أخيره

بروفيسور "زكريا بشير إمام" في مؤانسة خفيفة:

يعدّ من العلماء الذين أثروا المكتبة بعدد كبير من المؤلفات.. سياسي منذ نعومة أظافره وأستاذ خبرته قاعات الدرس.. حاولنا أن نتعرف على جانب آخر من حياته.. نشأته.. دراساته.. محطات مهمة في حياته.. أيام الفرح التي عاشها وأيام الحزن.. هوايات ظل يمارسها.. نادٍ يحرص على تشجيعه.. فنان يفضل الاستماع إليه.. وماذا أخذت منه الحركة الإسلامية؟ وقد سألناه في بداية حوارنا معه:

} من أنت؟
– “زكريا بشير إمام”.. من مواليد مدينة بربر.. تلقيت فيها دراستي بالمرحلتين الابتدائية والوسطى، ومن ثم انتقلت إلى مدرسة بورتسودان الثانوية، ومنها التحقت بجامعة الخرطوم كلية الآداب.. وحصلت على درجة الماجستير من جامعة (درم) ببريطانيا والدكتوراه من (بتسبيرج) بالولايات المتحدة الأمريكية.
} إذا أعدناك إلى فترة الدراسة.. ما هي المواد المحببة إليك؟
– كل العلوم كانت محببة بالنسبة لي، لذلك كنت الأول في كل مراحلي الدراسية من الابتدائي حتى الجامعة.
} هل سبق أن جئت أول السودان؟
– أبداً.. ولكن النتيجة دائماً هي امتياز.
} الآداب.. هل كانت رغبة بالنسبة لك؟
– نعم.. عندما التحقت بجامعة الخرطوم درست حتى السنة الثانية بكلية العلوم.. ولما لم تكن الكلية رغبتي حولت للآداب لأن ميولي منذ الصغر كانت فكرية ودينية.
} ما هو السبب؟
– هذه فطرة.. كما يقول “الغزالي”، فدائماً كنت مشغولاً بالمسائل الأصولية، وحتى عندما كنت في المرحلة الأولية كنت أفكر في الله هل هو موجود أم لا.. فكنت أسهر الليالي بسبب هذا التفكير.
} بعد أن تخرجت في الجامعة.. ما هي محطتك الأولى؟
– عُينت بجامعة الخرطوم كلية الآداب.
} كيف دخلت الحركة الإسلامية؟
– التحقت بالحركة الإسلامية وأنا طالب بالمرحلة الوسطى.
} هل تذكر من جندك؟
– لا يوجد أحد، ولكن أذكر أن أستاذ اللغة العربية طلب منا كتابة موضوع في الإنشاء عن أحداث 1955م، فكتبت وقتها عن إعدامات الإخوان المسلمين في مصر إبان حكم “عبد الناصر”، وذكرت أن ما حدث يعد ظلماً.. كما تحدثت عن التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا، ورأيي حول تلك الموضوعات عدّه أستاذ اللغة العربية رأياً سياسياً ولابد أن أفصل من المدرسة، فانضم إلى هذا الأستاذ ضابط المدرسة ووقتها كانا من اليساريين.. فقالا (إما نحن أو الطالب؟) فرأى الناظر أن ما قمت به تعبير عن رأيي، ولكنه قال لي: (حتى أنهي القضية سوف أسجنك بالمدرسة حتى المساء).. هذه المشكلة جعلتني أبحث عن هؤلاء الإخوان حتى أصبحت جزءاً منهم.. وقمت أنا والأخ “علي جاويش” بتأسيس خلية للإخوان المسلمين بالمدرسة.
} كتب أثرت فيك؟
– كتابات سيد قطب خاصة كتابه (العدالة الاجتماعية)، فقد أقنعني بالإسلام كله وليس بفكر الإخوان المسلمين فقط.
} ماذا أخذت من الحركة؟
– أخذت منها أن الإسلام دين يجيب عن كل التساؤلات، ووجدت فيها الأمن النفسي والاطمئنان.
} هل شاركت في النشاط السياسي؟
– شاركت في الاتحادات الطلابية بمدرسة بورتسودان الثانوية وبجامعة الخرطوم.
} هل تعرضت للسجن؟
– كثيراً.. إبان لجنة “حافظ الشيخ الزاكي” وقبل أكتوبر.
} ماذا استفدت من السجن؟
– مزيداً من الإطلاع، ومزيداً من الصبر.
} والمصالحة الوطنية؟
– كنت من المؤيدين لها منذ أن كنت بجدة.
} مواقع تبوأتها بعد المصالحة؟
– شغلت منصب رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بدرجة وزير.
} أيام فرح عشتها؟
– فرحت بنجاح ثورة أكتوبر 1964م، وبزواجي الذي كان محطة منيرة ومن أيام الفرح الغالي، وسعدت عندما ارتبطت بمن كنت أتمنى أن ارتبط بها.
} أيام حزنت فيها؟
– عندما تآمر عليّ الشيوعيون بالجامعة وفصلت منها، فكانت ليلة حزينة بالنسبة لي لم أنم فيها حتى الصباح.. وفقد الأعزاء يمثل أيضاً لي أيام حزن، خاصة عندما فقدت والدي وشقيقيّ “عبد المنعم” و”صلاح”.
} فريق رياضي تحرص على تشجيعه؟
– الهلال.
} هوايات كنت تمارسها؟
– كرة القدم والمشي.
} فنان تفضل الاستماع إليه؟
– “عثمان حسين”.
} هل تدخل المطبخ؟
– أكره المطبخ.. وإذا اضطررت أجيد صناعة البيض والشاي.
} مقتنيات تحرص على شرائها عند دخول السوق؟
– لست من هواة التسوق.. ولكني إذا دخلت كنت أحب المشي في السوق الإفرنجي.. وأتناول فنجان قهوة من مقهى (أتنهي).
} على كم من الكتب تحتوي مكتبتك الآن؟
– مكتبتي بها أكثر من خمسة آلاف عنوان.
} مؤلفاتك الخاصة؟
– تبلغ مؤلفاتي الخاصة ثمانية وعشرين كتاباً باللغة العربية، وثمانية باللغة الإنجليزية.
} وآخر مؤلفاتك؟
– (نظرية داروين في الميزان).
} كيف خسرت دائرة أم درمان إبان (مايو)؟
– كانت محطة حزينة بالنسبة لي.. لأنني نازلت فيها السيدة “فاطمة عبد المحمود” التي كانت مدعومة من جانب الرئيس “نميري” ونائبه و(بهدلتني).. وسقوطي أحزنني كثيراً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية