أخبار

سري.. الخارجية!!

على الأخ (كرتي) وزير الخارجية تجاوز طلبه بجلسة سرية للبرلمان لتوضيح العلاقات الخارجية الحساسة لأنه وببساطة شديدة وأرجو إلا يتجرح النواب المحترمون، فإني أثق في أن الجلسة السرية والمغلقة تلك سيجد الناس تفاصيلها في ثرثرات الجالسين من الموظفين والسابلة أمام (بنابر ) ستات الشاي، فنحن أمة لا تعرف الفاصل بين السر والعلن، وكلما أحطت بالأمر بالكتمان والتكتم كلما ذاع!!
صرت على الصعيد الشخصي لا أكذب أي (تسريب) بالكامل، أخضعه للقياس ووزن البينات وأجد في العادة أن ثمة ملحقات أُضيفت بقصد، لكن في الغالب تصدق الكثير من التسريبات ولو في مواقيت آجلة، كما أن بعض القرارات تسمع بها في الشارع أو تقرأها في عنوان خبر تظنه بعض حماسة من مخبر، ثم تثبت الأيام صحته رغم أن النفي الذي طالعته في اليوم التالي لصدور الخبر بدا حازماً ونافياً بشدة.
ثمة ظاهرة جديرة بالفحص والتتبع وهي أن لا (سر) في هذا السودان، قرارات كثيرة وأحداث، وقائع، كثير من هذا يجده البعض منا في أحاديث الناس في المناسبات الاجتماعية أو جلسات الأنس والآن ظهر (الانترنت) و(الفيس)، وصحيح أن في هذين تتم (زيادة موية) وبعض المشهيات وتكثيف للافتراء، لكن دوماً يكون هناك خيط رفيع يتتبعه أحدهم ويضيف منه لإثبات صحة روايته.
المتسرب من أضابير السلطات ومجالس الأحزاب حاكمة ومعارضة وأيام السياسيين كلها روايات شفاهية وسماعية، قالوا ثم قلنا وسمعت وسمعنا واستمعنا الآن وفق الجلسة البرلمانية المنتظرة أن قامت وأقول لو كنت مكان وزارة الخارجية لترددت مئة مرة قبل القبول بالحضور لدلق تفاصيل التفاصيل عن ملف العلاقات الخارجية للسودان، حيث بالضرورة أن هناك خطوطاً حمراء سيتم تجاوزها في العرض والتناول و(التنوير) والتي ستنتقل عاجلاً إلى الملأ الجماهيري بعد إضافة فقرات من الخيال العلمي للرواة، فتبدأ القصة من هذا اللقاء المغلق تحت قبة البرلمان بأم درمان وحينما تنتهي إلى (نيالا) تكون قد صارت… أعجوبة.
البيان الذي قدمه (كرتي) أمام النواب حسب ما طالعت فيه من تفاصيل بيان محترم للغاية ووافٍ ولا يحتاج لتفسيرات أكثر من هذا ولا داعٍ لبسط كواليس ملف الشأن الخارجي في جلسة أخرى معلنة أو مغلقة، وأن لأبد من ذلك لسبب أو لآخر، فلماذا لا يزور النائب المهتم أو النواب المهتمون الوزارة في مقرها ويلتقون بالوزير في الخارجية وغيرها وهم عين ما كنت سأفعله لو كنت نائباً عوضاً عن هذا الاستعراض الذي تظن معه أن بعض النواب يتمتعون بإثارة الطلبات والضجيج أمام وزراء بعينهم دون الآخرين.
الظروف المحيطة بوزارة الخارجية السودانية حالياً تجعل أي جهد تقوم به (تشكر عليه)، فهي تعمل وظهرها مكشوف من الداخل ويتم التقتير عليها وتعاني ما تعاني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية