رأي

القمح في الشمالية

كشفت (وزارة الزراعة والري) عن زراعة (537) ألف فدان قمح و(135) فداناً بمحصول زهرة الشمس إلى جانب الخضروات والتوابل في الموسم الشتوي المقبل، وقال وزير الزراعة إن البنك الزراعي سيقوم بتمويل وتوفير المدخلات الزراعية الخاصة بمحاصيل العروة الشتوية (قمح وزهرة الشمس).
نهتم بهذا التصريح لأنه يتحدث عن قوتنا ويحدد مستقبلنا كبلد زراعي، فالإنسان متى ما ضمن قوت يومه فإنه يطمئن لغده، وينعكس على حرية قراره وقرار بلده، وهذا ما ظللنا نقوله إنه لا حرية قرار لمن لا ينتج غذاءه.. والسودان بدأ منذ عدة سنوات محاولة لإنتاج غذائه، فزاد المساحة المزروعة بالقمح في الجزيرة. ولم أفهم سر الاهتمام بالإنتاج على حساب الشمالية وهي التي تزرع القمح منذ آلاف السنين، كما أن مزارعها له خبرة آلاف السنين في التعامل مع القمح، لم أفهم لماذا لم تحاول وزارة الزراعة زيادة الرقعة المزروعة قمحاً في الشمالية مع أن الفدان في الشمالية إنتاجه ثلاثة أضعاف إنتاجه في الجزيرة، وأيضاً بالإمكان زراعته في (جبل مرة) بولاية دارفور.. والإنتاج في الشمالية أكثر لأن المناخ شتاء بارد والقمح يحب البرد.. والبرد في الشمالية يمكن أن يصل مرحلة أن مياه الأزيار تتجمد وتتحول إلى ثلج، ولهذا تجد المزارع في الشمالية أنشط من أخيه في الجزيرة، لأنه يشرف على العمل في مزرعة صغيرة تابعة لعائلته وليس له مصدر رزق غيرها، والإنسان متى ما وضع أمام تحدي إنتاج غذائه أو الموت جوعاً فإنه يتفانى في العمل.
وفي رأيي إن انشغال المزارع برعاية محاصيل أخرى يشغله عن رعاية القمح، وأن تحويل كل المساحات لإنتاج القمح أكثر فائدة، فـ(الصين) لم تخرج من المجاعة إلا عندما حولت كل المساحات لإنتاج (الأرز) وهو الغذاء الرئيسي في (الصين).
لا أعرف هل أجرى الخبراء تجارب لزراعة القمح في الصحراء القريبة من النيل في الشمالية، الذي أعرفه أن زراعة القمح في الصحراء نجحت في (السعودية)، ويمكن الاستفادة من التجربة السعودية، وأنا على ثقة أنها لا تكلفنا أموالاً وجهداً لأن الأرض الجرداء في الصحراء يمكن استصلاحها وتحويلها إلى أرض خصبة ليس باستخدام المخصبات ولكن بغمر هذه الأرض بمياه النيل لفترة طويلة وتركها حتى تمتص الطمي، ثم زراعتها بعد حرثها حتى وهي مغمورة بالمياه، مما نلاحظه أن التربة الصحراوية تنتج بعض المزروعات متى ما وجدت مياهاً كثيرة وطمي، وهذا الأمر نلاحظه في منازلنا حيث أن الحديقة المنزلية تنتج محاصيل متنوعة بعد غمرها بالمياه، فلماذا لا تقوم الوزارة بهذه التجربة بطريقة علمية صحيحة؟
لقد استطاع إنسان الشمال إطعام كل الإمبراطورية الرومانية بالقمح، والآن يتطلب الأمر إجراء تجارب وبحوث.
قالوا.. ونقول..
قالت الزميلة “حياة حميدة” عاد “أحمدون”، فعاد للصحف ألقها وأنا أتمنى أن أكون كذلك، وأشكرك على كلماتك الرائعات يا رائعة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية