حرب الإعلام الخفية..!!
لأول مرة أقرأ في الصحف ما يشير إلى أننا منتبهون لخبث الإعلام الغربي وأساليبه الخبيثة لتشويه صورة السودان لدى العالم، وإلى أن مؤسسات بعينها تسعى لإثارة الفتنة وتنفيذ الأجندة الخارجية، فهي تقبّح الجميل وتجمّل القبيح، ونحن دائماً ننبه لذلك ونطالب ببدء حملة مضادة تستخدم نفس الأساليب للرد على الحرب النفسية المتواصلة.. والمعروف أن الحرب الإعلامية ضد نظام تبدأ وكأنها لا تقصد شيئاً سوى الإصلاح وتستفيد مما ينشر في الداخل وتعزف على وتره. هناك فرية أخذ كل الإعلام العالمي يرددها منذ سنوات المعاناة ونقص الغذاء، عانينا نحن من تأثيرها ونحن بالمملكة عندما أخذ كل الإعلام العالمي يردد في أي مقال وتقرير أن السودانيين لا يعملون بل هم كسالى، وللأسف شاركت صحف عربية في الحملة التي كانت منظمة، وتأثرنا بها حتى نحن.. فهم أولاً يشيرون إلى حقيقة لا ينكرها أحد وهي أن السودان يضم شعوباً متعددة لها عادات مختلفة، وأخذنا نردد ذلك في كل ندوة ببلاهة ولم نلاحظ أن اختلاف اللهجات لم يمنع وحدة اللغة، ولم يشر أحد إلى أن أي سوداني يتحدث العربية حتى الذين لهم لغة أخرى وأنها اللغة الوحيدة التي يتحدث بها كل السودانيين، وهذا يعني أننا لا نختلف في لغة التخاطب ولا حاجة لترديد أننا نتميز بتنوع لا يمنع الوحدة، ولذلك دون أن ندري وضعنا أول بذرة تمرد وانفصال. لماذا لم نشن حملة مضادة تبرز وحدة اللغة، وأن السوداني يتحدث العربية في أي جزء من أجزائه ويفمهما الجميع دون الحاجة إلى مترجم، وأن اللهجات تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة؟!
ذات مرة قرأت تحقيقاً مصوراً في مجلة عربية، ظاهره أنه مع قضايا السودان لكن باطنه هو السم الزعاف.. في ذلك التحقيق صور المصور النيل وعليه مركب شراعي يشق عبابه، وهذا المركب به شراع مرقع وفي داخله أفراد بؤساء لا يجدون حتى الملابس التي تسترهم، والصورة كانت مؤكدة لكسل السودانيين، إذ إنها عرضت صورة لمنشار في زرائب السجانة، والمعروف أن المنشار يعمل عليه شخصان لكنه كان يظهر ثلاثة أشخاص يتعاونون لقطع قطعة خشب.. ربما يظن بعضكم الآن أن هذا أمر غير مقصود، ولكنه مقصود لإظهار كسل السودانيين لأننا منذ نعومة أظافرنا لم نشهد ثلاثة رجال يعملون في هذا المنشار، وكانت هناك صور أخرى لشاطئ النيل في بقعة تخلو من الزراعة لمزيد من التأكيد على كسل السودانيين، وغيرها من صور تظهر السلبيات فقط.. وأذكر أنني انفعلت وكتبت مقالاً للرد حملته وسلمته لرئيس تحرير إحدى الصحف مفنداً كل ما ورد في ذلك التحقيق، لكن رئيس التحرير المذكور لم ينشر الرد.
لا أعرف ما إذا كان لدى إدارة الإعلام الخارجي صور ونشرات باللغتين العربية والإنجليزية تتحدث عن الوجه الحقيقي للسودان، وتوضح أن كل قبائله تتحدث لغة واحدة مفهومة للجميع، وأتمنى أن تكون لدى وزارة الخارجية مجلة باللغة الإنجليزية تتحدث عن الشعب السوداني وعاداته الجميلة وثرواته الضخمة وأراضيه الشاسعة الخصبة، على أن تزود كل السفارات بنسخ منها، وأفضل أن تكون مجانية.
الاكتفاء برصد المخالفات ضدنا لن يفيد.. لابد من تحرك آخر ولدينا الكفاءات الإعلامية القادرة على أداء المهمة.
{ قالوا .. ونقول
قالوا إن السودانيين كسالى.. ونقول إنهم كسالى في الرد على حملات التشويه.