النظريات الاقتصادية ( عندنا ).. ( تبدلت وتغيرت )
في جولة المجهر والتي نشرت في المساحة السابقة تلاحظ ومن خلالها انخفاض أسعار الخراف، كما أكد أصحاب المواشي بأنهم يعانون ضعف القوى الشرائية مع ارتفاع أسعار الأعلاف.
ونحن بدورنا نقول لهم دون شماتة : ( انتو ذاتكم بالغتوا لأن الأسعار كانت خرافية حتى تراجع الكثيرون عن الشراء وباتوا بدون أضحية) (والآن جيتو عشان تقولوا القوى الشرائية ضعيفة والأعلاف مرتفعة، ما كان أحسن تبيعوا بأسعار معقولة). وفى النهاية ما أظن تكون في خسارة لأنو لدي قناعة تامة بأن التاجر لا يخسر ولا يبيع بالخسارة،
فقط نقول ليكم انتظروا موكب الحجاج لشراء الخراف (للكرامة) أو انتظروا مناسبات الأفراح والتي قلت هذا العيد بسبب الغلاء الذي بات يهدد كل شيء… الناس كانت تنتظر مناسبات الأعياد لإعلان أفراح الزواج، وكانت الحفلات بالأحياء تطرب أهل الحي الذين يحبون الطرب، أما الآن فقد قلت كثيرا جدا حتى بصالات الأفراح.
نعم حنفقد طعم الأشياء الجميلة بسبب الغلاء الذي نعيشه والذي مازالت فصوله مستمرة ليست لها نهاية، طالما أن هنالك لا ضابط لها حيث كان من المفترض أن تنخفض في ظل الوفرة … ففي حالة الندرة كنا نتوقع الارتفاع ولكن الآن وبحمد الله هنالك وفرة خيالية تذهلك وأنت تتجول في السوق. ورغم ذلك الارتفاع في الأسعار الذي يجعل القوى الشرائية ضعيفة… وقد تعلمنا اقتصادياً وفى علوم الاقتصاد أن الوفرة تؤدي إلى الانخفاض، وبالتالي يحدث الإقبال على شراء السلع أما في حالة الندرة فيحدث العكس وترتفع الأسعار ويقل الطلب.
الآن الوفرة ونعيش الارتفاع…. السوق مليان بكل شيء ولكن للأسف الشديد لا تستطيع شراء أبسط الاحتياجات… ولعمري أن هذا شيء يذهل الإنسان.
وما معنى هذا الأمر في علم الاقتصاد … وأظن أن الاقتصاد لابد أن يتم تغير نظرياته ونظريات أبو الاقتصاد الذي وضعها، حتى تلائم واقعنا الاقتصادي والمعيشي الذي نعيشه.
زمان قبل الوفرة كان التجار يخفون السلعة ويظهرونها بعد أيام، وعندما تظهر تظهر بسعر جديد فتطر للشراء.. الآن السلعة في رفها الليلة بسعر وبكرة بسعر آخر.
الغاز رغم توجيهات وزارة النفط بأن سعر الأسطوانة بـ 25) جنيها نشتريه ونحن مضطرون بـ ( 30 و35 ) وفى بعض الأحيان بـ (40)، وأصحاب المحلات يعرفون توجيهات النفط ويرمون بها عرض الحائط، لأنهم على قناعة بأن لا توجد جهة تحاسبهم على الخطوة التي أقبلوا عليها في الزيادة، وعلتهم (أن السوق بدونهم مولع نار بس بقت عليهم هم )
الخبز قل حجمه وأصبحت الرغيفة الواحدة تأكلها في لقمتين وكأنه خبز عيال صغار يافعين أو خبز مناسبات … نخجل أن نقدمها للضيف لأنها غير مشرفة لا شكلاً ولا حتى مضموناً وبدلاً من أن يكون وزنها (70) جراماً أصبحت لا ترى بالعين المجردة، ونحن دولة القمح والزراعة والمطامير وصوامع الغلال ودولة الحيوان.
واقعنا الاقتصادي محير جداً لأن النظريات الاقتصادية اتقلبت رأساً على عقب وتبدلت وتغيرت.
والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم