متى نشرع في (تلميع) ضمائرنا..؟!!
} تربع الأهلي المصري على عرش القارة الأفريقية للمرة الثامنة في تاريخه، مسجلاً رقماً قياسياً جديداً وفريداً.. ولعل البطولتين الأخيرتين كانتا الأغلى نسبة للظروف العصيبة التي مرت ولا تزال تسيطر على الأوضاع في شمال الوادي..!!
} مباراة الإياب في نهائي أفريقيا أمام أورلاندو الجنوب أفريقي على ملعب «المقاولون العرب» شهدت العديد من الأحداث المثيرة التي تفاعل معها مجلس الأهلي والإعلام المصري بطريقة عملية..!!
} ورغم فوز الأهلي على ضيفه الجنوب أفريقي بهدفين نظيفين، والذي كان إعلاناً رسمياً لإحراز المارد الأحمر للقب القاري، إلا أن ذلك لم يمنع مجلس الإدارة التفاعل باحترافية مع الأحداث..!!
} النجم الأهلاوي «أحمد عبد الظاهر» أشار بعد تسجيل الهدف الثاني بأصابعه ملوحاً بعلامة ميدان «رابعة العدوية» معبراً عن تأييده لحكم الإخوان المسلمين في مشهد نقلته الشاشات لكل العالم..!!
} مجلس الأهلي لم يتأخر أو يفكر كثيراً، واعتبر تصرف النجم «عبد الظاهر» دمجاً للسياسة مع الرياضة، وبالتالي استحق اللاعب العقوبة التي تمثلت في حرمانه من المشاركة في كأس العالم للأندية، وتجميد مستحقاته المالية..!!
} التجاوز الذي اعتبره المجلس كبيراً ما كان يستحق التحقيق ولا المساءلة، على اعتبار أنه حدث أمام الجميع، ولا يوجد مجال لـ(المطاولة) أو تكوين لجان للتحقيق..!!
} اللاعب تعامل مع القرار بكل احترافية ولم يعترض أو يهاجم المجلس لعلمه وإدراكه للقيمة الأدبية والفنية والسمعة التي يتشرف بها بارتدائه لشعار الأهلي..!!
} الإعلام المصري شن هجوماً كبيراً على النجم الكبير «أبو تريكة» الملقب بـ(حلواني) الكرة المصرية، واعترض على تعمده عدم الصعود إلى المقصورة لاستلام ميداليته..!!
} واعتبر الإعلام المصري أن ما قام به «أبو تريكة» يعتبر اعتراضاً منه على ممثل الحكومة المؤقتة التي أعقبت حكم الإخوان، في المقصورة، بعد عزل الرئيس المنتخب «محمد مرسي» قبل شهور قليلة من الآن..!!
} «أبو تريكة» ورغم تاريخه الكروي الناصع وإنجازاته التي حققها، سواء مع الأهلي أو منتخب مصر، لم يسلم من عبارات النقد من جانب الإعلام الذي طالب مجلس الأهلي بضرورة إصدار عقوبة مناسبة توازي التجاوز الذي صدر منه..!!
} إنها الاحترافية التي نبحث عنها في دوائر أنديتنا واتحاداتنا في الرياضة السودانية عموماً، وكرة القدم على وجه الخصوص.. كما أننا نفتقدها في أجهزتنا الإعلامية..!!
} الإشكالية الحقيقية التي تحاصرنا في السودان وتحول بيننا والتقدم إلى الأمام تتمثل في خلطنا الدائم للعاطفة مع الأمور التي تتطلب التعامل بحسم وجدية..!!
} تخريمة أولى: (البيه) وبعدما تأكد من عد مشاركته في قادم المباريات وعلمه بحقيقة عدم وجود (الرئيس) بالخرطوم قرر العودة إلى بلاده.. فمن يا ترى يتجرأ على مساءلته..؟!!
} تخريمة ثانية: ما نتابعه من حولنا يؤكد أننا نحتاج أول ما نحتاج للتصالح مع أنفسنا وغسل ضمائرنا واستخدام نظارة الحقيقة التي تكشف لنا الأشياء بحجمها الطبيعي..!!