نوافذ

غفَّلت الشوق.. ومرقت براااي

} همست شجرة لتاني
شعاع رباني شاقِّي الحلة
يدخل (صُرَّة) شافع ويطلع إيقاع نوبة
} (الله يرحمه “مجدي النور”، كان لازم يموت)!! هكذا ابتدر الشاعر القادم بقوة “عمر مصطفى عبد الله” حائطه النهاري على صفحة (الفيسبوك)، وكان من ضمن التعليقات التي وردت من إحدى الجميلات في اللغة الدارجية (زي ما بقولن أماتنا من يومو جنى فراق).
وأنا عن نفسي أذكر جيداً ما يسبق هذه الجملة من حديث، حينما يدور الحديث حول راحل ما، مثل (والله الشافع دا كان جميل جمال لا من مولع نور).. فتردف أخرى (ربنا يتقبلو ويشفع فيهو والدينو) إذن هو فقد جلل..
} “مجدي النور” رجل انتابني الفرح الغامر حينما حصلت على نسخة من روايته وديوانه عبر وزير الثقافة لدى ولايتي الحبيبة البروفيسور “إبراهيم القرشي”، إثر احتفاليات الجزيرة بمهرجان الشعراء والإبداع، كما أطلقوا عليه في العام المنصرم.
هكذا تشبعتُ من كلمات هذه القامة التي سمقت وسمت، رغم أنف كل شيء. ما (جرَّني) لهذا الحديث جرَّاً هو هذا الشاب، الذي أنا بصدد الحديث عنه عبر هذه النوافذ.
} من الذين أعرفهم شعراً فقط، لا أظنني قابلته البتة، ذو كتابة تجبرك على الوقوف عندها، حقاً. وفي زمن يتكالب فيه الناسُ على بعضهم، أفخر إذ أتحدث عن أحد أبناء جيلي، وقد يتساءل البعض لماذا تكتب عن شاعر وهي شاعرة؟! أو (ده منو يا ربي الشكرتو البت دي)؟ وهكذا، ولكن لكامل ثقتي بما يكتب من الشعر السوداني البسيط المشبع بالصورة والخيال والمعنى والفكرة والترابط التام مع وجود عنصر الدهشة المفرطة، كل هذا ساقني نحو الكتابة عن شاعر قال:
} في غمرة ليل أشجان بكاي
اتلمَّت فيني جموع الشوق، وأنا كنت برااي
حنَّستَ الشوق أقعد بي ذوق
ما تكون يا شوق شافع كاواي
لاواني الشوق وما أظنك تعرفي كيف يا غالية الشوق لاوايْ
طاوعتو وقمنا مرقنا عليك
كلَّمتَ الروح الدايرة تجيك.. ما تمشي معايْ
سكَّتَ النبض الباكي حنين
هدهدْتَ الروح.. نوَّمت العين
غفَّلت خُطايْ
ومرقت أكضِّب ظنَّ الشوق القال لي قلبك
ما هو حِدايْ
} إلى أن يقول:
لفِّيت قلبك.. شارع شارع
لاقيت أطفال الريد تايهين
بسألوا جواك عن زول ضايع
ودفتر أشعاري القلتها فيك
معمول مُركب في إيد شافع
وأحلام يوماتي تموت بالجوع وأشواق في جتته بتصارع
لا شفتَ الريد القلتي عليو لا سمعتَ النبض المتسارع
بس شفتَ أساي
صدَّقت الشوق القال لي قلبك ما هو معاي
غفَّلت الشوق.. وخليتو معاك.. ومرقت براي!!
} في هذه الأيام قلَّما تجد من يتحدث عن آخر هكذا، وهذا الموضوع ربما أتحدث عنه في زاوية أخرى، لأن لي حديثاً في من يتوجون أنفسهم ملوكاً على إمبراطورية الشعر، وهم لا يملكون عمراً ولا تجربة، ولا حتى بصمة تميزهم عن سواهم، وتهبهم أبسط حقوق الملكية!!
} نافذة على القلب
دعُوني أسطِّرُ أغنيةَ الشوقِ.. أبحرُ خلفَ اتساعِ المعاني
دعُوني (أزغرد) أني منادي الأسى ما دعاني
دعُوني أعاني
لأني سأنبتُ شعراً بدمعِ المآقي
وأرقصُ سحراً إذا التفَّ ساقي
وأمنحُ أغنيتي واشتياقي
وأعلنُ للكونِ.. والكونُ يغرقُ في لجَّة الصمتِ.. بوحَ احتراقي
لأني أعاني
} خلف نافذة مغلقة:
قال هذا الشاعر:
بس يا ست هواي لو ترضي
تنزلي من سَماك لي أرضي
وأوزن بيك نشاز أوتاري
تبقي الوحي لي كلِّ كلمة
وأم لي كل بنات أفكاري
} فقط هكذا!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية