أخبار

لا يدخلها عليكم مسكين !

} أقسم أمامي أنه لن يطأ (عتبة) مكتب ذلك المسؤول، لأن أحد مساعديه استفزه وعده (متسولاً) يطلب دعماً، فقلت له ترفق بنفسك يا رجل ولا تأسى على (المسكين) فإنه فعل ما فعل بعلم (صاحبه) الدستوري، ولهذا إياك وغشيان دور (السلاطين)! فأمام بواباتهم شباب يظنون أن كل داخل عليهم (ضرة) !
} عجبت للحساسية العالية التي يتعامل معها بعض من وضعتهم التكاليف والمهام وربما الثقة كمساعدين لبعض المسؤولين، وهي حساسية تتخذ أشكالاً عدة لكن أسوأها على الإطلاق الوقوف في خانة الانتصار للنفس والذات. إن من ولي من أمر الناس شيئاً في تلك المقامات، حري به أن يكون مستودع الحكمة واللطف ورحابة الصدر، فالسكرتير والمعاون والمدير المكلف بشأن يلي شخصية مهمة أو عظيمة إنما هو عنوان، فإن طاب طاب الظن برئيسه وإن خاب طال الذم قائده الأعلى، ولهذا تجد أن كثيراً من المسؤولين إنما هم مغضوب عليهم، لأن صغار موظفيهم ينتحلون شخصية المسؤول وهو في التعبير العامي يعبر عنه بأنَّ فلاناً (مركب مكنة).
} من مظاهر تلك الحالة حالة من التضخم والشعور بالعظمة يردي صاحبه في العادة موارد التهلكة، ليس لأن الإبعاد يكون نصيبه فقد عودتنا التجارب أن مثل هذا النوع يعمر ويترقى، ولكن المورد يكون بصد قلوب الناس عادة عن شخص مسؤول، هو قمة الإنسانية والرحمة والتفهم والتبسط لخلق الله ورعاية مصالحهم .
} لا أعنى بقولي هذا مؤسسة بعينها أو سكرتارية معينة لكنها مقالة في الهواء الطلق، من شاء وضعها حبلاً في عنقه ومن شاء أخذها من مدخل النصيحة والتعاون على البر والتجويد، فلست في موقف يسمح لي بالنظر إلى صروح من الإنجازات تهوي، لأن المكلفين بتنظيم بعض الأمور فيها لا يحسنون التعامل ويتعالون على الناس ويظنون أن الإنقاذ والحكومة الحالية، إنما أتت لأنهم من صاغوا بيان الثورة الأول ولأنهم من أتوا بـ”البشير” إلى الكلية الحربية، ومنها ومعه بقية من نفذوا العملية ليلة الثلاثين من يونيو الشهيرة وبالتالي فإنهم مخيرون فيما يصنعون، فكل الداخلين عليهم عملاء وأراذل قوم أذلة !
} إن من تقلد منصباً ووضع في مقام حقيق به أن يتواصل مع الآخرين، وعلى من هم حوله إدراك أنهم خدام لذاك المسؤول ومكلفون بعونه ولا يملك أي منهم سلطة تفوق سلطته، فهم محض موظفين. ويؤسفني هنا القول إن بعض المسؤولين يسلمون رقابهم وذقونهم لأولئك المساعدين، فيقع جور عظيم على الناس وتهتز صورة المسؤول بحيث يبدو في موقع الفظ المتعجرف، وقد يكون هو أبعد الناس عن ذلك ولكن مساعديه قضوا عليه.
} المساعد الأمين النابه من يكون عوناً لصاحب السلطة بالمبادرات والمقترحات النيرة، وللأسف فإن هؤلاء قلة نادرة فكان من الطبيعي أن خسر هذا المسؤول أو ذاك كل حظوظه وإن كان محسن العمل والقول.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية