«مرسي صالح» .. أين هو من خارطة الشعراء؟!
} أبهذه البساطة تضيع مآثر من سطروا حرفاً خالداً في حق هذا الوطن، وكتب عنه ما يخلد ذكراه بعد رحيله. ولكن أين وماذا كتب عن الشاعر الراحل “مرسي صالح سراج”؟ ذلك الشاعر الذي كتب ملحمة (يقظة شعب) التي تغنى بها الراحل “محمد عثمان وردي”.
} جاءت أكتوبر وثورته ولم تمر تلك الذكرى على الشاعر مرور الكرام، لأنه كان مهموماً بقضايا الوطن، فسطر قصيدة بعد الثورة بأيام، وكنت معه آنذاك في المملكة العربية السعودية، وقد أرسلها للفنان “محمد عثمان وردي” ولكنها لم ترَ النور. وقد قابلت “وردي” مستفسراً عنها ولكن لم أجد الإجابة لاستفساري، والغريب في الأمر أنه لم يرد اسم الشاعر ضمن شعراء أكتوبر، وربما يكون ذلك لعدم نشر القصيدة في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى.
} أرجو في المساحة التالية أن أعرف القراء بها.. وبهذا الشاعر الذي أبهر السعوديين عندما انبرى وألقي قصيدة عصماء عند زيارة الراحل الزعيم “الأزهري” للسعودية، إبان حكم الملك “فيصل” يرحمهما الله، في الحفل الذي أقامته الجالية السودانية في الرياض على شرفهما.
} ألا رحم الله شاعرنا المرحوم “مرسي صالح سراج”، وهو الذي كان يكتب بصحيفتي السودان الجديد والأيام باسم (أبو نجمة)، تيمناً بانتمائه لفريق المريخ.
} قالوا تخاذل فاندثر ومضى فليس له أثر
قالوا تملكه الحذر ورأى السلامة في التمني والخدر
قالوا سهى قالوا لهى من قالها اليوم جاءهم الخبر
كالفجر كالبوق المدوي في ركاب المنتصر
ذا الشعب ليس بغافل مهما تمالك أو صبر
ذا الشعب إن دام المحال له سعى وبه ظفر
}}}
حسبوه يقهره الحديد والسجن والبطش الشديد
يا حكمة البطش البليد..
بيديه يزكي في الصدور أكيد مصرعه الأكيد
حتى إذا مضت على الشعب الأبي بغير عيد
سنواتهم ستة وضرج كل واحدة شهيد
خرج الرجال مع الحرائر والمسن مع الوليد
خرجوا ليخطوا بالفداء أصالة المجد التليد
ومضت مع النصر الجراح بيضاء تبسم للصباح
وعلى جبين الشعب لاح نور منارته الجهاد
ووهج شعلته الكفاح..