حوارات

القيادي بالمؤتمر الشعبي وتحالف المعارضة "كمال عمر" في حوار مع (المجهر):

يبدو أن انفراجاً وشيكاً سيظلل العلاقة بين الطرفين المتخاصمين المعارضة والحكومة، رغم الغيوم المتلبدة في سماء المشهد السياسي.. هذا ما بدا لنا من خلال هذا الحوار مع القيادي بالمؤتمر الشعبي والقيادي بتحالف المعارضة الأستاذ “كمال عمر”.
“كمال” تحدث عن نتائج خطة المائة يوم، وطوَّف في إجاباته على أسئلة (المجهر) على وحدة الإسلاميين، وتحدث عن تحركات الحكومة ولقاءات الرئيس بالقيادات السياسية.. فماذا قال عن كل ذلك.. إلى مضابط الحوار:

} طرحتم في يونيو خطة المائة يوم لترتيب بيت التحالف من الداخل وتوحيد خطابكم – خطاب التغيير – كيف تقيم نتائج الخطة؟
– الخطة هي حملة، المقصود بها فعلاً توحيد خطاب المعارضة وهياكلها.. نحن نفتكر أننا نجحنا إلى حد بعيد بنسبة (80%) ووحدنا الخطاب ووحدنا هياكل المعارضة، ولأول مرة تصبح للمعارضة أجساماً تنظيمية حقيقية. في الماضي نحن كنا نطرح شعارات، ولم تكن هناك أجهزة تعمل على إنزالها على الواقع.. والآن هناك أجهزة، صحيح هي ليست بالمستوى المطلوب، لكن لماذا هي ليست بالمستوى الذي نريده؟! لأن هناك عوامل ظهرت مثل الفيضانات والأمطار وغيرها تسببت في تأجيل مشروع العمل، ولكن إلى حد كبير وبنسبة (80%) نحن حققنا طموحاتنا الأساسية في أن نعمل معارضة حقيقية.
} كيف تقول إنكم نجحتم وفي نهايات الفترة الزمنية لخطتكم انتاشت سهام أعضائكم التحالف..”هالة” و”فاروق أبو عيسى” وغيرهما.. وقالوا إن التحالف ضعيف وغير مؤهل ومتخبط؟!
– هذه السهام جاءت من أناس هم في داخل التحالف، ولم تجيء من خارجه.. وهناك أناس هم في داخل التحالف ولكن كأنما هم خارجه.. هؤلاء هم الذين ما عندهم مساهمة في هياكل التحالف.. أي شخص ليس لحزبه مساهمة في هياكل التحالف، إما بسبب ضعفه أو لعدم امتلاكه لجماهير كافية.. يكون بعيداً عن الحدث، نحن الآن قمنا بمراجعة إدارية لأداء الأحزاب.. وأنت الآن لا تسمعين المؤتمر الشعبي ينتقد التحالف، ولا تسمعين الحزب الشيوعي ينتقد.. والبعثيون.. هل سمعتي أنهم انتقدوا. هذه الأحزاب هي التي تشكل (…)..
} (مقاطعة): ولكني أسمع بحزب….؟
– (مقاطعاً بسرعة): أما الأحزاب الأخرى التي تنتقد التحالف على الهواء فانا أعتقد أن عليها أن تراجع دورها الإداري داخل منظومة التحالف.
} حزب الأمة وهو حزب كبير وله جماهير، ينتقد التحالف؟
– لكن في كل مرة هذا الحزب يتكلم عن أنه ليس جزءاً من حملة المائة يوم.. هل هذا صحيح؟ هذا في النهاية تحدده هياكل التحالف، لكني أريد أن أقول لك نحن لدينا كشف إداري ونعرف حجم الدور الذي يقوم به التحالف في خطة المائة يوم، ونعرف حجم دور كل حزب.
} في تقديرك أنت، هل التحالف الآن مؤهل لإحداث التغيير أو لإسقاط النظام.. هل هو ناجح؟
– أنا أريد أن أقول لك شيئاً.. بالقراءة التاريخية للتحالفات في السودان أنا استطيع أن أقول إن التحالف ناجح.. هذا السودان في تاريخه لم يعرف نوعاً من أنواع التحالفات الموجودة الآن.. أنا أفتكر أن هذا التحالف ناجح لأنه استطاع أن يضم في مكوناته كل ألوان الطيف السياسي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار.. واستطاع لأول مرة أن يوحد خطابه.. واستطاع لأول مرة أن يكوِّن هياكل التحالف، صحيح التحالف اليوم ليس بقدر طموحنا.
} إذن أنت راضٍ عن … ؟
– لا تقولي لي هل هذا التحالف يستطيع أن يسقط النظام أم لا يستطيع.. هذا النظام لا يحتاج لتحالف كيما يسقط.. سقوط هذا النظام لا يحتاج لتحالف وسواءً نحن موجودون أم غير موجودين هو سيسقط.. هذا النظام سقط.. هو سقط.. والآن في مرحلة (لم طوبو بس).
} التحالف ضعيف، فاشل، غير مؤهل، ويتخبط.. لو صدر هذا الكلام من أناس في داخل التحالف غير القيادات “المهدي” “فاروق” “هالة” وغيرهم كان سيكون حديثك هذا مقنعاً؟
– “فاروق أبو عيسى” كلامه أُوِّل.. حدث تأويل لكلامه، وهو تحدث معي مباشرة، وقال إن هذا الكلام الذي جاء في الصحف ونُسب إليه، لم يكن هو الحديث الذي قصده.. هو قصده أن التحالف يحتاج لعناصر أخرى داعمة له، ومجموعات شبابية وغيره، لكن لم ينتقد التحالف.
} قال لك إنه لم يقل إن التحالف غير مؤهل؟
– لم يقل إنه غير مؤهل، وذكر لي هذا الحديث.. أما الآخرون سواء “المهدي” أو “هالة” هؤلاء مشهود لهم بأن لهم وجهة نظر في التحالف، وهذا التحالف لا يصادر حق “الصادق المهدي” أو “هالة” في أن ينتقدا التحالف، لكن الذي نريد أن نقوله إن من يريد أن ينتقد التحالف عليه أن ينتقده في داخل أجهزة التحالف.. نحن في التحالف لدينا تقييم إداري كامل ونعرف أداء الأحزاب بداخله ونعرف الأحزاب التي تعمل برجل واحدة والتي تعمل برجلين اثنتين، ونعرف التي لا تعمل تماماً، والنقد يجيء من الأحزاب التي لا تعمل.
} ما تلك التي لا تعمل.. ما تفاصيل تقييمكم الإداري؟
– أنا لن أقول لك، لكن النقد دائماً يجئ من الأحزاب التي لا تعمل داخل التحالف.
} لقاء “البشير” بالقيادات السياسية ومحاولاته جمع الصف الوطني.. كيف تنظر إليها؟
– والله ياختي لأول مرة المؤتمر الوطني في تاريخه (يعمل حاجة كويسة).. والشيء الجيد الذي فعله الآن هو حركة حوارات وزير المالية.. اتصل بالقوى السياسية كلها، وفي الدستور الآن هناك اتصالات بين القوى السياسية كلها وبين المؤتمر الوطني، وهذا نحن نعتبره محمدة.. نحن كنا من أكثر الأحزاب تشدداً في مسألة مقابلة المؤتمر الوطني والجلوس معه.. الآن قابلناهم في الدستور وقابلناهم في الأزمة المالية هذه، وقابلنا قبل ذلك “الحاج آدم” وقابلنا “عبد الرحمن الصادق” ورغم أن محصلة هذه المقابلات كلها كانت صفراً سياسياً ولم تسفر عن شيء، لكن تعتبر محمدة.. فتطور الحوار في أي منظومة سياسية يعتبر محمدة.
} إذن أنت متفائل؟ وترى أنه من الممكن أن تصل هذه التحركات في النهاية إلى وفاق وطني؟
– نحن مبتغانا من الحوار أن نصل لوضع انتقالي.. كل القوى السياسية مبتغاها أن تصل لوضع انتقالي وفاقي متفق عليه بيننا، بما فينا المؤتمر الوطني، يفضي إلى وضع دستور يؤدي إلى انتخابات تأتي بالبديل الذي يختاره الشعب السوداني.
} أستاذ كمال، سوء الأوضاع الاقتصادية في البلاد وصل المدى.. والكثيرون يرون أن فشل التحالف أيضاً وصل المدى.. ألا ترون أنه من الضروري تجاوز هذه المحطة التي تقفون فيها الآن؟
– والله يا أختى هذه المحطة يفترض أن يتجاوزها الذي أدمن الفشل، والذي أدمن الفشل هو الحكومة.. الحكومة فشلت وهي إلى الآن (شغالة فشل)، نحن نفتكر أن طرح القوى السياسية الجريء (الوضع الانتقالي) هو المخرج الآن، حتى نستطيع أن تخرج من دوامة الفشل السياسي الموجود.
} أنا أعني تجاوز المحطة التي يقف فيها التحالف الآن محطة إسقاط النظام.. لماذا لا تعودون للحوار؟
– كلنا عندنا تجارب حوار مع الحكومة وعندنا تجارب مشاركة مع الحكومة ونتيجة الحوارات هذه كلها كانت صفراً، وبالتالي نحن الآن نقف في هذه المحطة وهي طوق النجاة.. الوضع الانتقالي هو طوق النجاة، وأنا أعتقد أن الحكومة نفسها الآن وبعد انشقاقاتها وخلافاتها الداخلية ليس لديها خيار آخر غير أن تقبل بالوضع الانتقالي.
} الحكومة شاورتكم في حزمة الإصلاحات الاقتصادية ورفع الدعم عن المحروقات؟
– وزير المالية مشكور تناقش معنا، وأبدينا له رأينا حول الميزانية وسنقدم لهم رأياً مكتوباً حول الميزانية، لأننا نحن حزب لا يعارض من أجل المعارضة، بل من أجل الإصلاح.. قلنا لهم إن الميزانية وصلت إلى هذه المرحلة بسبب الفشل السياسي..
} الكثيرون يرون أن “كمال عمر” يشكل (خميرة عكننة) ويقف حجر عثرة أمام محاولات وحدة الإسلاميين.. ويقولون إنه يفعل ذلك لأنه لا صلة له بالحركة الإسلامية ولم يتربَّ في كنفها لذلك لا يحمل همها أو هم وحدتها؟
– طبعاً هذا الكلام غير صحيح، والحركة الإسلامية لا يمكن أن تأتي بشخص لم يتربَّ في كنفها وليس له تاريخ فيها لتجعله الأمين السياسي المسؤول عن الخط السياسي. أنا أحمل هم الإسلاميين، وأحمل هم الحركة الإسلامية، وأحمل هم وحدة الحركة الإسلامية.. ودفعت ثمناً لم يدفعه الكثيرون في الحركة الإسلامية.. في الحركة الإسلامية أنا دفعت ثمناً وأولادي دفعوا ثمناً وأسرتي دفعت ثمناً.. الحركة أعطتني قيماً ومعاني، وأنا سعيد بانتمائي إليها، وأنا من واقع هذا الهم وهذا الالتزام أقول إنني حريص على وحدة الحركة الإسلامية.. وفي ما يختص بالوحدة مع الوطني، نحن لا نتكلم عن وحدة مع الوطني، نتكلم عن وحدة لكل التوجه الإسلامي.. ولذلك يكاد يكون هم الحركة الإسلامية هو الشاغل الأول بالنسبة لي قبل أولادي.. وانحيازي لمعاني الحركة الإسلامية هو الذي جعلني الآن في حزب إسلامي (100%) بقيادة الشيخ “حسن عبد الله الترابي”، وكوْني أكون أميناً سياسياً في هذا الحزب، أنا أعتقد أن هذا ليس بالأمر السهل، ليس هناك أحد يستطيع أن يتولى وظيفة مثل التي أتولاها الآن.. هذه الوظيفة التي أقوم بها الآن يا أختي (حاااارة ما بتولاها أي زول).
} وفي السياق يُطرح سؤال: من أين أتى “كمال عمر” إلى الحركة الإسلامية في سنة 2000؟
– “كمال عمر” ظهر في المفاصلة.. فليكن تاريخي هو تاريخ المفاصلة.. أنت تعرفين أن هناك أناساً في التاريخ الإسلامي ربنا تعالى أرَّخ لهم في يوم بدر.. يوم المفاصلة بين الحق والباطل. أنا تاريخي يوم المفاصلة بين الحق والباطل، ولا أريد أي تاريخ آخر غير تاريخ هذه المفاصلة.
} الشيخ “السنوسي” تحدث عن وحدة الإسلاميين، فسارعتم بعقد مؤتمر صحفي أعلنتم خلاله أن شيخ “إبراهيم” يعبر عن رأي شخصي ولا يعبر عن الحزب.. ألا تشعر أن في ذلك شيئاً من التجاوز لمقام وموقع ورمزية الشيخ في داخل الحزب؟
– “إبراهيم السنوسي” هو شيخي في هذه الحركة الإسلامية.. هو أبونا وشيخنا وهذا الملف نحن قفلناه بقرار تنظيمي.
} تعني ملف الجدال بينكم حول وحدة الإسلاميين؟
– ملف السجال الذي دار بيننا قُفل بقرار تنظيمي، أنا أحترم هذا القرار وعندي تعليق واحد فقط: محبتي وتقديري واحترامي لشيخي “إبراهيم السنوسي”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية