(المجهر)تشهد تدشين حملة مكافحة الملاريا بولاية «سنار»

بمثل ما أقلق البعوض والملاريا مضاجع الناس في السنوات السابقة، عاد تفشي المرض من جديد في أنحاء البلاد، من جراء آثار الخريف وهطول الأمطار هذا العام، وبدا واضحاً قلق السلطات الصحية ممثلة في (البرنامج القومي لمكافحة الملاريا)، وهو يحط رحاله في الولايات لتدارك ما يمكن تداركه، قبيل تفشي وانتشار المرض للدرجة التي تحذر منها منظمة الصحة العالمية. كانت في مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار البداية الأولى لتدشين الحملة المتكاملة للرش بالمبيد ذي الأثر الباقي، والتي تستهدف الولايات التي تأثرت بالسيول والأمطار والفيضانات مؤخراً بإشراف وزارة الصحة الاتحادية.
والي سنار يشكو من انتشار مرض (اللشمانيا) لا الملاريا !!
ورغم أن ولاية سنار تعد ضمن الولايات التى ترتفع فيها نسبة الإصابة بمرض الملاريا، إلا أن واليها المهندس “أحمد عباس”، قال إنها خلت من البعوض خلال الستة أشهر الماضية. واعتبر ذلك دليلاً واضحاً لنجاح تطبيق التدخلات في مكافحة نواقل الأمراض خاصة الملاريا، مشيراً إلى تضرر ولايته كثيراً من الملاريا في الأيام الماضية، واصفاً إياها بالمرض الاقتصادي.
وأقر “أحمد عباس” خلال مخاطبته الاحتفال بتدشين الحملة، أن مرض (اللشمانيا) يمثل أكبر هم لولايته، مطالباً عمال الرش بالتركيز الإضافي لرش مناطق كثافة اللشمانيا.
استراتيجية جديدة لمكافحة الملاريا
وحذر المنسق القومي لبرنامج الملاريا بوزارة الصحة الاتحادية دكتور “فهد عوض”، من عدم الالتزام تطبيق معايير الجودة في الرش بالمبيدات، بما يؤدي إلى ظهور مقاومة النواقل لهذه المبيدات. وتوقع إعلان نتائج المسح القومي لمعدلات الملاريا وتقرير أداء البرنامج لعشر سنوات نهاية الشهر الجاري، كاشفاً عن استراتيجية جديدة لمكافحة الملاريا، بما يمكن من دخول السودان لمرحلة استئصال المرض.
“أحمد عباس” يؤكد نجاح المبيد المستخدم في الحملات
والى سنار امتدح الجهود التي بذلتها وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع الولايات، مؤكداً نجاح المبيد المستخدم لهذه الحملات، معلناً عن جاهزية حكومة الولاية لتوفير العمالة اللازمة لنجاح هذه الحملات على مدار العام، بمعدل (20) عاملاً لكل محلية من السبع محليات، ودعم مجالات الرعاية الصحية الأولية، مؤكداً الأثر الواضح لحملات الرش خلال العام المنصرم في انخفاض نسبة الإصابة بالأمراض المنقولة بالحشرات، مؤكداً الالتزام السياسي بتحسين بيئة العمل للقابلات، وإدماج القابلات في النظام الصحي بإنشاء وظائف لهن .
تزايد في توالد الباعوض ..
وشكا عدد من المواطنين من تزايد توالد البعوض بسبب كثافة الأمطار، ويشير مدير إدارة المكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض “حمودة توتو كافي”، أن تنفيذ هذه الحملات بولايتي سنار والجزيرة يأتي باعتبارهما من أكثر الولايات انتشاراً لنواقل الأمراض، وتعهد بقيام حملة أخرى في ديسمبر المقبل لتغطية أرجاء الولاية المختلفة، إضافة لقيام حملات سنوية بولاية سنار للتخلص من الملاريا. وأشار لطباعة (600) ألف مطبق لكل منزل لتوعية المواطنين بأهداف الحملة ومطلوباتها من كل مواطن، داعياً المواطنين لمعاونة الفرق الصحية العاملة في الحملات وذلك بإخلاء المنازل وتنقية الأواني المنزلية المستخدمة في الطعام، ممتدحاً دور الشركاء فى القطاع الخاص ومساهمتهم في نجاح هذه الحملات، مؤكداً استعداد وزارة الصحة الاتحادية وجاهزيتها فى تنفيذ حملات الرش بالمبيد ذي الأثر الباقي في كافة ولايات السودان خاصة تلك التي تأثرت بالأمطار والسيول والفيضانات .
مدير البرنامج القومي لمكافحة الملاريا د. “فهد عوض على”، أوضح أن هذه الحملة بلغت تكلفتها (13) مليون جنيه، لتستهدف 1,374,291 نسمة و223,125 منزل وتستهلك (13) طن مبيد، وتحوي (800) طلمبة رش ويعمل بها (1,576) عاملاً و (227) مشرفاً و(30) عربة.
حكومة سنار تتعهد بتحسين بيئة العمل في المستشفيات..
وزير الصحة بولاية سنار “شرف الدين هجو” حيا جهود وزارة الصحة والإعداد الجيد الذي بذلته وزارة الصحة الاتحادية، في نجاح هذه الحملات لتحقيق الأهداف المرجوة، مشيراً لخطة مشتركة وضعتها وزارة الصحة الاتحادية ووزارة الصحة ولاية سنار، للقضاء على الملاريا خلال خمس سنوات مضى منها عامان، مؤكدا نجاح هذه الخطة خلال عامها الثاني من التنفيذ، مضيفاً بأن هذه الحملة تسهم في القضاء على الأمراض المنقولة بالحشرات خاصة الملارياً، فضلاً عن الإسهام في الإصحاح البيئي، وأضاف وزير الصحة بسنار أن الخارطة القومية التي وضعتها وزارة الصحة الاتحادية، ستعمل على استقرار الوضع الصحي بالولاية، مؤكداً أن أكثر من 35) نائب اختصاصي تم تخصيصهم للعمل بالولاية خلال الفترة القريبة المقبلة.
وتعهد بتحسين بيئة العمل وتقديم خدمة العيادات الليلية بمستشفيات الولاية برسوم رمزية، لتخفيف معاناة المرضى والمواطنين ومحاربة الفقر إضافة إلى خدمة الطبيب الاختصاصي الزائر.