الدولة العميقة .. هنا وهناك!!
} التعقيب التالي وصلني من الأخ الدكتور “كمال عبد القادر”، وكيل وزارة الصحة السابق وصاحب (كلامات).. له التحية والاحترام.
} الأخ الأستاذ “الهندي عز الدين”.. تحياتي..
قرأت ما سطره قلمكم بخصوص روشتة علاج النظام الصحي في السودان، وأؤكد لك أنك أصبت كبد الحقيقة، وأن أمراض النظام الصحي في السودان غدت معروفة من كثرة التشخيص، وروشتة العلاج أيضاً متفق عليها بين الكثيرين من أهل الشأن والحادبين. وقد جرت عدة محاولات لتطبيق روشتة الإصلاح، كان آخرها اجتهادنا كمجموعة آتية من خارج المنظومة التقليدية. ورغم الدعم اللا محدود الذي لقيناه من جهات معتبرة، إلا أن جهودنا اصطدمت بمكونات الدولة العميقة التي انحنت لعاصفة التغيير، ثم ما لبثت أن استجمعت قواها وأعادت رص تحالفاتها حينما بدأت تغييرات الصحة تهدد عروشها.
} هذه القوى رغم التناقض الظاهري بينها، إلا أنها تتفق على بقاء الوضع القائم، حيث إنه هو الذي أفرزها وهي المستفيد الأول من استمراره.
} النظام الصحي يا سيدي مليء بالسقوف الزجاجية التي لا تُرى بالعين المجردة، ولكنك تصطدم بها حينما تقترب منها.
} هبّ أنصار الدولة العميقة في مصر لإجهاض مقاصد الثورة بدعوى استمرارها وحمايتها وانحيازهم لصفوفها، بينما تكشف الأيام أن أفعالهم على النقيض من ذلك تماماً، وها هو الشعب المصري يجد أنه في حاجة إلى ثورة ثالثة لحماية ثورته الأولى.
} جيش مصر الذي طال عهده بالحرب بعدما أدمن التجارة، يجد نفسه في زواج كاثوليكي مع تجار عهد “مبارك” حتى لا تتفكك دولتهم العميقة. ويبدو أن صناع الثورة كانوا قد أحسنوا الظن ببعض سدنة النظام القديم، وانشغلوا بمقاصد الثورة عن تفكيك النظام القديم، ليجدوا أن الذين يسيرون الآن على درب الثورة بـ (الإستيكة) هم وزير دفاع الثورة، ووزير داخليتها، ووزير خارجيتها.
} أخي..
شعار الدولة العميقة هنا وهناك هو الانحياز للبسطاء وخدمتهم، وأفعالها هنا وهناك حماية المصلحة.
} وسائل الدولة العميقة هنا وهناك شيطنة الآخرين وتدجين الأقلام ترهيباً وترغيباً، حتى أن الواحد منا أضحى يصاب بالدهشة حينما يرى قلماً يصدع بالحق خروجاً على ذهب المعز وسيفه.
} المؤسف أن الناس هنا وهناك يخدعون لبعض الوقت، ثم يستبينون النصح عند ضحى الغد.
} كنت قد آثرت عدم تناول أمر الصحة حتى لا توصف شهادتنا فيها بالمجروحة، وحتى لا يظن ظان أننا نعرض خدماتنا بعدما انكشف المستور.
} كان ذلك بعض جهدنا، وهذه بعض شهادتنا.. بهما نلقى الله.
كمال عبد القادر