شهادتي لله

(10) أيام.. لا تكفي

} اعتمد مجلس شورى حزب (المؤتمر الوطني) توصية المكتب القيادي، وقرر في اجتماعه أمس، (فصل) القياديين الثلاثة من مجموعة (الإصلاح)، “غازي صلاح الدين عتباني”، “حسن عثمان رزق”، و”فضل الله أحمد عبد الله”، و(تجميد) عضوية آخرين، على أن يتم إمهالهم (عشرة أيام) للتراجع عن ما أقدموا عليه!!
} كنا نظن أن مجلس الشورى (ماعون) أكبر وأوسع، وساحة مفتوحة للحوار، والنقد، وتقبل الآراء من جميع الأطراف بالحزب، وبالتالي فإن هذا الافتراض يجعل هذا المجلس أكثر انفتاحاً وتحرراً من تركيبة المكتب القيادي الذي يضم في غالبه دستوريين يشغلون مناصب مختلفة في جهاز الدولة التنفيذي.
} ولكن (الشورى) أثبت – بياناً بالعمل – أنه مجرد (صدى) لصوت قيادة الدولة والحزب، علماً بأنه يضم أيضاً الكثير من الوزراء، وجميع (الولاة)!!
} (المؤتمر الوطني) لم يمهل الحركات المسلحة المتمردة من دارفور إلى جنوب كردفان (عشرة أيام) للعودة عن تمردهم المسلح، وإلاّ فالحرب التي لا تعرف بعد انتهاء (المهلة) تفاوضاً، ولا محادثات، بل ترك لها الحبل على الغارب، تتمرد وتقتل وتحرق كيفما شاءت، ثم تعود لطاولة السلام والمفاوضات متى ما أرادت، والباب كان مفتوحاً (16) عاماً للحركة الشعبية في جنوب السودان من العام (1989) إلى العام (2005) م تاريخ التوقيع على اتفاقية السلام!!
} والباب ما زال مفتوحاً للحوار مع حركات دارفور المسلحة عشرة (أعوام) طويلة، وليس (أيام)!! فعلام يتعجل مجلس الشورى ويمهل “غازي” وصحبه (عشرة أيام) فقط؟!! وهو يعلم أنهم لن يتجاوبوا مع مثل هذا الخطاب (الاستفزازي) المشروط بالاعتذار والأيام العشرة!!
} من المؤسف أن يكون (المؤتمر الوطني) أكثر تشدداً و(عنفاً) مع عضويته (القيادية)، من حملة السلاح والمجرمين وقطاع الطرق!!
} سيقول البعض إنه بذلك إنما يغلق الباب أمام أية محاولات أخرى لشق الصف، والخروج على (التنظيم)، ولكننا نقول: من يدري، فقد يدفع مثل هذا السلوك (العنيف) في معالجة أمر (مذكرة) إلى المزيد من المذكرات والانشقاقات.
} سياسة (التخويف) – وحدها – لا تكفي لدعم (تماسك) الحزب، لا بد من (تتبع) أسباب تلك الاحتجاجات (الداخلية)، والبحث عن (حلول) والوصول لبرنامج (إصلاحات) حقيقي.
} اللافت أن مجلس شورى (الحركة الإسلامية)، مع أنه – كما ذكرنا هنا في مقال سابق – غير معني بقرار (فصل) و(تجميد) عضوية (المؤتمر الوطني) إلاّ أنه كان أكثر فاعلية وانفعالاً بقضية خروج مجموعة (الإصلاحيين)، من مجلس شورى الحزب!!
} أخشى أن يكون مجلس شورى الحزب قد تحول إلى مجلس وزراء (مطعم)، يأتي فقط لـ(البصمة) على القرارات!!
} بصمة (حناجر)، لا تشبه البصمة (الإلكترونية).
} وكل شورى.. وأنتم تبصمون!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية