الجمعية سرد فيها رئيس الوفد التقدم الذي أحرزه السودان في مجال السلامة، والمجهودات التي يبذلها في مجال البيئة والصعوبات التي يعانيها نتاجاً للحظر الأمريكي الجائر، موضحاً تأثيره الخطير على السلامة الإقليمية والعالمية، مطالباً المجتمع الدولي و(الإيكاو) والطيران الفدرالي الأمريكي، بالتدخل لدى السلطات الأمريكية لاستثناء أنشطة الطيران من هذا الحظر. وبحسب «باجوري» فإن الجمعية العامة حثت كل الدول المتعاقدة على الاستمرار في فحص تشريعاتها الحالية، وأن تعدل حسب الحالة وأن تسن القوانين واللوائح وتستحدث السياسات والممارسات الداعمة لمعالجة مشاكل السلامة ومراقبتها لدى المشغلين الجويين، كما ناقشت قضايا الملاحة الجوية وحماية البيئة في الحد أو الخفض من أثر ضجيج الطائرات وأثر انبعاثات غازات الطائرات.
ونوه «باجوري» إلى أن الحدث الأهم مشاركة وفد السودان في الاجتماع الوزاري لدول أفريقيا والمحيط الهندي، وكان موضوع الاجتماع تنوير الوزراء عن مدى تطبيق برامج السلامة في الإقليم، وقد حيا الاجتماع المجهودات التي تبذلها الدول الأفريقية لتحسين سجلها في مجال السلامة، كما خص بالتحية دولتي السودان وموريتانيا لسجلهما البارز والمتميز في مجال السلامة، والالتزام القوي من حكومتيهما لدعم تحسين إجراءات السلامة. وقد طلب رئيس الاجتماع من مديري سلطتي الطيران المدني السوداني والموريتاني الوقوف لتحيتهما، حيث قامت الوفود الحاضرة بالتصفيق بحرارة لهما لمدة خمس دقائق وسماهما مدير الجلسة بنجوم الجمعية العامة.
وفي رده عن أسئلة الصحفيين بخصوص توقف بعض شركات الطيران الأوروبية عن العمل في السودان، قال مدير إدارة النقل الجوي سلطة الطيران المدني «أزهري عبد المجيد»، إن الخطوط الجوية الهولندية (KLM) خرجت من سوق السودان نتيجة للمنافسة مع الخطوط الجوية الألمانية (اللوفتهانزا)، وأشار إلى أن الخطوط الألمانية خرجت هي الأخرى من السودان لظروف تشغيلية خاصة بالشركة.
وأبدى المدير العام لسلطة الطيران المدني «أحمد ساتي باجوري» أسفه على خروج بعض الخطوط الأوروبية، وقال: نأسف على هذه القضية وإذا كانت هنالك أي مشكلة لهما في السودان فنحن على استعداد لحلها.
ودافع «باجوري» عن سمعة مطار الخرطوم الدولي، مؤكداً حصوله على الرخصة الدولية وأضاف بالقول: نحن تهمنا سلامتنا ولا نعطي إذناً للطائرات المحلية بالطيران إذا لم تستوفِ شروط وإجراءات السلامة الجوية، ونحن تخطينا الحظر الأوروبي وهنالك مساعي يبذلها وزير الدفاع الفريق أول «عبد الرحيم محمد حسين» مع وزارتي المالية والنفط، لتخفيف الرسوم على الطائرات المحلية وتشجيعها للعمل.
وكشف «باجوري» عن مجهودات من السودان لرفع الحظر الأمريكي على قطع الغيار للطائرات، وقال: الشركات السودانية تجد صعوبة في الحصول على قطع الغيار نسبة للحظر الأمريكي.
{ من جانبه كشف نائب المدير العام للطيران المدني الفريق «يوسف إبراهيم» عن استجابة: «نانسي غراهام» مدير الملاحة الجوية للإيكاو، و»محمد خونجي» مدير المكتب الإقليمي للشرق الأوسط، و»ميشيشا بلايني» مدير المكتب الإقليمي للإيكاو لوسط وشرق وجنوب أفريقيا، «أوليفر فرانتي» مسؤول مكتب السودان في إدارة الطيران بالاتحاد الأوروبي للمشاركة في احتفالات الطيران المدني (الخميس) القادم بقاعة الصداقة، وتشارك فيه عدد من الشركات القابضة، شركات الطيران، صافات وأكاديميات، ويشمل البرنامج ندوات وتعريفاً عاماً عن الطيران المدني.
وقال «يوسف» إن ضيوف البلاد سيتحركون بصحبة مدير السلطة ومدير الشرطة القابضة لشركة سكر كنانة، والغرض من الزيارة التعرف على إمكانيات كنانة في إنتاج الوقود البديل (الإيثانول) والتي تنتج ما بين (50) إلى (60) مليون لتر سنوياً.
ويشمل برنامج سلطة الطيران المدني ولأول مرة استعراضاً بالطيران الشراعي، وتشمل التحضيرات نزول الطائرات في قاعة الصداقة ودار الرياضة بأم درمان في تزامن مع مهرجان رياضي يقام عصر(الجمعة).
{ مصر للطيران تزيد عدد رحلاتها
بفندق (كورنثيا) كانت شركة مصر للطيران تحتفل مساء (السبت) الماضي بافتتاح مكتبها الجديد، وقال مدير مكتب الخطوط المصرية بالخرطوم «أحمد حنفي» إن الشركة تتمنى أن تقدم خدمات جليلة للإخوة في جنوب الوادي، ونحاول أن ننقل مشروعاتنا إلى مدينة بور تسودان، وأشار إلى أن شركة مصر للطيران تسير (3) رحلات جوية يومية، مفصلاً بالقول: نحن لدينا (3) رحلات عند الساعة الرابعة صباحاً والثالثة ظهراً والثامنة مساءً، ونسعى لتسيير رحلة رابعة يومياً من الخرطوم.
وقال الوزير المفوض بالسفارة المصرية «وائل بركات»: إن شركة مصر للطيران تعمل من أجل تطوير عملها وتنشيط السياحة والسفر بين البلدين، وأن أمله في أن يساهم افتتاح المكتب في زيادة حركة السفر.
وبخصوص افتتاح الطريق البري بين السودان ومصر قال «بركات»: إن هنالك اجتماعاً مشتركاً سينعقد قريباً لحل بعض العوائق الإدارية لفتح الطريق، وأضاف بالقول: كانت هنالك حسابات خطأ للمسافات عند الحدود السودانية المصرية، وتم تصحيح هذا الخطأ واللجنة الإدارية ستجتمع ومن المتوقع افتتاح الطريق خلال الشهر الحالي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية