أخيره

(الشعبي) و(الشيوعي) .. علاقات اجتماعية وطيدة رغم الصراعات السياسية!!

لا تزال العلاقة ما بين المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي في كثير من المواقف السياسية تأخذ أبعاداً مختلفة في الصراع التاريخي بينهما، ومحاولة الحزبين التنسيق في المرحلة الحالية لتحقيق هدفهما المشترك بالتخلص من المؤتمر الوطني، ثم من بعد ذلك النظر في طبيعة العلاقة مستقبلياً.
لكن هنالك علاقات اجتماعية لا تنفصل، وتبدو في كثير من المواقف السياسية كواحدة من أدوات حل النزاعات وتخفيف حدة الصراعات، وتستمد أعرافها وتقاليدها من إرث الشعب السوداني في التسامح، وربما الزواج الذي يتخطى مكر السياسة ودهاءها.
في منزل الإمام “الصادق المهدي” بأم درمان جلس عضو اللجنة المركزية المحامي “صالح محمود محمد عثمان” إلى جوار شقيقه أمين شعبة العلاقات السياسية بالمؤتمر الشعبي “أمين محمود محمد عثمان”، ولكل منهما موقف سياسي يختلف عن الآخر، وانتماء فكري لا رابط بينهما، لكن “صالح” يبدو سعيداً، وهو يستعيد ذكرى انتصاره على شقيقه مرشح الجبهة الإسلامية ” أمين محمود” في دائرة جبل مرة بدارفور، في انتخابات 1986، ويقول صالح: (ينتمي بعض أفراد أسرتنا الكبيرة إلى الجبهة، لكنني تفوقت عليهم في الانتخابات، رغم أن الحملة الدعائية كانت من منزل والدنا).
ويعمل “صالح” كناشط حقوقي، وقد نال جائزة (زخاروف) لحرية الصحافة التي يمنحها البرلمان الأوروبي، وسبق له أن فاز بجائزة منظمة (هيومان رايتس ووتش). أما شقيقه “أمين محمود” فهو ينشط في فض النزاعات، وله تجارب بهذا الخصوص.
{ “كمال عمر” يرفض ويهمس!!
يوم (الخميس) الماضي بدار الحزب الشيوعي، جاء الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي “كمال عمر” متأخراً بعض الشيء عن المنبر الإعلامي حول الأزمة الاقتصادية، ورصدت (المجهر) اهتمام أخطر قيادات الحزب الشيوعي في العمل السري قبل ظهوره للعلن – “سليمان حامد” – بضيفه الإسلامي، إذ طلب منه أن يجلس بجواره، وتبادلا الحديث الهامس والقفشات والابتسامات، وعندما انطلقت الفلاشات لتأخذ لهما صورة، سارع “كمال عمر” مبتسماً: (هوي يا ناس “المجهر”، ده حديث سياسي ما عندو علاقة بالتدبير للانقلابات أو العمل السري)!!
وتظل عالقة – في السياق – مقولة زعيم الحزب الشيوعي الراحل “محمد إبراهيم نقد” عندما استقبل لأول مرة في دار الحزب زعيم الإسلاميين بعد الانقسام: (أهو عرفت الدرب.. ما تنقطع تاني)!!
ويحتفظ بعض قيادات تيارات اليسار واليمين بعلاقات اجتماعية متميزة رغم مرارة التاريخ السياسي في السودان، وتمتد إلى جلسات نقاش خاصة بخصوص تطورات الأوضاع في البلاد.. فهل تستمر علاقة الحزبين إذ حققا هدفهما بإسقاط النظام؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية